"المصالحة الفلسطينية" أوشكت على التنفيذ.. فتح وحماس اتفقتا على "خارطة طريق" تتضمن تشكيل حكومة وإجراء انتخابات خلال 6 أشهر.. وإسرائيل غاضبة

الأربعاء، 23 أبريل 2014 02:04 م
"المصالحة الفلسطينية" أوشكت على التنفيذ.. فتح وحماس اتفقتا على "خارطة طريق" تتضمن تشكيل حكومة وإجراء انتخابات خلال 6 أشهر.. وإسرائيل غاضبة الرئيس الفلسطينى محمود عباس
كتب محمود محيى ووكالات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد مرور حوالى 7 سنوات على القطيعة بين الأشقاء من أبناء الوطن الواحد أعضاء حركتى "فتح" وحماس" الفلسطينيتان، بدأت جلسات المصالحة بينهم التى تجرى حاليا فى قطاع غزة تؤتى ثمارها، لتنهى فترة طويلة من العداء وتفتح صفحة جديدة للم الشمل بين الفلسطينيين مرة أخرى.

وقالت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى قريبة من المباحثات التى تجرى حاليا، إن حركتى المقاومة الإسلامية "حماس" ومنظمة التحرير الفلسطينية "فتح" اتفقتا من حيث المبدأ على تشكيل حكومة موحدة مطلع شهر يونيو المقبل، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل نهاية عام 2014.

وقالت المصادر الفلسطينية المقربة من اجتماع مفاوضى حماس وفتح لموقع BBC البريطانى إن الوفدين "توصلا إلى تفاهمات مبدئية بشأن تنفيذ بنود اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة".

وحسب التفاهمات، فإنه من المقرر أن يرأس الحكومة الرئيس الفلسطينى محمود عباس" أبو مازن" على أن يعلن عنها مطلع يونيو المقبل، كما أكدت المصادر أنه اتفق أيضا على أن يتم إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية قبل نهاية العام الحالى.
وكانت جلسات المفاوضات قد بدأت، أمس الثلاثاء، وسط تأكيدات من إسماعيل هنية رئيس وفد حماس وعزام الأحمد رئيس وفد فتح على ضرورة الإسراع فى تنفيذ الاتفاقات التى وقع عليها الجانبان فى القاهرة والدوحة من أجل إنهاء الانقسام.

وقال الأحمد، فور وصوله إلى قطاع غزة عبر معبر إريز: "يجب أن نضع نهاية لهذا الفصل البغيض"، فيما أكد هنية على نفس الموقف قائلا: "نحتاج إلى إنهاء هذا الانقسام وبدء مصالحة فلسطينية حتى تكون لدينا حكومة واحدة ونظام سياسى واحد وقيادة واحدة وبرنامج وطنى فلسطينى نتفق عليه".

وكانت تفاقمت أزمة الخلافات بين حركتى فتح وحماس منذ حوالى سبعة أعوام عندما بسطت الأخيرة سيطرتها على قطاع غزة، وفشلت عدة محاولات سابقة للصلح بين الطرفين كان معظمها بواسطة القاهرة، ويزور وفد فتح غزة لأول مرة منذ 2007.

والتقى الوفدان فى "مخيم الشاطئ" للاجئين، حيث جرت مراسم استقبال رسمية وحفل استقبال لوفد فتح بحضور ممثلين عن تنظيمات ومنظمات أهلية فلسطينية وشخصيات عامة.

وفى المقابل، أثارت جولات المصالحة الحالية غضب إسرائيل، خاصة بعد ظهور بوادر تحسن فى العلاقات بين الفصيلين الفلسطينيين، فقد أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يتقدم نحو تحقيق السلام مع حركة حماس بدلا من تحقيق السلام مع إسرائيل، على حد تعبيره.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن نتانياهو قوله، خلال اجتماعه بالقدس المحتلة اليوم الأربعاء، مع وزير الخارجية النمساوى سبستيان كورتس الذى يزور إسرائيل حاليا، إنه يتعين على عباس أن يختار أحد الأمرين لأنه لا يمكن تحقيق الاثنين فى آن واحد، مضيفا أنه يأمل فى أن يختار أبو مازن السلام مع إسرائيل ولكنه لم يفعل ذلك حتى الآن.

وقال نتانياهو، إن إسرائيل تحاول الآن التوصل إلى اتفاق حول استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين ولكنه كلما نصل إلى هذه النقطة يضع عباس شروطا إضافية وهو على علم بأن إسرائيل لا يمكنها أن تقبل بها، على حد زعمه.

وفى المقابل، نقلت الصحف الإسرائيلية الأخرى الصادرة اليوم تصريحات الرئيس الفلسطينى محمود عباس لمراسلى الصحافة الإسرائيلية، مساء أمس، والتى تحدى من خلالها نتانياهو وأعلن استعداده للقائه فى أى وقت إذا أبدى جدية فى السعى إلى تحقيق اتفاق.

