32 عاما مرت على تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى، مدة زمنية ليست بالقصيرة عاش خلالها أهالى سيناء ينتظرون حلم التنمية، والذى بدأ ضعيفا وانتهى باضطرابات أمنية أصبحت تشكل عائقا أمام استكمال مسيرة البناء على أرض الفيروز.
ماذا يقول أهالى سيناء، وما أمنياتهم التى كانوا يأملون لو حققتها الدولة على أرض سيناء خلال هذه الفترة، استطلع "اليوم السابع" آراء أهالى سيناء بكل قرى ومدن شمال سيناء، والذين أجمعوا على أن أسمى أمانيهم كانت إزالة حواجز العزلة بينهم وبين الوطن، وأن تفعل المشروعات القومية التى بدأت عملاقة وانتهت بلا فائدة.
وقال يونس أبوصفرة، رئيس نادى الشعر البدوى، وأحد أبناء مركز رفح، كنت أتمنى أن تغمر مياه النيل كل شبر وكل منزل فى سيناء، وأن تصبح سيناء مع مرور الوقت يسكنها 2 مليون مواطن مصرى من جميع أنحاء الجمهورية، وان أرى فى سيناء تنمية حقيقة وليس وهما حقيقيا.
وأضاف ياسر أبوعاصى، أحد أبناء مركز بئر العبد بشمال سيناء ويعمل بالخارج، استكمال ترعة السلام أهم ما كنا نتمناه لتصل إلى الأفواه الظامئة والأراضى المتعطشة لمياهها العذبة، وأضعف الإيمان من تمليك الأراضى الزراعية وإعطاء المزارعين حق الملكية أو حق انتفاع لفتح فرص للشباب للعمل والإنتاج لمزيد من الخضراوات، واستكمال السكة الحديدية، ومصنع للرمل الزجاجى بدلاً من تصديره برخص التراب، ووجود الأمن بشرط احترام العادات والتقاليد دون تعدٍ صارخ على أرواح الأبرياء.
وتابع محمود الشريف، مدرس من أبناء مدينة العريش، ما كنا فعلا نتمناه هى حرية المواطن السيناوى فى التعبير عن مشاكله, وحرية التنقل , وتصنيف المواطن السيناوى كدرجة أولى, وتولى قيادات سيناوية مناصب رفيعة المستوى بالمحافظة.
وأعرب عاطف أبوحسونة، من أبناء مركز بئر العبد، عن أسفه أن كثيرا من المشروعات لم تكتمل طوال هذه الفترة على أرض سيناء، ويشير إلى أن أهالى سيناء كانوا ينتظرون محطة العريش والقطار يخترق ضواحيها ليعيد ذكريات خط الشرق القديم، ومدن سياحية على طول البحر يفد إليها السياح من مختلف دول العالم، وميناء العريش وقد أصبح ميناء عالميا، والسكان فى مستوى معيشى مرتفع يتناسب مع ثروات الدولة، وفريقا باسم سيناء يلعب فى الدورى ويأتى له الأهلى والزمالك وكافة الأندية، وجامعة سيناء الحكومية، ومستشفى جامعى، ولكن نرى من الحكومات وعود وعلى الأرض نجنى الإرهاب والخراب.
وقال الدكتور سيد حامد، مسئول الجودة بمديرية التربية والتعليم، ما كنا ننتظره ولم يتحقق وجود مصانع وقرى سياحية.
وأضاف الشاعر السيناوى أحمد أبوحج، مرت سنوات طويلة على سيناء وهى فى طور التهميش ولاتزال, وكنت أتمنى بعد مرور هذه السنوات الطويلة من تحريرها أن أرى ثروات سيناء تظهر وتخرج من باطن الأرض فى شكل مصانع وزراعة ومجتمعات عمرانية جديدة، ومشروعات حيوانية وإنتاج وثروة سمكية وطاقة شمسية وخلافة، ومع تمنياتى الخاصة بأن أرى الاهتمام بالعنصر البشرى والاهتمام بأهلها ومعاملتهم معاملة أفضل، ومشاركتهم فى جميع مشروعات الدولة ووضعهم فى أماكنهم الطبيعية لمعرفتهم بخبايا وأسرار سيناء.
وقال أحمد الغول، أحد شباب مدينة العريش: كنت أتمنى أن تصبح سيناء عاصمة مصر الثالثة بعد القاهرة والإسكندرية، ولم تكن فقط مجرد أمنية بالنسبة لى، فلدينا من الإمكانات والموارد ما يؤهلنا لأن نفوق مدينة عالمية مثل دبى، والتى لم يتعد عمرها الثلاثين عام، وها نحن بعد 32 عاما نشكو للمسؤولين فقر الخدمات وننقل معاناتنا من مشاكل وأزمات، خابت ظنوننا بالحكومات.
وقال الدكتور حسام عزمى أخصائى أمراض المخ والأعصاب بمستشفى العريش العام، ما نتمناه بالفعل خدمة طبية ولو متوسطة المستوى للمرضى بدل الحاجة للسفر عندما يتطلب الأمر فحوصات كالرنين المغناطيسى، ومقياس هشاشة العظام، والحاجة لطبيب فى تخصص نادر بعض الشىء كجراحة الأوعية الدموية، والغدد والأورام والروماتيزم.. وغيره، مما لا تخلو منه عاصمة أى محافظة.
وقال محمود الشوربجى، باحث فى تاريخ سيناء: بعد تحرير شبه جزيرة سيناء بشكل كامل من عدوان الاحتلال الإسرائيلى وبعد السنوات والأيام الطويلة التى قضاها أهالى سيناء فى محاربة هذا العدوان، وبعد عودة الأرض كاملة إلى الوطن، انتظر أهالى سيناء فى بدء التنمية الفعلية على أرض سيناء من البدء فى عمل مشروعات قومية كبيرة ستعود على الوطن بنهضة وازدهار حقيقى، ولكن بقيت التنمية حلما فوق رؤوس الجميع دون العمل فى شىء فعلى على أرض الواقع، وكنت أتمنى حقاً منذ ثلاثين عاماً مضت بناء مشروعات حقيقية كبيرة حول وادى العريش للمهتمين بالزراعة فهى أرض خصبة وصالحة للزراعة وغير مستغلة.
وأضاف "كنت أتمنى استكمال ترعة السلام حتى تصل إلى مدينة رفح المنسية، وكنت أتمنى استكمال وتشغيل القطار الذى يربط مصر الدولة بهذه البقعة التى هى جزء أساسى فى الوطن، لقد تخطت الأمنيات الكثير من الآمال ولكن دون تحقيق فعلى على أرض الواقع، ولعلها أمنية كما تمناها الكثير من أهالى هذه الأرض وانتظروا تحقيقها.
وأضافت الناشطة السيناوية إيمان فروجة، كنا ننتظر إنشاء قناة تلفزيونية خاصة بسيناء ولم يتحقق ذلك.
وقال "أبورامى ترابين" من وسط سيناء، كما ننتظر نهضة حقيقية لسيناء وليست مشاريع على الورق، ووصول مياه النيل واستصلاح الأراضى التى لاتقل جودة عن الدلتا وربما تفوقها، وتوظيف شباب سيناء بدل زراعة المخدرات والتهريب.
وقال محمد ممدوح، إعلامى، كنت أتمنى أن تستغل الأراضى الشاسعة فى الزراعة، وتوطين نصف مليون مواطن، وتنمية بحيرة البردويل بحملة قومية للاستزراع السمكى، وتطوير ممر قناة السويس، وتنمية المجتمعات السكانية وإنشائها، وتفعيل دور إدارة الاستثمار بديوان المحافظة طبقا لقانون المحليات والذى تم تعطيله وعمل استثمارات على أرض سيناء، وتفعيل دور إدارة التعاونيات بإنشاء الجمعيات التعاونية التى تخدم المواطن السيناوى مع إنشاء مجموعة من المدن الجديدة.
بعد 32 عاما على تحرير سيناء.. أهالى "الفيروز": كنا نتمنى من الدولة تنمية حقيقية واستكمال المشروعات القومية وزراعة الصحراء.. ويؤكدون: نعانى من الإهمال فى الصحة والتعليم والمواصلات
الأربعاء، 23 أبريل 2014 07:36 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة