استفزتنى حادثة نشرت منذ أيام مفادها إشعال 4 مواطنين النيران فى جسد شاب، ما أدى إلى وفاته بسبب خلافات مالية فى محافظة أسوان.
وفى محافظة أسوان الهادئة الوديعة أيضًا وقعت مؤخرًا مجزرة بين قبيلتين، راح ضحيتها العشرات.
وفى الإسكندرية، قام زوج بإلقاء رضيعة زوجته من نافذة الشقة بالطابق الحادى عشر بالطريق العام، مما أدى إلى مصرعها وذلك بعد خلافات مع زوجته.
وسيدة تسهل اغتصاب عشيقها لابنتها الطفلة، والعثور على 6 هياكل عظمية لجثث بالمنوفية. وغير ذلك بكثير من الحوادث البشعة والمنفرة التى حفلت بها صفحات الحوادث بالصحف المختلفة. والسؤال لماذا وصلنا لهذا المستوى غير المألوف وغير المسبوق من العنف؟
وما دور الدولة والمجتمع فى مواجهة هذه الظاهرة المخيفة؟ الأسباب فى هذه الظاهرة متعددة منها: انتشار السلاح وتنوعه بشكل يغرى على القتل والتدمير خاصة عقب اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير، إضافة لانهيار نظام القذافى فى ليبيا والتهريب عبر الحدود الليبية فضلا عن الحدود السودانية وأيضًا غياب الأمل لدى البعض فى غد مشرق، وذلك مع المشروعات التنموية، سواء الاقتصادية أو الخدمية، وانتشار الفقر والمرض والبطالة وأخيرًا الصراعات القبلية والعائلية.
وقد كشف بحث للدكتور حسن سعد الله، الباحث بمركز البحوث الجنائية والاجتماعية بالقاهرة، أنه فى الفترة من عام 2000 وحتى 2009 وقعت 20 ألف جريمة ثأر فى الوجه البحرى والقبلى تقريبًا، بواقع 300 جريمة عام 2001، و400 جريمة عام 2002، و500 جريمة عام 2003، وفى عام 2004 وقعت 700 جريمة، وفى عام 2005 وقعت 900 حادثة، وفى عام 2006 حدثت 1300 واقعة، وفى عام 2007 وقعت 3 آلاف واقعة، وفى عام 2008 وقعت خمسة آلاف جريمة ثأر ومشاجرات بين العائلات، أما فى النصف الأول من عام 2009 وقعت خمسة آلاف جريمة، وإن عدد السلاح المضبوط فى الفترة المذكورة وصل إلى 88 ألف قطعة سلاح ما بين مسدس بمختلف الأعيرة وبنادق خرطوش وبنادق صيد خرطوش وبنادق نصف آلية وبنادق آلية وبنادق قنص وقاذف دبابات "آر بى جى".
لذلك يجب تعزيز الوازع الدينى لدى الأفراد وقيام الدولة بواجباتها تجاه المجتمع، وتعزيز دور الجانب الأمنى وتفعيل دور جهاز القضاء، وتمكين أجهزة العدالة من القيام بواجباتها ومهامها والقضاء على ظاهرة حمل السلاح، من خلال تنظيم حمل وحيازة السلاح وفتح باب الأمل أمام الشباب من خلال خطط تنموية حقيقية وليست أوهام.
أبوبكر الديب يكتب: إلى أين يأخذنا العنف المتصاعد بالمجتمع؟
الأربعاء، 23 أبريل 2014 08:09 ص