قال الدكتور الناقد طاهر مكى، أستاذ الأدب، إنه قدر لى قبل خمسين عاما أن أذهب إلى دول عديدة فى أمريكا اللاتينية وكان وضعها أسوأ مما نحن فيه الآن، لدرجة عدم استطاعة أى إنسان أن يمشى فى الشارع ليلاً، وكانت الجريمة شيئا عاديا وتوجد فيها جنسيات متعددة، ولكنى لاحظت أن الحرية لا حد لها وأن الطبقة التى كانت تحكم فيها مثقفة وتؤمن بالمساواة والحرية ويتم تطبيقها بالفعل وتوجد حرية فى الكتابة والشعر والروايات، وهذا سبب وجود عدد كبير من الشعراء لدى أمريكا اللاتينية، وأن طريقنا لاستعادة أمن هذا البلد هو الحرية والديمقراطية وشفافية الانتخابات وقبول ما تأتى به وغير ذلك سنظل نتقاتل ونتحول إلى عراق آخر وسوريا أخرى.
جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر اليوم الواحد باتحاد كتاب مصر، تحت عنوان "مصر والتواصل الثقافى مع إسبانيا ودول أمريكا اللاتينية"، وشارك بها الدكتور الطاهر مكى، والدكتور عبد اللطيف عبد الحليم، والدكتور على إبراهيم منوفى، والدكتورة شيرين العدوى مقررة اللجنة، برئاسة الدكتور الناقد صلاح فضل.
وأكد مكى، أن هناك فى أمريكا اللاتينية احترام للثقافة وأن جميع المسئولين من المثقفين وأدركت أن الديمقراطية فى يوم ما ستنتصر ويكون لها شأن ولكن الإقطاعيين لهم وضع آخر فلا مانع من إقامة أحزاب ولكن بشرط عدم المساس بمصالح البلد، وأن هذه الحرية هى أفضل من كتم الأفواه وبالفعل حدث وتقدمت هذه البلاد.
وأضاف مكى، أن البرازيل التى كانت من حوالى 30 سنة تقتل أطفال الشوارع لكى تنظف المدينة أصبحت من البلاد المتقدمة، والأرجنتين بلد ديمقراطى ومتقدم اقتصاديا، وكولومبيا التى بها ماركيز الذى حصل على نوبل تتمتع بالديمقراطية وهناك لا يعرفون شيئا يعنى تزوير انتخابات وأن حرية الكلمة هناك لها وضعها ولا يوجد توجيه من الدولة، ولا توجد قنوات فضائية تتبع توجيها من الحكومة.
ومن جانبه قال الدكتور الناقد صلاح فضل، عندما نتطلع على الدول الأخرى نتساءل كيف قامت وكيف تكونت، وقد قدر لى الذهاب إلى المكسيك ورأيت تكوين حزبين يدخلون الانتخابات للرئاسة، وأثناء الانتخابات وقعت فى يدى ورقة موقع عليه ختم الدولة مكتوب عليها "إعادة انتخاب الرئيس خيانة عظمى"، فكل رئيس يأتى مرة واحد وينتهى وأمله فى تجديد مرة أخرى، فهى مجتمعات بالغة الخصوبة ونقصر كثيرا عندما لا نتعرف عليها والتعرف عليها يكون عن طريق الثقافة والآداب.
وقال الدكتور على إبراهيم منوفى، الباحث الإسبانى أن اللغة الإسبانية التى نرصدها فى العالم العربى تذكرنا بالأندلس، وننسى أسبانيا ما قبل الأندلس وما بعدها والتى أصبحت وعاء ثقافيا، وعندما نقوم بترجمة الأعمال إلى الإسبانية نواجه عقبات منها الموروث المشترك والبرامج الدراسية وغيرها.
وأكد منوفى، أن الحقل الإبداعى والدراسات وما يتعلق باللغة الإسبانية والعمارة الأندلسية وفى فترة السبعينيات حدث نقص كبير فى البعثات الإسبانية وما كان إلا أن بدأت ترجمة الأعمال التراثية المهمة لتعويض النقص وهذا ما نسير فيه جميعا فى هذا السياق.
وحول أمريكا اللاتينية قال منوفى كنت منذ شهر تقريباً فى المكسيك لأعمال تتعلق بالترجمة، وتساءل كيف حال هذه البلدان فى المسار الديمقراطى؟، ووجد دعوة إلى الدول العربية لتبادل الخبرات مع أمريكا اللاتينية ووجدت أن هناك ثقافة انتخابية غاية فى التنوع ودولة مثل أرجواى الانتخابات فيها مستقرة منذ 90 عاما ودولة أخرى الديمقراطية فيها منذ 50 عاما، وعند بدء الاجتماع، تبين صعوبة الترجمة لغيبة التجربة الديمقراطية لسنوات كثيرة أدى لغياب المعجم البسيط لدى هذه الدول وكانت الحيرة شديدة لنا عندما نقوم بالترجمة، وعدم تطلعنا على هذه الثقافات المتنوعة ونقص إرسال البعثات إليها.
وحول التواصل بالثقافات الخارجية قال منوفى، إنه تم إنشاء المكتبة الرقمية وأصبح مقرها فى الجزائر وصدر بعض الطباعات بالإسبانية والبرتغالية والعربية وهناك فى المغرب معهد الدراسات العربية، وهذا كله يسعى للتواصل المعرفى بين البلدان ولكن مصر لم تحظ بذلك نظرا لما تمر به البلد من مرحلة انتقالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة