تباينت ردود أفعال الخبراء العسكريين حول الأخبار التى تداولتها الصحف والوكالات العالمية، حول تشكيل ما يسمى الجيش المصرى الحر على الأراضى الليبية، على غرار الجيش الحر السورى بدعم قطرى – إيرانى.
وطالب خبراء بالتأكد من صحة تلك المعلومات الخطيرة، والتى تسعى بعض الجهات الخارجية لبثها لزعزعة أمن واستقرار الوطن، وناشد آخرون القوات المسلحة بضرب تلك البؤر الإجرامية، فضلا عن مطالبة القوات المسلحة بتأمين الجهات الحدودية المصرية، إلا أنهم جميعًا اتفقوا على ضرورة مواجهة هذا المخطط بضربات استباقية.
وقال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير العسكرى ومدير مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية، إنه يجب أولاَ التأكد والوقوف على صحة هذه المعلومات الخطيرة، والتى يتم ترديدها منذ فترة ليست بالقصيرة، ثانيًا إذا ثبت صحة هذه المعلومات فيجب التصدى لهذه المحاولات من خلال ثلاثة محاور، الأول هو التعاون المشترك مع الجانب الليبى للحصول على المعلومات الكافية، ومتابعة الشرطة الليبية لها وحث وإقناع السلطات الليبية على التصدى وإيقاف هذا النشاط الواقع على أراضيها.
وأضاف اليزل، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المحور الثانى يأتى عن طريق الأجهزة المصرية من خلال المتابعة الدقيقة للمشاركين فى مثل هذه الأنشطة الإرهابية، بالإضافة إلى تشديد الحراسة على الحدود المصرية الليبية لضمان عدم تسلل تلك العناصر، مع رصد كل من له صلة أو علاقة بهذا النشاط داخل البلاد، والمحور الثالث يتلخص فى سرعة القبض على الخلايا المعاونة لهذا النشاط داخل البلاد واستجوابهم للحصول على كافة المعلومات ثم تسليمهم للمحاكمة.
وأضاف اللواء على حفظى، الخبير العسكرى والأمنى، أنه على القوات السلحة ورجال الأمن دور كبير خلال الفترة القادمة لمواجهة المخاطر التى تحدق بالوطن سواء من الأطراف الخارجية أو الداخلية، والتى تسعى إلى زعزعة أمن الوطن وعدم استقراره من خلال إيجاد التوترات الحدودية.
وأضاف "حفظى" أنه بعد إحكام القبضة الأمنية فى سيناء والسيطرة عليها، ستسعى الجماعات الإرهابية لفتح جبهات جديدة على الحدود المصرية، وخاصة فى الاتجاه الغربى الذى يقع مع" ليبيا " لتشتيت الجهود المصرية، وتحقيق استراتيجية عدم الاستقرار.
وأشار حفظى إلى أن تحقيق استراتيجية عدم الاستقرار يعتمد على ثلاثة محاور رئيسة، المحور الأول استخدام كل ما هو مرتبط بالحرب النفسية من خلال بث الإشاعات والأكاذيب والفرقة بين أطياف المجتمع عن طريق وسائل الإعلام التى تعمل معهم كما هو حال وطريقة جماعة الإخوان المسلمين، المحور الثانى هو إثارة القلاقل والفتن باتباع أسلوب القتل هنا والحرق وقطع الطرق هناك، والمحور الثالث والأخير هو افتعال الأزمات بحيث قبل أن تخرج من أزمة يتم وضعك فى أزمة أخرى وهكذا، وذلك لتشتيت جهود الدولة المصرية بدلاَ من التنمية والتقدم .
كما قال، إن السبيل الوحيد ومفتاح السر لمواجهة تلك الجماعات المتطرفة هو أن نرفع جميعًا شعار "الوحدة سر قوتنا"، بحيث لا نجعل مثل هذه الأحداث تفقدنا الثقة فى أنفسنا، وأن نكثف من الإجراءات التأمينية فى اتجاه الحدود الثلاثة وعلى رأسها الحدود الليبية.
أما اللواء طلعت موسى، الخبير الاستراتيجى العسكرى، فقال إن الجماعات المتطرفة فى ليبيا تسعى إلى تشكيل جيش مصرى حر على غرار الجيش الحر السورى، من خلال إنشاء معسكرات تدريب لإستغلال الهاربين من الدول العربية مثل مصر والسودان وأفغانستان، بدعم مادى من قطر والتنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين، ويشترك فى ذلك كلا من المخابرات " الأمريكية، البريطانية، الفرنسية، الإيرانية"، بالإضافة إلى منظمة حماس الفلسطينية، وذلك لإثارة القلاقل فى جمهورية مصر العربية.
وطالب موسى المخابرات المصرية بضرورة جمع المعلومات، والتعامل معها خارج الأراضى المصرية عن طريق توجيه ضربات استباقية، وضرب البؤر الإجرامية فى مهدها وفى مراكز تكوينها.
عسكريون يضعون خطة مواجهة تشكيل "الجيش المصرى الحر" بليبيا.. سيف اليزل: الضغط على "طرابلس" لوقف نشاط التكفيريين على أراضيها.. وعلى حفظى: تشديد التأمين على الحدود.. وطلعت موسى: توجيه ضربة استباقية
الأربعاء، 02 أبريل 2014 03:56 م