نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تحليلا عن توتر العلاقات الأمريكية الروسية، وقالت تحت عنوان "العلاقات الروسية الأمريكية تعود لنقطة البداية بعد أوكرانيا" إنه على الرغم من "إعادة ضبط العلاقات، وفقا لسياسة أوباما منذ وصوله للبيت الأبيض، فإن الأزمة الأوكرانية أظهرت أن التوتر بين موسكو وواشنطن أبعد ما يكون عن أن يُخمد.
وتشير الصحيفة إلى أن فلاديمير بوتين، عندما كان رئيسا للحكومة ويسعى إلى العودة لمنصبه كرئيس لروسيا عام 2011، كان يشاهد شوارع العاصمة الروسية ممتلئة بأكبر المسيرات المعارضة للكرملين منذ سنوات. وقتها كان بوتين يلعب بكارت العداء لأمريكا، وظهر على التلفزيون الرسمى واتهم الولايات المتحدة بأنها تعامل حلفاءها كأتباع لها. واعتاد تكرار الأمر فى ظل مساعيه لاستعادة الرئاسة من دميترى ميدفيديف، وحصل على دعم كبير.
وحاولت الخارجية الأمريكية التخفيف من لهجة بوتين، حتى أشارت إلى أن كلمة "أتباع" ربما تم ترجمتها بشكل خاطئ. ولم تكن هذه المرة الأولى التى يُساء فيها ترجمة السياسة الأمريكية نحو روسيا. فمنذ أن قال الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش فى القمة الذى جمعته مع بوتين عام 2001 أنه وجد أن الرئيس الروسى جدير بالثقة من خلال موقف روسيا المتعاطف مع واشنطن بعد هجمات سبتمبر، وبعدما قامت إدارة أوباما بإعادة ضبط العلاقات فى عام 2009، اعتقدت واشنطن مرارا على ما يبدو أن العلاقات قد تجاوزت بشكل حاسم ودائم توترات الحرب الباردة.
لكن الأزمة فى أوكرانيا أظهرت خلاف ذلك. فخلال عامين منذ الاحتجاجات الكبرى فى موسكو انتقلت سياسة الولايات المتحدة تجاه روسيا من إعادة الضبط نحو مزيد من الإهمال والتعاون المحرج ثم إلى العقوبات والانتقادات الحادة لنظام بوتين.
ويقول مسئولون سابقون وحاليون فى الولايات المتحدة إن الخطأ الذى ارتكبته إدارة أوباما كان رهانها كثيرا على الحصان الخاسر، وهو ميدفيديف الذى تولى الرئاسة بين عامى 2008 و2012.
فبعدما صمّمت واشنطن سياستها تجاه روسيا على هذا الرجل الأكثر اعتدالا، وجد البيت الأبيض أمامه عودة بوتين، الضابط السابق بالاستخبارات السوفيتية KGB، ملتزما على ما يبدو باستعادة القوة الإمبراطورية لروسيا.
صحيفة: علاقات روسيا وأمريكا تعود لنقطة البداية بعد أزمة أوكرانيا
الإثنين، 21 أبريل 2014 12:22 م