سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 22 إبريل 1846.. "إبراهيم باشا" فى باريس يبحث عن الصناعة والحب العذرى والأبوى

الثلاثاء، 22 أبريل 2014 08:20 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 22 إبريل 1846.. "إبراهيم باشا" فى باريس يبحث عن الصناعة والحب العذرى والأبوى إبراهيم باشا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصل إبراهيم باشا بن محمد على أخيرا إلى باريس، استقبله الشعب الفرنسى فى مثل هذا اليوم "22 إبريل 1846" بحماسة وألق تجاوزا المألوف، استغرق موكبه من المحطة إلى قصر الإليزيه ساعتين، هكذا يصف الكاتب الفرنسى "جيلبرت سينويه" فى كتابه "الفرعون الأخير- محمد على"، زيارة إبراهيم باشا إلى باريس، التى بدأت فى مثل هذا اليوم "22 إبريل 1846"، كما نقرأ تفاصيلها فى مذكرات "نوبار باشا" الصادرة عن "دار الشروق"، ويقول فيها: "فى باريس كانت الجموع تسرع نحو موكبه فى كل مرة يخرج فيها من قصر الإليزيه أو يدخل إليه".

كان "نوبار باشا" وزيرا ومستشارا لـ"محمد على" واصطحبه "إبراهيم" فى هذه الزيارة، وفى مذكراته يكشف الكثير مما كان يحلم به "إبراهيم" لمصر الذى مكث فى باريس أربعين يوما تعاقبت خلالها المقابلات والحفلات ودعوات العشاء دون توقف، بالإضافة إلى الزيارات الرسمية مثل زيارة مصنع "الجوبلان" للنسيج والسجاد، ثم بعض المصانع الأخرى.

يذكر نوبار أن إبراهيم كان يبحث عن كل التفاصيل باهتمام شديد، ويناقش أدق الأمور، وفى جيبه قطعة من الخبز كان يأكل منها أثناء زيارته للمصنع، كان يعرف كل شىء يتعلق بالصناعة، وعلى علم بكل ما تحقق من تقدم فى هذا المجال، لأنه درس كل هذه المعلومات من خلال التقارير التى كانت تصل إليه مع القادمين إلى مصر من ذوى المكانة الرفيعة فى أثناء فصل الشتاء، ليحلوا ضيوفا على الوالى محمد على، حيث كان إبراهيم يتجاذب معهم أطراف الحديث، وأستطيع القول أنهما لم يكونا بمعزل عن أى أمر يتعلق بالسياسة والتقدم العلمى فى أوروبا".

وجاء فى وقائع الزيارة، أن ملك فرنسا استقبل "إبراهيم" رسميا، وسهر مع العائلة الملكية الفرنسية، لكن "إبراهيم" كان مشغولا بحال مصر بالمقارنة مع أوروبا التى رآها، يقول "نوبار" إنه رأى هذا الرجل الذى سفك الدماء وأشعل النار فى "المورة" يبكى عندما رأى الريف فى ضواحى مدينة "أجين"، وتصور نوبار أن الدموع نتيجة آلام عضوية انتابته فجأة، لكن "إبراهيم" قال له: "لا..انظر كم هى جميلة"، وبالفعل كان نهر "الدوردونى" ينساب وسط السهول والمزارع الخضراء، وعلى شاطئيه المحصولات الغنية بالخير والرخاء، وأكمل يقول: "إنى أبكى لأنى أرى هذه البلاد تنعم بالرخاء، بينما مصر تعانى من البؤس، على رغم أن أرضها أكثر خصوبة، سوف أغير كل ذلك إذا أمد الله فى عمرى".

كان لأحوال المرأة الأوروبية نصيب، يحكى "نوبار" أن إبراهيم روى له أنه كان ذات يوم فى "لو كوكبى" يتنزه فى الريف، فقابلته امرأة أعجبته، فعرض عليها صرة من الذهب، ورفضت صحبته ونهرته، وتساءل: "هل يمكن أن يكون هذا ممكنا عندنا فى الشرق نتحدث عن الحب العذرى والأبوى!، إننا نخدع أنفسنا، إن البحث عنهما يجب أن يكون هنا".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة