يعتبر العمد، والمشايخ من رجال الأمن العام المسئولين عن حفظ الأمن فى دائرة اختصاصهم، وهم الأكثر إلماما بكل ما يدور بقريتهم وبالنطاق الجغرافى الذى يتبعهم، إلا أنه بالرغم من ذلك تنتهج الدولة نهجا تقلل فيه من دور العمدة والمشايخ، ولم يعد للعمدة نفس القيمة والمكانة التى كان عليها من قبل، حيث كانت المشاكل والخلافات لا تصل إلى أقسام الشرطة وكان دوار العمدة أشبه بقسم الشرطة ولكن الفارق أن المشكلة تنتهى بالحل.
وتعدى دور العمد والمشايخ إلى الاستعانة بهم فى التسعينيات فى التصدى للإرهاب والإبلاغ عن الغرباء الذين كانوا يستغلون القرى فى الاختفاء من رجال الأمن.
وفى الوقت الذى تدخل فيه مصر منعطفا جديدا وإرهابا بشكل آخر غير الذى اعتادت على أشكاله وطرقه فى التسعينيات وأصبحت الدولة تطارد شبحا يتنقل من مكان إلى مكان، ويطال خيرة شبابها وجنودها ورجال دولتها وبدأ فى الخروج من العاصمة إلى عدد من المحافظات، لابد أن يكون هناك اتجاه آخر ومنهج آخر لإحياء دور المشايخ والعمد حتى يرى رجال الأمن كل شبر فى الدولة.
قال العمدة نبيل أبو علم "عمدة قرية دوينة" بمركز أبو تيج لـ"اليوم السابع" إنه عمدة لأكبر قرية من قرى المحافظة، وذلك بسبب كثرة تعداد سكانها الذى يصل نحو 40 ألف نسمة.
وأوضح أبو علم أن دور العمدة يبدأ بالحفاظ على الأمن بالقرية، وحل جميع مشاكل القرية، وكل الخلافات بين سكان القرية وبين عائلاتها وفلاحيها.
وعن الأحداث فى مصر وظهور البؤر الإجرامية فى بعض المحافظات قال "أبو علم" إن أى عمدة أو شيخ فى قرية يعرف كل شخص فى قريته، وبذلك يسهل عليه تحديد الغرباء المندسين بهذه القرى، الذى من الممكن أن يكون هاربا من أحكام قضائية أو أعمال إرهابية، ومن الممكن أن يكون مختبئا لتنفيذ جريمة بالمحافظة.
وأوضح العمدة أن هناك عجزا فى الخفراء بشدة ليعاونوا العمدة، ولكن بالرغم من ذلك نستعين بأشخاص من الأهالى والعائلات.
وعن التواصل بين العمد والقيادات الأمنية بالمحافظة قال إنه يوجد بالفعل تواصل، لكن لابد أن يكون بشكل أكثر فاعلية، بحيث يكون هذا التواصل مجدى مضيفا أنه على وزارة الداخلية أن تعطى العمد والمشايخ دورات تدريبية مكثفة فى هذه الآونة لتعريف العمدة بدوره فى هذه المرحلة، وكذلك دور العمد والمشايخ، خاصة مع ظهور نوع جديد من الإرهاب يجب مقاومته بشتى طرق لتوضيح الأساليب الجديدة للإرهابيين، وذلك عن طريق خبراء متخصصين فى ذلك.
ومن جهته قال العمدة محمد صلاح الدين كامل على عمر عمدة قرية مسرع التابعة لمركز أسيوط هناك تلاحم بيننا والعمد، ولابد أن يكون لنا سلاح متطور يتناسب مع الأسلحة الموجودة فى يد العدو الذى يهدد أمن الوطن.
وقال عمر إن قريته يصل عدد سكانها إلى نحو 30 ألف شخص لكنه بالرغم من ذلك لا تفوته كبيرة أو صغيرة فى القرية، وذلك لترابط أهالى القرية مع العمدة، خاصة أنهم يعتبرونه الشخص الأكثر ثقة والأكثر فهما لمشاكلهم، لذلك يعاونوه فى كل ما يطلبه منهم.
ومن جهته قال اللواء أبو القاسم أبو ضيف مساعد وزير الداخلية لمنطقة وسط الصعيد إن التواصل مع العمد، والمشايخ أمر مهم جدا لأنهم قبل أى شىء أحد أفراد المنظومة الأمنية، وهم جهاز مساعد للأمن فى أى محافظة، ودورهم مهم وحيوى، وتأتى أهميته من إلمام العمد والمشايخ الكامل ببلدتهم، ومعرفتهم قاطنيها مما يجعل فرص تعرفه على الغرباء كبيرة جدا تفوق أى جهاز آخر، ويتم إخطاره بالغرباء والمشتبه فيهم، وأنه يتواجد بشكل دائم بمقر العمدية وكونه من أهل البلد يسهل على الأمن ضبط الهاربين بصورة سريعة وجيدة مع الناس.
عمد ومشايخ أسيوط: نحتاج لدورات مكثفة للتوعية بالإرهاب.. لا يمكن لغريب دخول قرانا دون علمنا.. نحتاج لأسلحة متطورة وزيادة الخفراء.. ومساعد وزير الداخلية لوسط الصعيد: دورهم مهم فى المنظومة الأمنية
الثلاثاء، 22 أبريل 2014 04:14 ص
أحد عمد أسيوط