عصام كرم الطوخى يكتب: شىء من الحزن

الأربعاء، 02 أبريل 2014 08:03 م
عصام كرم الطوخى يكتب: شىء من الحزن صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أن الأحزان لا تنتهى، وكلنا مصابون بشىء منها، شئنا أم أبينا, وأن اختلف التوقيت الزمنى لكل منا فى أخذ نصيبه منها، هكذا الحياة تتأرجح ما بين حلوها ومرها، وما يكمن ما بين سطورها، ولكن لابد من وقفة، فالقليل من يتقبل ما أصابه برضا فى البداية، لأنه لا يدرك حقيقة الحكمة من ابتلائه لقصر تفكيره وقلة حكمته، فيكون ردة فعله صادمة، بل وتطول فترة الحداد، وقد يلجأ البعض إلى المسكنات والمهدئات لتخدير الذات مؤقتاً، ولكن يبقى الحزن كما هو مهيمن ومسيطر على الذات، وقد يتحول الأمر إلى اكتئاب ويزداد الأمر سوءاً، لأننا غير مؤهلين لتقبل الصدمات وغير مدركين ماهية الحياة والمعنى الحقيقى لوجودنا فيها.

الصدمة تجعل أى إنسان فى البداية فاقداً للوعى والإحساس لأنها ضربة موجعة له، قد تفقده توازنه وقد تنتابه ردود فعل متناقضة لهول المفاجأة، نشعر فيها بالهذيان والضياع وتظل صورة الفقد مسيطرة على كلامنا ومشاعرنا، حتى ندرك فى النهاية الحقيقة التى نحاول الهروب منها، ولابد أن نعى أن كل منا معرض لنفس التجربة ولا استثناء وإنها بمرور الوقت سوف تصبح الأمور طبيعية وتقبل ما حدث لأنه لا مفر من ذلك.

هنا يكمن الإحساس بالآخر، فضرورى وحتمى أن نحاول أن نخفف من حدة الفقد والحزن مع من حولنا، بتجاوز تصرفاته وانفعالاته تجاه ما حدث له، دعه يعبر عن ما بداخله، فإنصاتك له نوع من التخفيف والعلاج، حتى يتفهم ما فيه وما أصابه وحجم الخسارة التى تعرض لها، وتعاطفك وتفهمك للموقف بأحاسيسك ومشاعرك شيء غاية فى الأهمية, فهى محاولة لكى يستوعب الحدث ولكى يعود للحياة مرة أخرى .
فلا شىء يعيد ما كان، ولا أحد يستطيع قراءة الغيب، بل يكمن السر فى تواجدك فى الحياة بفهمك لها واستيعاب المهمة التى أتيت من أجلها. يقول تيم لوت: « سر الحياة لا يكمن فى هذه الحياة بحد ذاتها، بل الطريقة التى أفهم فيها هذه الحياة».

عبر عن حزنك وانفعالاتك وما يكمن داخل ذاتك، ولا تكبت مشاعرك ظناً منك أن ذلك قوة، بل قد تجد فى البوح الراحة، والقوة فى صبرك ومواجهة آلامك، وقد تخرج من محنتك لتفهمك لها، بجماليات أخرى للحياة لم تكتشفها من قبل وقد تدرك فيما بعد حكمة القضاء والقدر.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

haytham abo ghader

غير مدركين ماهية الحياة والمعنى الحقيقى لوجودنا فيها

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة