يأتى "شم النسيم" هذا العام على عكس ما شهدته مصر فى الفترة الماضية من كثرة فتاوى تحريم الاحتفال به، فهو أحد الأعياد القومية المتأصلة فى نفوس المصريين، يحتفلون فيه بعودة الروح للحياة مجددًا، وتفتح الأزهار، وبرغم خروج العديد من الفتاوى المتطرفة التى تحرم الاحتفال بـ"شم النسيم"، إلا أنه فى هذا اليوم تجد الحدائق مزدحمة بالزوار من كل أطياف الشعب، يتشاركون معًا الاحتفال، غير مهتمين بالدعاوى المتطرفة التى تختلف وطبيعة الشعب المصرى.
قال الشاعر حسن طِلب، إن الاحتفال بعيد شم النسيم هو احتفال بالربيع، وبتفتح الحياة، وهو موجود منذ قدماء المصريين، ولازال المصريون يحتفلون به حتى يومنا هذا تأكيداً على حبهم للحياة والصفاء.
وأضاف طِلب، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن المصريين هذه السنة سيحتفلون به بشكل مختلف، إذ اختفت كل دعاوى تحريم "شم النسيم" مؤكدًا أن هذه الدعوات تأتى من فصائل تعتبر أن الحياة نفسها حرام.
وأوضح طِلب، أنهم بهذا السلوك يريدون أن يطفئوا فرحة المصريين بالحياة، تحت شعارات لا قيمة لها، ولكنهم طيلة السنوات الماضية لم ينجحوا فى ذلك، لأنهم يسبحون عكس التيار، وعكس عادات الشعب المصرى.
وقال القاص سعيد الكفراوى، إن عيد شم النسيم، هو ملك للناس ومصر، وليس حكرًا على أحد يحرمه أو يحلله، فالمصريون يحتفلون به منذ عهد الفراعنة، بركوب القوارب والسير على صفحة النيل.
وأضاف الكفراوى، وفى الحقبة القبطية كان يوازى رؤية القيامة، وحتى الآن مازال المصريون فى القرى، يكحلون عيونهم حتى تشتد رؤية العين، للتمتع بجمال الربيع.
وأوضح الكفراوى، أن شم النسيم هو عيد الجمال، والاحتفال بتغير الطبيعة، واحتفالنا به اليوم تجاوز لما يجرى فى الشارع المصرى من إرهاب وقمع، واستدعاء للماضى البغيض، ومحاولة للخروج إلى أفق الحرية والاستقرار الذى تبتغيه مصر.
وقالت الروائية سلوى بكر، إن الفتاوى بتحريم عيد شم النسيم، لم تنتهِ، وسيخرج علينا أحدهم غدًا يحرم الاحتفال به، لكن مع ذلك لا أحد يستطيع منع الشعب المصرى من الفرحة والبهجة وحب الحياة.
وأضافت بكر، أن شم النسيم عيد قومى، وفرعونى، وإذا كان فى الأمر تغيير فهو سقوط حكم الفاشية الدينية، الذين كانوا يطلون علينا كل سنة ويحرمون الأعياد، ومع ذلك لم يسمع لهم المصريون، لأن الشعب المصرى له طبيعة خاصة، لا يستطيع أحد توجيهه بسهولة.
وأوضحت بكر، أن المصريين مرت عليهم ظروف أصعب وأسوء من مجرد تحريم شم النسيم، إلا أنهم يجتازون هذه المراحل، ولذلك فلن يقف أمام فرحتهم بالاحتفال مجرد فتاوى هزيلة، لأن الأعياد القومية متأصلة فى نفوس المصريين.