قالت صحيفة "الوطن"السعودية، "إن حملة التحريض التى خرج بها رأس تنظيم القاعدة، أيمن الظواهرى، قبل أيام، ضد الجيش والشعب المصرى، هى "إرهاب دولى" يمارس بحق الشارع المصرى، وإن الرجل بات يؤدى ذات الدور الذى تكفلت به وبـالخفية جماعة الإخوان، إبان حكمها مصر، حتى وإن أظهرت عكس ذلك من حيث مواجهة ما يسمى بـ"الإرهاب"، وهى تدعمه فى ذات الوقت من وراء ستار".
وأكدت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم بعنوان "تبادل أدوار الإرهاب بين "الظواهرى والإخوان"، "أن هذا يدلل بشكل قاطع، على أن حالة الإفلاس التى بات يعيشها المنتمون لجماعة "الإخوان" فى طريقها للاتساع، وباتت بحاجة إلى مساندة خارجية، تبرع بتقديمها "أيمن الظواهرى" ابن الجماعة، وخريج رحم أفكار "سيد قطب".
وأضافت "أن تحريض الظواهرى ضد أبناء الجيش والشعب المصرى لم يخرج اعتباطا، فى هذا التوقيت تحديدا، والذى يقف فيه الشارع المصرى على أعتاب انتخابات رئاسية"، مشيرة كذلك إلى انقلابه على "حزب النور" الذى قارب سياسيا وليس فكريا، جماعة "الإخوان" فى مصر- حسب الصحيفة - إلى أن اتضحت له حقيقة المشروع السياسى للإخوان، القائم على الإقصاء والتكفير والإرهاب.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة "إن محاولة تصوير الظواهرى عدم قدرة العالم بأسره على كسر شوكة تنظيم القاعدة، هى دعوة مبطنة لتأييد "الإرهاب" الحاصل فى مصر، الهدف منها فى الأول والأخير، اتساع رقعة العنف، فى بلد لا يجد انتماء من قبل "الجماعة"، ووجهها الآخر، "تنظيم القاعدة". الأمر لا يتجاوز كونه ثنى للمصريين عن قيادة بلادهم إلى بر الأمان. وهذا لن يتحقق".
فى سياق متصل، حذر خبراء فى شئون الحركات الإسلامية من خطورة التصريحات التى أدلى بها مؤخرا زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، وأبدى فيها تأييده للعمليات الإرهابية التى تستهدف الجيش والشرطة فى مصر، مؤكدين أنه "رأس الخوارج"، وأنه يبحث عن موضع قدم لتنظيم القاعدة فى مصر.
وقال منسق الجبهة الوسطية صبرة القاسمى، "الظواهرى يبحث عن دور لتنظيم القاعدة فى مصر، بعد أن أفلس ومنى بهزيمة ساحقة فى سوريا، وبالتالى فإن تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية المتطرفة لم يعد لديها سوى القتل والتخريب، وهم يعكفون حاليا على زرع الفتنة والشقاق بين الشعب المصرى بطوائفه المختلفة، لزعزعة الاستقرار فى البلاد، بعد أن فشلت عملياتهم الإرهابية فى إثارة الرعب فى النفوس، وهذه التصريحات ستكون لها نتائج سلبية، خاصة وأن هناك قلة تظن أنها تخدم الدين باتباع تعليماته، وسيترجمونها لعمليات إرهابية".
من جانبه، قال القيادى السابق بجماعة الجهاد أحمد صبح، "الظواهرى هو رأس الخوارج، ولم يقدم للإسلام أى شىء إلا الخراب والدمار والرجعية والتخلف، وشغله الشاغل هو إيجاد العدو من الداخل، تنفيذا لتعليمات المخابرات الأمريكية والصهيونية، وأتعجب من دفاع الظواهرى عن الإخوان، خاصة وأنه سبق له أن هاجمهم لخوضهم الانتخابات فى عهد حسنى مبارك، ووصفهم فى كتابه "الحصاد المر" بأنهم خارجون عن الملة".
بدوره، قال أمين الإعلام بحزب الحركة الوطنية المصرية خالد العوامى، إن "تصريحات الظواهرى تكشف العلاقة الخفية التى تربط تنظيم القاعدة بجماعة الإخوان، ومثل هذه التنظيمات لا تعترف بالأوطان ولا بالجيوش النظامية ولا بأجهزة الأمن الداخلية، ولا تعترف إلا بالميليشيات المسلحة وعصابات المرتزقة، وأقصى أمانى هذه التنظيمات هو أن تسقط الدولة وينهار الجيش وتتفكك الشرطة لتتحول الدولة المصرية إلى دولة عصابات مثلما يحدث فى الصومال وليبيا".
وأضاف "هذه التصريحات تؤكد أن مصر أصبحت الهدف الأول للتنظيمات التكفيرية على مستوى العالم، وأتوقع أن تنشط وتيرة الأعمال الإرهابية فى الفترة الحالية وحتى انتهاء الانتخابات الرئاسية، مما يعنى ضرورة أن تتوخى قوات الأمن الحذر، والعمل على إفشال هذه المخططات، التى تستهدف ضرب مسيرة التحول الديمقراطى فى مصر، وإبقاء الوضع مشتعلا فى الشارع".
