هناك العديد من التغيرات الفسيولوجية التى تحدث فى الجسم مع الحمل، نتيجة للتغيرات الهرمونية المصاحبة للحمل، كما قال الدكتور محمد عبد الشافى أستاذ جراحة المسالك البولية واستشارى الضعف الجنسى والعقم بطب الأزهر، حيث يؤدى ارتفاع نسبة البروجسترون أثناء الحمل إلى زيادة تدفق الدم إلى الكلية، مما يمثل عبئا كبيرا على الكلى، علاوة على أن العضلات الملساء الموجودة فى جدار الحالب، يحدث بها ارتخاء وضعف فى الانقباضات المنتظمة التى تساعد على خروج البول وتدفقه، مما يؤدى إلى بطء فى إخراج البول أو ما يسمى "Urinary stasis" "توقف جزئى لسريان البول"، فيتضخم الحالب والكليتان، وهذا بدوره يؤدى إلى زيادة فرصة تكوين حصوات وحدوث التهابات بالبول وارتفاع بدرجة الحرارة، قد يصل فى بعض الأحيان إلى تسمم بالدم.
يؤكد "عبد الشافى" أن الحوامل اللائى يعانين من قصور فى وظائف الكلى أكثر عرضة من غيرهن لما يسمى بتسمم الحمل، أو الإجهاض أو الولادة المبكرة أو تأخر نمو الجنين، وقد يزداد القصور فى وظائف الكلى حتى يصل إلى الفشل الكلوى نتيجة الحمل، ولكن رحمة الله واسعة، فالسيدات اللاتى يعانين من قصور شديد فى وظائف الكلى أو فشل كلوى من البداية، فإن خالقهم يعلم بعدم قدرة الكلى على تحمل الحمل، فتكون نسبة الخصوبة عندهن ضعيفة وفرصتهم فى الحمل أقل بكثير من غيرهن. "سبحانه، ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"، ومن رحمة الله بهؤلاء أن نسبة الخصوبة وفرص الحمل تزداد بسرعة وتعود إلى طبيعتها بعد زراعة الكلى.
وتابع "عبد الشافى" أن المرضى الذين يعانون فى البداية من قصور بوظائف الكلى أويشكون من أمراض مزمنة بالكلى، لابد أن يتوجهوا إلى طبيب الكلى قبل التفكير فى الحمل، لاستشارته فى إمكانية الحمل الآمن من عدمه، وأن رأى الطبيب أن الحمل ليس به خطورة على الحامل أو الجنين، فلابد أن يكون الحمل تحت إشراف طبى دقيق من طبيب الكلى منذ اليوم الأول من الحمل بالتنسيق مع طبيب النساء والتوليد حتى يتم الحمل دون حدوث مضاعفات للأم أو الجنين، فدور طبيب الكلى أثناء الحمل يتركز أساسا فى المحافظة على ضغط الدم بشكل طبيعى والمحافظة على وظائف الكلى بشكل آمن للحامل والجنين مع الوقاية من حدوث تسمم حمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة