علمت "العرب اللندنية" أنّ يوسف القرضاوى رئيس "الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين"، والذى يعد مؤسّسة تابعة للتنظيم الدولى للإخوان المسلمين، قام باتصالات مع الحكومة السعودية عبر وسطاء سعوديين لشرح "وجهة نظره" بشأن الخلاف القطرى السعودى، والذى يُعتبر هو شخصيا جزءا منه وأحد أسبابه بما دأب على الإدلاء به من خطب وتصريحات اعتبرت مسيئة لدول خليجية.
وقالت مصادر خاصة فى "الرياض"، إن القرضاوى أرسل للسعوديين إشارات بأنّه يكنّ كل المودّة للملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأنّه لم يشارك فى أى نشاط يضرّ بمصالح المملكة.
وأكّدت ذات المصادر أن "القرضاوى" طلب من الوسطاء إبلاغ القيادة السعودية بأنه يود زيارة الرياض لإجراء فحوصات طبية، وأن اختياره السعودية سببه أنه موضوع على قوائم منع الدخول فى دول أوروبية كان يقوم سابقا بزيارتها لأغراض دينية وصحية.
وكان القرضاوى يتمتع بخدمات خلال زياراته للسعودية، حيث كان يقيم ويتجول على نفقة الديوان الملكى السعودى.
وجاء ذلك فيما أكدت مصادر لـ"العرب" اعتزام السعودية إدراج "اتحاد علماء المسلمين" إلى قائمة الحركات والتنظيمات الإرهابية، باعتباره أحد تلك التنظيمات المتطرفة المرتبطة بالإخوان والمستعملة كغطاء لأنشطتهم.
كذلك يُنتظر أن تجتمع خلال الأيام القادمة لجنة من المسئولين الخليجيين فى مقر مجلس التعاون الخليجى فى الرياض، لمناقشة قوائم الإخوان المطلوب من قطر إبعادهم، وإجراءات إيقاف الدعم للحركات المتطرفة ومنها جماعة الإخوان المسلمين، وأيضا النظر فى سبل تحسين الخطاب الإعلامى لدول الخليج، بما يتفق مع مصالحها، الأمر الذى يعنى أنّه سيكون مطلوبا من قناة الجزيرة القطرية، بشكل رسمى، وقف دعمها لجماعة الإخوان، والامتناع عن نقل أفكار وآراء وتعاليق رموزها، ومن بينهم يوسف القرضاوى.
ويبدو أن الاتفاق وضع "القرضاوى" فى ورطة، حيث إنّ تخلى قطر عنه يعنى فقدانه منابر مهمة ومصادر تمويل ثرية.
وبدا واضحا أنّ القرضاوى أصبح يبحث عن خلاصه الشخصى، وأيضا تجنيب قطر الحرج، وذلك بإظهار أن تراجعه عن مواقفه المسيئة لدول الخليج أمر تلقائى وشخصى لا علاقة له بضغوط قطرية أو بتراجع من قبل الدوحة عن دعم جماعة الإخوان.
وتأكد أمس مسعى القرضاوى هذا من خلال توجيهه رسالة تصالحية إلى الدول الخليجية التى كان قد انتقدها فى خطب سابقة، وذلك عبر بيان أرسله بالبريد الإلكترونى قال فيه "موقفى الشخصى لا يعبّر عن موقف الحكومة القطرية، حيث أننى لا أتولى منصبا رسميا، وإنما أعبر عن رأيى الشخصى".
واستخدم القرضاوى لغة تصالحية غير معتادة عند الحديث عن دول مجاورة لقطر قائلا "أحب أن أقول إننى أحب كل بلاد الخليج وكلّها تحبنى: السعودية والكويت والإمارات وعمان والبحرين وأعتبر أن هذه البلاد كلها بلد واحد ودار واحدة".
وكانت إساءات القرضاوى، ضمن أسباب أخرى قد دفعت السعودية والإمارات والبحرين إلى سحب سفرائها من قطر فى الخامس من مارس الماضى متّهمة الدوحة بالإخلال باتفاق ينص على عدم التدخل فى الشئون الداخلية لها.
وتشعر الدول الثلاث بالغضب بسبب دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين التى يعتبر القرضاوى من أبرز رموزها.
وتظل الطريقة التى ستتراجع بها قطر عن مواقفها الداعمة لجماعة الإخوان موضع تساؤل المراقبين، حيث إن مصداقية الدوحة ستكون على المحك وستهتز صورتها التى عملت طيلة سنوات على نحتها عبر الإعلام ومختلف أنواع الدعاية.
وكان سُجّل على مدى الأسابيع الماضية توقّف القرضاوى عن إلقاء خطب الجمعة بجامع عمر بن الخطاب فى الدوحة فى خطــوة رأى فيها مراقبون محاولة لــتهدئة التوترات.
القرضاوى يبحث تهدئة الأزمة ورفع الحرج عن"قطر".. مصادر لـ"العرب اللندنية": اتصل بحكومة السعودية لشرح “وجهة نظره” من الخلاف.. والمملكة تعتزم إدراج “اتحاد علماء المسلمين” على قوائم الحركات الإرهابية
الإثنين، 21 أبريل 2014 11:25 ص