"أوله تأجيل للدراسة خوفا من الأنفلونزا وأوسطه أعمال عنف وحصد للأرواح وآخره تقديم موعد الامتحانات"، ملخصا لوصف أقصر فصل دراسى فى تاريخ الجامعات المصرية، الذى بدأ بقرار المجلس الأعلى للجامعات بتأجيل الدراسة شهرا خوفا من تفشى العدوى بمرض الأنفلونزا الموسمية، وتخلله أعمال عنف قُتِلَ على إثرها عدد من الطلاب وأصيب آخرون، حيث انتهى الفصل الدراسى الثانى بقرار مفاجئ بتقديم موعد الامتحانات مرة أخرى لتنتهى قبل 22 مايو المقبل.
لم تتجاوز مدة "التيرم الثانى" بالجامعات الشهرين، حيث أكد عدد من الطلاب الرافضين لتقديم موعد الامتحانات دفاعا عن حقهم فى المعرفة والتعلم، أن هناك عددا من أعضاء هيئة التدريس لم يلقوا على مسامع الطلاب إلا محاضرة واحدة أو اثنين على الأكثر، مشيرين إلى أنهم لم يستفيدوا شيئا من هذا الفصل الدراسى وأن إلغاءه كان أفضل من المماطلة غير المفيدة، حيث تم تأجيل البدء به جاء أكثر من مرة نتيجة التخوفات من اندلاع التظاهرات وأعمال العنف لطلاب الإخوان بالجامعات، فضلا عن التخوف من مرض الأنفلونزا ليأتى قرار الحكومة بتأجيل الدراسة أسبوعين لتبدأ 8 مارس بعد أن كان مقرر بدء العمل بالفصل الدراسى الثانى بالجامعات 22 فبراير.
وبعد قرار جامعة القاهرة، أن يكون غدًا الأربعاء، هو آخر أيام محاضرات الفصل الدراسى للعام الجامعى الحالى فى الكليات النظرية، وإقرار مجلس الجامعة بدء الامتحانات 3 مايو المقبل، وفقاً لجداول كل كلية، على أن تنتهى جميع الامتحانات بحد أقصى يوم 22 مايو، تكون الجامعة قد مرت بأقصر فصل دراسى لم تتجاوز مدته الشهرين شهد العديد من التظاهرات وأعمال العنف، إلا أنها لم تكن الجامعة الوحيدة التى تشهد ذلك.
ففى جامعة عين شمس بدأت الدراسة أيضا 8 مارس الماضى بعد عدة تأجيلات كغيرها من الجامعات، ليأتى قرار مجلس الجامعة، ببدء الامتحانات العملية بما لا يتجاوز يوم 3 مايو المقبل، اعتبارا من الفترة 24 مايو 2014م حتى 30 مايو المقبل إجازة لجميع العاملين والطلاب بالجامعة، مؤكدا الانتهاء من امتحانات الكليات العملية قبل يوم 24 يونيو المقبل.
كما أوضح مصدر مسئول بالجامعة، أن آخر أيام محاضرات الفصل الدراسى للعام الجامعى الحالى فى معظم الكليات النظرية الأربعاء المقبل 23 أبريل، لتكون بذلك الجامعة مرت هى الأخرى بأقصر فصل دراسى لم تتجاوز مدته الشهرين أيضا.
وقال إسلام آدم نائب رئيس اتحاد كلية الآثار بجامعة القاهرة، إن قرار تقديم موعد الامتحانات مرة أخرى، سيضر الطلاب بشكل كبير، وقرار إلغاء امتحانات "الميد تيرم "هو قرار تعسفى ولا نعرف إلى أين ستضاف درجات هذه الامتحانات، سوءا قبلنا أو رفضنا القرار سيتم تطبيقه".
وأضاف آدم فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع"، أن جداول الامتحانات مضغوطة جدا، أى ستكون على مدار 3 أيام فى الأسبوع، ولا يوجد تخفيض فى عدد المحاضرات ولن يخفض الأساتذة المناهج كما كان معلن قائلا: "ربنا يستر ويعدى التيرم على خير".
ومن جانبه، ذكر محمد مصطفى رئيس اتحاد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، أن قرار تقديم موعد الامتحانات مرة أخرى سيسبب إضرار بالعملية التعليمية بالكلية، وسيأتى بالسلب على كثير من الطلاب، وهو قرار مأساوى، مشيرا إلى أنه مرفوض من قبل الطلاب، لافتا إلى وجود ضغط كبير عليهم، حيث إنهم كانوا يعتمدون على بدء الامتحانات فى نهاية شهر مايو، كما كان مقررا من بداية العام.
وطالب مصطفى، عميد الكلية الدكتور محمد صالح توفيق، بحضور مجلس الكلية الثلاثاء المقبل، لعرض مطالب الطلاب وهى تأجيل الامتحانات لــ17 مايو المقبل كما كان مقررا لها من قبل مجلس عمداء الجامعة.
وعلق أحمد خلف رئيس اتحاد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، على تقديم موعد الامتحانات مرة أخرى، وانتهاء المحاضرات بالكلية الأربعاء المقبل، قائلا إن هذا فشل فى إدارة الجامعة ويعكس ذلك تخبط الحكومة "فشل ما بعده فشل فى إدارة الدولة والجامعة".
وأكد خلف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه لا يوجد استقلال للجامعات بعد ذلك القرار الذى جاء من الدولة وليس عمداء أو رئيس الجامعة أو طلابها، مضيفا "إذا كانت الحكومة ترغب فى تأمين الجامعات فهى فشلت فى ذلك وتهرب من الحلول البديلة، لعدم وجود إرادة سياسية".
وأضاف خلف، أنه كان على الحكومة أن تجلس مع كل الأطياف السياسية فى الجامعة وتتفق معهم على حركة المظاهرات داخل الجامعة وعدم الخروج من الحرم، ومحاولة تلبية مطالبهم والتفاهم معهم.
أقصر فصل دراسى بالجامعات بين فوبيا الأنفلونزا وإرهاب الإخوان والطالب هو الخاسر الأكبر.. مدة الدراسة شهر و15 يوميا بـ"القاهرة".. ورافضو تقديم موعد الامتحانات: هناك أساتذة لم يدخلوا المحاضرات
الثلاثاء، 22 أبريل 2014 07:42 ص