قال أندريه زكى، مدير الهيئة الإنجيلية للخدمات العامة، إن مشكلة الإعاقة والمعاقين فى العديد من البلدان العربية تعانى تقصيرا كبيرا عكس ما يعيشه المعاق فى الدول الأوروبية من اهتمام بالغ ورعاية كاملة بخاصة فى ظل ظروف توسيع وانتشار البطالة، والتى لم تؤثر أبدا فى الإمكانات المادية التى تقدم لبرامج الرعاية الخاصة بالمعاقين وتمنح غالبية الأدوات التى يحتاجها المعاق من كراسى المعاقين والعصا الرادارية التى تمنح للمكفوفين مجانا، ومن هذه المعطيات فإننا نقف أمام واقع الإعاقة فى البلدان العربية التى يوجد بها قوانى قليلة خاصة تحمل المعاق وتساعده .
وأضاف زكى، خلال المؤتمر الإقليمى الثانى للمساهمة فى النهوض بحركة الإعاقة العربية، الذى تنظمه الهيئة الإنجيلية بأحد الفنادق الكبرى اليوم، هناك العديد من دول الخليج التى استفادت من تطور الرعاية فى الدول الأوروبية واستوردت النظام المتطور كاملا إلى الكثير من جمعيات الرعاية المنتشرة فى تلك الدول، ولكن بقيت القوانين خارج إطار التشريع الذى يحمى هذه الحالات طبيا وماديا، وعلى سبيل المثال قوانين التعليم لم تصل حتى اليوم فى عموم الدول العربية من إيجاد مختصين لمراقبة سلوك الأطفال وتحديد بعض سلوكيات التخلف العقلى والتوحد وغيرها من الأمراض التى من المفترض معرفتها مبكرا من خلال السنوات الأولى للدارسة حتى يترك الأمر للوالدين لمعرفة أنواع معقدة من هذه الأمراض والتى لم يكتشفها العلم إلا فى السنوات المتأخرة حيث يعامل الطفل المعاق بنفس الطفل المعاق التى يعامل بها الأصحاء ويمارس معه أحيانا أنواع من المهانة تؤدى إلى إضراب نفسى شديد فى غالب الأحوال.
وتابع زكى، مصر تعطى أهمية خاصة لحقوق ذوى الاحتياجات الخاصة، حيث يؤكد الدستور الجيد على ضمان حقوق المعاقين فى توفير فرص عمل لهم تتناسب مع قدرتهم وعددهم 12 مليون معاق وكذلك المساعدة القانونية من خلال توفير مترجم إشارة فى حال تعرضهم لأى مشكلات، مضيفا، وهنا أشيد بالدور الكبير الذى قام به الدكتور حسام المساح ممثل المعاقين فى لجنة الخمسين التى تولت إعداد هذا الدستور والذى تم مؤخرا تعيينه أمينا عاما للمجلس القومى لشئون المعاقين.
وأضاف زكى، الهيئة القبطية شريك فى التجمع العربى وأولت منذ زمن اهتماما كبيرا بهذه القضية لاسيما فى المرحلة الأخيرة فبخلاف ما تقوم به من الرعاية الطبية والاجتماعية للمعاقين وأسرهم، قامت مؤخرا باستحداث مشروع جديد يتمثل فى إنشاء ورشة متنقلة، عبارة عن سيارة مجهزة تقوم بتوفير خدمة الصيانة لكافة الأجهزة التعويضية داخل مناطق تجمعهم فى المناطق الفقيرة والعشوائية، يقوم عليها، عدد من المعاقين ذاتهم والذين تم تدريبهم تدريبا متميزا فى الخارج، وقامت الهيئة بإنشاء أول ورشة متخصصة فى تجهيز المبانى خاصة الحكومية لخدمة المعاقين من خلال توفير وسائل الراحة الكاملة لهم داخل هذه المبانى وسوف يتم خلال الأيام القليلة القادمة افتتاح أول مبنى تم تجهيزه داخل مستشفى الخليف العام وهى مستشفى حكومية، ونتطلع إلى تجهيز عدد من المنشآت الأخرى خلال الفترة المقبلة.
أندريه زكى: مشكلة المعاقين ناتجة من تقصير الحكومات
الثلاثاء، 22 أبريل 2014 01:21 م