وركزت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية فى عنوانها الرئيسى على إعلان أبو مازن عن استعداده لاستئناف المفاوضات، فيما قال صحيفة "يسرائيل ها يوم" خلال تقرير لها تحت عنوان يتبنى سياسة الحكومة التى تدعمها، حيث زعمت أن شروط أبو مازن تعنى أنه لا يريد السلام.

وقالت "هاآرتس" إن عباس أعرب عن استعداده لاستئناف المحادثات حول تمديد المفاوضات إلى ما بعد التاسع والعشرين من أبريل الجارى، وهو الموعد المحدد لإنهاء المفاوضات.

فيما كشف مسئول فلسطينى بارز، عن تقدم إيجابى طرأ على اللقاء الذى عقد ليلة أمس فى مدينة غزة، بين وفد منظمة التحرير الخماسى "فتح"، وقادة حركة "حماس"، وأضاف المسئول فى تصريح خاص لـموقع "الرسالة نت" التابع لحماس، صباح الأربعاء،:"خلال الاجتماع الذى استمر لأكثر من ست ساعات وانتهى الساعة الثانية من فجر اليوم، تم بحث عدة قضايا هامة، والتوصل لاتفاق حول خطوط عريضة تساعد فى إتمام المصالحة".

وأضاف المسئول الفلسطينى: "جرى الاتفاق بين الطرفين على وضع اتفاق مبدئى للبدء بالتشاور فى إجراءات تشكيل الحكومة الانتقالية التى يترأسها رئيس السلطة محمود عباس لستة شهور، كما تم التباحث بملف الانتخابات الداخلية، ومنظمة التحرير الفلسطينية".

بدوره، فإن مصطفى البرغوثى عضو الوفد الخماسى المشارك فى جلسات الحوار الوطنى، أكد أن اللقاء الأول الذى جرى بين وفد المنظمة وحركة حماس كان إيجابيًا جدًا.

وأوضح البرغوثى، لـ"الرسالة نت"، أنه ستعقد خلال الساعات المقبلة، جلسة جديدة من الحوار الوطنى، لاستكمال جلسة الليلة ووضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالمصالحة وسبل تنفيذها على الأرض.

ورفض البرغوثى، الحديث عن النقاط التى تم الاتفاق عليها خلال الاجتماع، ولكنه اكتفى بالقول "الساعات المقبلة ستشهد انفراجة حقيقية بملف المصالحة، وسنعلنها للشعب الفلسطينى بأكمله".

فيما أكد عضو المكتب السياسى لحركة حماس خليل الحية، وجود تقدم ملموس فى ملفات تطبيق المصالحة خلال جلسة الحوار الأولى بين حركتى فتح وحماس، مشيرا خلال تصريح خاص لوكالة "معا" الإخبارية الفلسطينية إلى أن استكمال الملفات الأخرى سيكون اليوم الأربعاء، موضحا أن الحوار تركز على وضع آليات تنفيذ اتفاقات المصالحة الموقعة، مضيفا أن الأجواء الإيجابية تسود منذ وصول وفد المصالحة من الضفة.

من جانبه قال بسام الصالحى الأمين العام لحزب الشعب، إنه تم الاتفاق على خارطة طريق تبدأ بتشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات فى مدة أقصاها ستة شهور، موضحا أن اللقاءات تتواصل فى أجواء إيجابية للغابة.

وفى السياق نفسه، قال تيسير نصر الله، القيادى فى حركة فتح، لـ "الرسالة نت": "إن إتمام ملف المصالحة من أهم أعمالنا التى نسعى إلى تحقيقها وإنهاء للمفاوضات مع الاحتلال، والرد على الاحتلال فى الوحدة الوطنية ومواجهة الغطرسة المستمرة ضد الشعب الفلسطينى فى الضفة المحتلة وقطاع غزة.

وأضاف نصر الله: "نتمنى أن تكون لقاءات ودية للتعاطى مع الأطروحات التى تطوى هذه الورقة، وستجعل الشعب الفلسطينى هذه المرة متفائلا أكثر".

وبين المسئول بفتح أنه يجب أن تتم المصالحة بالتمسك ببرنامج المقاومة المسلحة ولا تكون كورقة ضغط عليها، لأن الاحتلال لا يتمنى إلا الفشل حتى تدوم مفاوضاته التى لا تغنى من جوع، منوها إلى أن إتمام هذا الملف سيزرع الثقة المتبادلة فى نفوس الشعب الفلسطينى، مشيرا إلى أن المصالحة لا تحتاج لحوارات بل تحتاج لتطبيق حتى ينال الشعب ما يريده مما فقده فى السنين الماضية.

يذكر أن الوفد الخماسى للمصالحة وصل غزة مساء أمس والتقى برئيس الوزراء الفلسطينى إسماعيل هنية فى منزله لبحث المصالحة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة