أكد عدد من الحقوقيين والسياسيين ضرورة دراسة الرئيس القادم للتاريخ وتتبع مزايا وأخطاء الرؤساء السابقين حتى يستفيد منها فى حكم مصر، لافتين النظر إلى أن من يحكم مصر لن يأتى سوى بالصندوق والشرعية السياسية المتمثلة فى قبول الشعب، لأن الناس تعشق من يعبر عنها.
جاء ذلك خلال اللقاء الذى عقُد، أمس، بقصر الأمير طاز تحت عنوان "دروس من التاريخ للرئيس القادم"، والذى شارك فيه كل من الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية جامعة بور سعيد، والدكتور محمد الدمرداش، نائب رئيس مجلس الدولة، والناقد الفنى الدكتور أشرف عبد الرحمن، وقامت بإدارة اللقاء الدكتور ناهد عبد الحميد مديرة الصالون.
قال الدكتور جمال زهران، إن المصريين هم من يديرون أمورهم، ولن يأتى بالرئيس القادم سواهم وليس كما ذكر الدكتور مصطفى الفقى بأن الرئيس لن يأتى سوى بإرادة أمريكا وإسرائيل. لافتاً إلى أن الرئيس سيأتى من خلال الصندوق وجميعنا نعرفه وأن الشرعية السياسية هى قبول الشعب له.
وتابع "زهران" لابد أن يعمل الرئيس لصالح الشعب وإلا سوف يسقطه، فالناس تعشق من يعبر عنها. مشيراً إلى أن السادات عمل أول ثلاث سنوات من حكمة بجدية ثم حاد عن الطريق الصحيح، ونفس الشىء بالنسبة لمبارك الذى كان يقوم بدور رجل الدولة الحقيقى خلال الست سنوات الأولى من حكمة ثم تدهورت الأمور.
وطالب "زهران" الرئيس القادم بألا ينقلب على الدستور كما فعل مبارك، لكى يزيد فترة ولايته، مؤكداً على ألا تزيد فترة الحكم عن ولايتين حتى يبتعد عن نظرية الخلود السياسى من المهد إلى اللحد. كما أشار إلى عدم القبول بالمصالحة مع الأعداء نهائياً.
وأوضح "زهران" بأن تاريخ الجيش المصرى ناصع البياض، رغم أنه مر بعدة انكسارات إلا أنها كانت نتيجة عن سوء إدارته، مشيراً إلى أن الشعب طالب بإعادة بناء الجيش فى عهد عبد الناصر لأن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.
وفى نفس سياق قال المستشار "محمد الدمرداش" على الرئيس القادم أن يستفيد من حكم الرؤساء السابقين، مشيراً إلى جمال عبد الناصر الذى اتصف بالزعامة الحقيقية ولم يكن ديكتاتوراً كما وصفه البعض، وأن السادات لم يسر على نهج عبد الناصر، لافتاً إلى أنه كان توليفة مصرية بنكهة خاصة يغلب عليها الدهاء ولا يغلب عليه ذكاء عبد الناصر.
وأضاف "الدمرداش" نحن بحاجة لاستلهام تجربة عبد الناصر، وعلى القادم أن يأخذ منه الرمز وليس السياسية إيماناً بمقولة الأمام على "لا تربوا أولادكم كما تربيتم"، مشيراً إلى أن السادات أخطأ عندما أخرج الجماعات الإرهابية من السجون عام 1974 دون فرز لأصحاب الفكر التكفيرى أو المتشدد، كما اتخذ القرار الأخرق عندما طرد الخبراء الروس من مصر، ورأى بأن البطل الحقيقى لحرب 6 أكتوبر هو الفريق سعد الشاذلى. وأن هذه الحرب للتحريك وليست تحريراً.
وبالنسبة لاستفادة الرئيس القادم من مبارك ومرسى رأى "الدمرداش" أن التاريخ لم يكتب كتاب مبارك والأيام القادمة ستكشف عن فترة حكمه بصورة صحيحة أما مرسى فلم يقدم ملامح حقيقية لمشروعه، ولكن الدرس الأهم من السنة السوداء التى حكم فيها مصر هى أنه لا باب للحديث عن المصالحة التى تسقط الجرائم الجنائية وإلا سنكون مثل الجزائر.
ومن جانبه أشار "أشرف عبد الرحمن" إلى أن الاهتمام بالفن أحد أبرز النصائح التى يجب تقديمها للرئيس القادم، لافتاً إلى أن محمد على أدخل الموسيقى العسكرية إلى الجيش المصرى، وأرسل بعثات فنية للخارج فأحدث نقلة نوعية فى مصر بالفن، فيما أهمل مبارك ذلك الجانب فى الـ15 عاماً الأخيرة من حكمه، فساد الفن السىء والدليل على ذلك فيلم "حلاوة روح" كأحد التوابع السلبية لإهمال الفن.
وتابع "عبد الرحمن" من هذا المنطلق لم نجد أغانى وطنية جديدة وجيدة خلال ثورتى 25 يناير أو 30 يونيه وبالتالى تم استدعاء أغانى ثورة يوليو وحرب6 أكتوبر. كما قدم بعض الأغنيات الوطنية خلال اللقاء بمصاحبة الفنان كمال عواد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة