السيسى وصباحى يكتبان شهادة وفاة "الإنقاذ".. وحيد عبد المجيد: الجبهة ليست موجودة وانتهى أمرها ولا تجتمع ولا تمارس أى نشاط.. "محمود العلايلى": انقسامنا لن يقضى على الجبهة أو يفسدها

ما جمعه الإخوان يفرقه السيسى وصباحى، فمع إعلان اللجنة العليا لانتخابات رئاسة الجمهورية عن كون عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع السابق، وحمدين صباحى أحد مؤسسى الجبهة، مرشحين محتملين لرئاسة الجمهورية زادت حدة الخلافات داخل الجبهة وانقسمت أحزابها وقيادتها بين تأييد أحدهما فى مواجهة الآخر.

التجمع والمؤتمر والوفد والناصرى أعلنا تأييد السيسى فى سباق الرئاسة، ويلحق بهم قريباً حزب المصريين الأحرار، على الجانب الآخر نجد التحالف الشعبى الاشتراكى والحزب الشيوعى والكرامة والتيار الشعبى يعلنان تأييد صباحى للرئاسة.

عبد الجليل مصطفى القيادى بالجبهة والجمعية الوطنية للتغيير عضو المجلس الاستشارى للحملة الرسمية للسيسى، وعلى الجانب الآخر نجد وحيد عبد المجيد الذى تم اختياره فى وقت سابق كمتحدث رسمى باسم الجبهة أحد القيادات البارزة بحملة صباحى، وأحد المسئولين عن وضع برنامجه الانتخابى.

وبين هذا وذاك هناك من يرى أن جبهة الإنقاذ انتهى دورها بزوال سبب وجودها، خاصة أن تلك الجبهة نشأت من أحزاب مختلفة أيدلوجياً لإسقاط الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس المعزول محمد مرسى، ومن بعده إسقاط حكم جماعة الإخوان، وهو ما حدث بالفعل فى 30 يونيو، وآخرون يرون أنه من الممكن أن تستمر الجبهة.

يقول الدكتور وحيد عبد المجيد أستاذ العلوم السياسية، إن جبهة الإنقاذ ليست موجودة فعلياً، وأنها مجمدة من الناحية الفعلية ولا تمارس أى نشاط ولا تقوم بأى دور، وعلى الأرجح أنها أدت دورها وانتهى أمرها عند هذا الحد لأن كل الممارسات التى بذلت لإحياء دورها لم تُوفق.

وأضاف عبد المجيد، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، الحديث عن اختلاف جبهة الإنقاذ حول مرشحى الرئاسة صباحى والسيسى هو حديث افتراضى عن أمر ليس موجوداً بالواقع، فالجبهة لا تعمل ولا تجتمع ولا تمارس أى نشاط وهى مجمدة فعلياً لأجل غير مسمى.

وأوضح عبد المجيد، أن المشكلة الأساسية التى عانت منها جبهة الإنقاذ، وأدت إلى هذا الوضع تتمثل فى سببين أساسيين؛ أولهما أن الأحزاب المكونة لجبهة الإنقاذ جميعها كانت تعرف ما الذى لا تريده، ولكنها لم تكن تعرف ما الذى تريده، وهى مشكلة عامة فى الحياة فى مصر.

والسبب الثانى يتمثل فى مشاركة بعض قيادات جبهة الإنقاذ فى الحكومة عقب 30 يونيو بصفة فردية كانت ضربة قاسمة للجبهة، ووضعتها فى موقف حرج أمام الرأى العام، فهى لا تعرف موقفها هل هى فى المعارضة أم تشارك فى حكومة لا تعبر عن توجهها.

وأكد عبد المجيد، أن المشاركة فردية، ولكنها حسبت على الجبهة وفرضت عليها حالة من عدم الوضوح، فهل هى جبهة سلطة أم جبهة معارضة أم جبهة "بين البنين"، وهى حالة أضعفت الجبهة وجعلتها فى حالة تراجع.

وفى ختام حديثه رداً على سؤال "اليوم لسابع"، إن كان لا يزال متحدثاً رسمياً من الجبهة أم تقدم باستقالته منها؟ قال عبد المجيد الجبهة غير موجودة.

من جانبه قال الدكتور محمود العلايلى عضو المكتب التنفيذى لجبهة الإنقاذ وسكرتير عام حزب المصريين الأحرار، إن الجبهة ليس دورها دعم رئيس بعينه، ولكنها قامت لإسقاط الإعلان الدستور إبان حكم الإخوان، ثم شاركت فى الموجة الثانية من ثورة يناير فى 30 يونيو لإسقاط محمد مرسى، ودستور الإخوان - على حد قوله.

وأوضح العلايلى، فى تصريحات لــ"اليوم السابع"، أن أحزاب الجبهة يجتمعوا لمناقشة مسائل عامة لمصلحة الوطن وبناء مصر المدنية الديمقراطية الحديثة، وأن الجبهة قررت أن تعطى للأحزاب حرية دعم أى مرشح، مؤكداً أن انقسامهم حول تأييد "السيسى أو صباحى"، لن يقضى على الجبهة أو يفسدها.