أتمنى أن يكون الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، هو روزفلت الجزائر بعد اختياره رئيسا للمرة الرابعة، وهى صورة تكاد تكون طبق الأصل لفوز الرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت بالرئاسة الأمريكية، وكلاهما تم اختياره للمرة الرابعة وهو على مقعد متحرك..
فرانكلين روزفلت كان الرئيس الثانى والثلاثين لأمريكا فى الفترة من 12 يناير 1882حتى أبريل 1945، بينما بوتفليقة هو الرئيس العاشر للجزائر منذ تكوينها والثامن منذ استقلالها.
الفارق البسيط أن الرئيس الأمريكى أصيب بالشلل عام 1921 وهو يشارك فى إخماد حريق بإحدى الغابات، وكان وقتها فى سن التاسعة والثلاثين.
أما الرئيس بوتفليقة (77 عاما) فقد أصيب بوعكة صحية فى 26 نوفمبر 2005، ثم بجلطة فى المخ فى أبريل 2013 أقعدتاه عن الحركة، حتى أنه لم يشارك فى حملته الانتخابية الجديدة، ورغم ذلك فاز بنسبة 81.53% بفارق كبير عن منافسه الأساسى على بن فليس الذى حصل على نسبة 12.18%.
محاولات الاغتيال:
حتى فى محاولات الاغتيال تشابهت ظروف الرئيسين.. فقد تعرض روزفلت لمحاولة اغتيال فى 15 فبراير عام 1933عندما أطلق عليه جيسوب زانجارا خمسة رصاصات أخطأته فلم يصب بأذى.
بينما تعرض بوتفليقة لمحاولة اغتيال فى 6 سبتمبر 2007 بواسطة انتحارى كان يحمل حزاما ناسفا لكن شرطيا اكتشف أمره ففر هاربا، وفجر نفسه وسط الجمهور الذى كان ينتظر بوتفليقة فى المنصة الرئيسة لاحتفال فى ولاية باتنة، مما أسفر عن مصرع 15 مواطناً وجرح 71 آخرين.
عندما تولى روزفلت الفترة الرئاسية الأولى، كانت أمريكا تمر بأسوأ تدهور اقتصادى فى تاريخها.
فوضع برنامجاً أسماه "العهد الجديد، يهدف إلى تقديم إغاثة فيدرالية مباشرة إلى المحتاجين والعجائز. واستحدث، كذلك، نظماً اقتصادية، تعمل على: حل الأزمة المصرفية، وأنشأ مؤسسات رعاية اجتماعية للمحتاجين. وأصدر عدة قوانين لتحقيق الاستقرار الزراعى والصناعى، وتبنى عدة مشاريع منها كهربة الريف، وتبنى سياسة الجيرة الطيبة مع الدول المجاورة.
وقد أجمع المؤرخون والسياسيون على أن روزفلت يعد واحداً من أفضل الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم الولايات المتحدة، ولا أرى فارقاً كبيراً فى الصعوبات التى واجهت روزفلت والتى ستواجه بوتفليقة. وما أتمناه أن يجتاز بالجزائر كل الصعوبات التى تواجهها ليكون واحداً من أهم الرؤساء الذين تولوا مقاليد الحكم فى الجزائر.
