كلما تجولت بين شعوب الدنيا وأمم الأرض، وجدت أنه ليس هناك من يرضى عن نظام الحكم ورموز السلطة، فالكل يتذمر ممن يحكمونه ويشعر بضجر دائم من أساليب السلطة وينتقد القرارات صباح مساء، وقد سألت نفسى كيف لا يوجد رضاء كامل عن أى نظامٍ سياسى فى عالمنا المعاصر، وتذكرت الحكمة القائلة: (لو تشابهت الأذواق لبارت السلع)، فكل عصور الحكم عليها انتقادات قوية، فإذا قلت فى «مصر» «عبدالناصر»، لوجدت من يتحدث عن غياب الديمقراطية واختناق الحريات، ولو قلت «السادات» لوجدت من يقول: إن حكمه أدى إلى تشويه الخريطة الاجتماعية وفتح باب الثروة أمام أصحاب الدخول الطفيلية، وإذا قلت «مبارك» فسوف تجد من يتحدث عن سبيكة «الفساد» و«الاستبداد» معاً، حكم «المجلس العسكرى» كان سلبياً وضعيفاً، حكم «الإخوان» كان كارثياً ومغلقاً، وحتى «النظام الملكى المصرى» الذى أقام الدولة المدنية الحديثة من «محمد على» إلى «إسماعيل» إلى نهاية الأسرة على يد «فاروق»، يجد هو الآخر من ينتقده ويتحدث عن مجتمع النصف فى المائة! فما هو النظام الأمثل لكل شعب فى ظل هذه الرؤى الانتقادية الضاغطة؟!
وفى ظنى أن الشعوب تستهويها «العدالة الاجتماعية» فى الداخل والتوازن فى علاقات الخارج مع الشعور بمفهوم القدوة، خصوصًا فى العالمين العربى والإسلامى، حيث إن الحاكم يجب أن يكون قدوة، فإذا ترددت حوله الأقاويل سقطت هيبة الدولة، وبدأ التذمر ودام الضجر، ولن تجد الدول ملائكة تهبط من السماء لتحكم البلاد وتسوس العباد! ولكن تبقى نظرية «الشورى» ثم مفهوم «الديمقراطية» كتعبير عصرى عنها هى أداة الحكم الرشيد بكل أخطائه وخطاياه.
د. مصطفى الفقى يكتب: حكم الإخوان لمصر كان كارثيا بكل المقاييس.. والديمقراطية تبقى أداة الحكم الرشيد.. وانتقاد قرارات السلطة يوحد شعوب الأرض
الإثنين، 21 أبريل 2014 08:30 ص
د. مصطفى الفقى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام محمد عبد الوهاب
فين الكارثى دا