اختتمت فعاليات "ندوة الحفاظ على التراث العمرانى.. التراث الحى فى المدن الإسلامية" التى نظمتها إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام فى الشارقة بالتعاون مع المركز الإقليمى لحفظ التراث الثقافى فى الوطن العربى فى دار الندوة بقلب الشارقة.
وعلى مدى يومين متتالين للندوة، تحدّث المحاضرون من المنظمات المشاركة عن التراث العمرانى فى فلسطين ومدينة القدس وأهمية إشراك المجتمعات المحلية فى أعمال الحفاظ والتنمية فى المدن التاريخية وتجارب من مدن عربية ومحلية من تونس والسعودية والبوسنة وتركيا وأوزبكستان والشارقة ودبى، بالإضافة إلى منهجيات ومعايير الحفاظ على التراث الثقافى وبالذات فى سياق التراث العالمى فى مدن مثل القاهرة ودمشق وحلب وصنعاء وشيبام فى اليمن وواحة بهلان فى عُمان.
وخلصت الندوة إلى التوصيات التالية (العمل على استخدام أحدث منهجيات التخطيط المتكامل فى المدن والمناطق التاريخية، بتبنى المقاربات والمعالجات الهادفة إلى تحقيق الحفاظ على التراث العمرانى كدافع أساسى فى تحقيق التنمية المستدامة عن طريق: (الاعتماد على مُخرجات علم اِقتصاد التراث فيما يتعلق بالاِستثمارات السياحية، توفير الحوافز التى تمكن المجتمعات والسكان فى المدن التاريخية من اتباع الأسس العالمية والسياسات المحلية فى الحفاظ على التراث، إشراك المجتمع المحلى فى إنجاز أهداف ومخططات الحفاظ من خلال تعزيز التشاور معه من أجل تحسين الشروط المعيشية فى المناطق التراثية، الحفاظ على روح المكان عن طريق التركيز على التراث الحى كجزء أساسى فى الحفاظ على أصالة المدن وتوظيف المبانى التاريخية بما ينسجم مع الحفاظ على قيمها التاريخية وحيويتها، وتفادى إخلائها من سكانها لتحويلها إلى مجرد متاحف لايرتادها إلا الزوار).
بالإضافة إلى ذلك جاء فى التوصيات (ضرورة إدخال مفاهيم الحفاظ على التراث العمرانى فى البرامج التعليمية على جميع المستويات، ووضع برامج للتوعية المجتمعية وتدريب مهنيين مختصين لبناء الخبرات، وتعريف معلمى المدارس وأساتذة الجامعات بهذه المفاهيم كوسيلة أكثر فعالية فى نشر المعرفة حول الحفاظ على التراث العمرانى، إقامة شراكات مع المؤسسات المعنيّة والمجتمع لتحقيق أهداف الحفاظ المتكامل من خلال التعاون والتنسيق بين القطاعات المختلفة (البلديات، الإعلام، مؤسسات المجتمع المدنى، أهمية وضع خطط لإدارة التراث العمرانى تشتمل على آليات عملية لإدارة المناطق التاريخية ورصد ميزانيات مناسبة، لتحقيق أهداف الحفاظ وأساليب التخطيط والترميم بالمشاركة مع المجتمعات المحلية، إيجاد الحلول المناسبة لإشكاليات الملكيات الخاصة للعقارات فى مواقع التراث الثقافى بالاِتفاق مع المجتمعات المحلية، وتفادى نزع الملكيات الخاصة قدر الإمكان، توثيق التراث الشفهى وتشجيع ودعم الحرف اليدوية ومظاهر التراث اللامادى وربطه مع التراث المادى، دعم إنشاء مرصد التراث العمرانى العربى لتشجيع تبادل تجارب الحفاظ على التراث العمرانى، ورصد الدمار الذى تتعرض له المدن التاريخية فى بعض البلدان العربية وخصوصاً ما تتعرض له مدينة القدس من انتهاكات، تطوير التشريعات والقوانين المعنية بحماية التراث العمرانى فى الدول العربية، دعم الأبحاث والدراسات ودعم طلبة الدراسات العليا فى مجال التراث العمرانى من خلال تحفيز الطلبة والمدرسين وتنظيم مسابقات معمارية فى مواضيع تُحدَّد من قبل جهات راعية).
أما فيما يخص إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، فقد أوصى المشاركون على وجه الخصوص بالإجراءات العملية التالية: (إيجاد ودراسة الحلول لإعادة ربط منطقة قلب الشارقة التاريخية مع الخور، وإعادة دور الخور فى الحياة الاِجتماعية، تنظيم ملتقى دورى عن التراث العمرانى فى الإمارات).
شارك فى هذه الندوة عدة منظمات دولية وإقليمية وهى: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو) ومركز أبحاث التاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إِرسيكا)، وهيئة الشارقة للاستثمار والتنمية (شروق)، والمركز الإقليمى العربى للتراث العالمى فى البحرين (برعاية يونيسكو)، والمجلس الوطنى للسياحة والآثار والمركز الوطنى للتراث العمرانى فى المملكة العربية السعودية، والجامعة الأمريكية فى الشارقة، وجامعة فرايبورغ بألمانيا، وبلدية دبى، وإدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة الجهة المنظمة للندوة وشكرت الجهات المنظمة للندوة الحضور على مشاركتهم ومساهمتهم العلمية فى هذه الندوة المتخصصة والتراثية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة