تحولت الانتخابات الرئاسية فى مصر إلى منافسة ثنائية بين المشير عبد الفتاح السيسى الذى يحظى بشعبية جارفة منذ سقوط نظام الإخوان، وبين حمدين صباحى الذى يقول إنه ممثل قيم ثورة 25 يناير.
وتقول وكالة الأنباء الفرنسية، أن السيسى المرشح الأوفر حظا للفوز فى هذه الانتخابات المقرر إجراؤها فى 26 و27 مايو المقبل، مستفيدا من التأييد الشعبى الكبير له منذ ثورة 30 يونيو.
وتضيف أن المنافس الوحيد للسيسى فى هذه الانتخابات هو حمدين صباحى، الذى حل ثالثا فى انتخابات 2012 التى فاز بها مرسى، والذى يرى فيه أنصاره الممثل الوحيد لأحلام، وطموحات أولئك الذين ثاروا ضد حكم مبارك فى العام 2011، خاصة من جيل الشباب.
وأشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن جماعة الإخوان الذى فازت بكل الاستحقاقات الانتخابية التى جرت فى أعقاب ثورة 2011، قررت مقاطعة الانتخابات وعدم تاييد أى مرشح.
وتابعت: "تحولت جماعة الإخوان المسلمون فى خلال عام من جماعة حاكمة من خلال الرئيس الذى كان أحد قياداتها إلى "تنظيم إرهابى" يقبع معظم قادته خلف القضبان ويحاكمون فى مئات القضايا، بالإضافة إلى أن أعضاءها أصبحوا بحكم قضائى ممنوعين من الترشح فى الانتخابات".
وأوضحت وكالة الأنباء الفرنسية أن انتخابات مايو، تأتى فى ظل تصاعد غير مسبوق لأعمال العنف التى أعقبت سقوط نظام الإخوان، حيث تتواصل بشكل يومى الهجمات المسلحة التى تستهدف رجال الأمن، والتى تزايدت مؤخرا بشكل ملحوظ فى القاهرة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن الحكومة تصريحات تفيد بأن أكثر من 500 شخص معظمهم من أفراد الجيش والشرطة استشهدوا فى اعتداءات وهجامات إرهابية استهدفتهم.
وأبرزت الوكالة حالة عدم الاستقرار وعدم الأمان التى يستمد منها السيسى شعبيته غير المسبوقة، مضيفة أن أنصار السيسى يرون أن القائد القادر على إعادة الاستقرار للبلاد المضطربة منذ الإطاحة بمبارك فى فبراير 2011.
ويقول المحلل السياسى جمال عبد الجواد، لوكالة الأنباء الفرنسية -" فرانس برس"، اليوم الاثنين، أن مصر فى مفترق طرق، إما "عيش، حرية وعدالة اجتماعية"، وهى شعار ثورة 2011 وإما الاستقرار.
ومع تدهور الوضع الاقتصادى، يتطلع قطاع كبير من المصريين إلى السيسى على أنه القادر على استعادة الاستقرار، وطمأنة المستثمرين والسائحين للعودة لمصر.
ويقول كثيرون "إنهم يرون فى صباحى، الذى قدم أوراق ترشحه رسميا السبت، الزعيم الذى سيطبق سياسات تحقق العدالة الاجتماعية للفقراء على نهج الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر".
فيما يقول "عبد الجواد": إن صباحى يمثل الشباب الذين يريدون إدراك القيم التى تظاهروا من أجلها فى 2011.
وجمع صباحى، الذى كسب تأييد حزب الدستور الليبرالى، نحو 30 ألف توكيل تؤيد ترشحه، حسبما قال مسئول فى لجنة الانتخابات.. لكن تلك التوكيلات أقل بكثير من تلك التى قدمها السيسى وبلغت نحو 200 ألف بحسب المسئولين.
ورغم الدعم الهائل والجلى له فى كل شارع فى مصر، إلا أن الطريقة التى سيتعامل بها السيسى مع الوضع الاقتصادى والسياسى تبقى غير واضحة، كما أنه ليس هناك فكرة واضحة عن كيفية أدائه لوظيفة الرئيس، حسبما تقول ميشيل دنّ فى مركز كارنيغى للسلام الدولى.
وأضافت دنّ: "السؤال الأهم الآن، حين يكون السيسى رئيسا وينتهى تنفيذ خريطة الطريق السياسى، هل سيبدأ اتخاذ إجراءات للخروج من عقدة تلك الأزمات"..
وتابعت: "حتى الآن لا يوجد أى إشارة لاستراتيجة سياسية او أمنية من جانب السيسى".
الانتخابات الرئاسية اختيار بين الاستقرار أو الثورة.. الوكالة الفرنسية: السيسى المرشح الأوفر حظا.. وأنصاره يرون أنه قادر على إنهاء الاضطرابات.. وتؤكد: صباحى يمثل المطالبين بتحقيق العدالة الاجتماعية
الإثنين، 21 أبريل 2014 06:17 م