ظهرت فتاة ترتدى ملابس بيضاء تقف أعلى القبة البحرية لكنيسة العذراء بـ"الزيتون"، فظن المارة أنها ترغب فى الانتحار، فتجمعوا صارخين: "حاسبى يا ست"، وبعض لحظات رأى الناس شعاع نور باهر يأتى من فوق القبة الكبرى للكنيسة، وتشكل النور إلى فتاة متشحة بثياب أبيض بجوار الصليب الذى يعلو القبة الوسطى.
كانت القصة يوم 2 أبريل 1968، وفور إثارتها شغلت مصر كلها، ليبدأ الحديث عن أن هذا الظهور هو للسيدة مريم العذراء التى تجلت فى مناظر "نورانية روحانية"، ولم يتوقف الأمر على هذا اليوم، بل كان مفتتحا لنفس الحدث طوال الأيام التالية، حتى أصدر البابا كيرلس يوم 4 مايو بيانا رسميا قال فيه: "إن ظهور العذراء فى كنيسة الزيتون حقيقة"، وأضاف البيان: "آلاف المواطنين من مختلف الطوائف قرروا بيقين رؤية العذراء، واتفق وصفهم بشهادات جماعية، وأن العذراء ظهرت فى ليال مختلفة وأشكال مختلفة، وكانت تتحرك وتمشى وتواجه المشاهدين وتباركهم وتشفيهم.
ظهرت الصحف المصرية بـ"مانشيتات" يوم 5 مايو 1968 عن بيان "البابا"، وأجرت تحقيقات ميدانية من موقع الحدث، وجمعت شهادات لمن وصفتهم بـ"شهود العيان"، ومنها شهادة "فاروق محمد عطوة" سائق بهيئة النقل العام، قال فيها: "سمعت صياح بعض المارة فخرجت مسرعا لأعرف ما الأمر، فوجدت أناسا متجمهرين أمام الكنيسة، يشيرون إلى القبة، فرأيت سيدة تلبس ملابس بيضاء وتقف فوق القبة البحرية، وكأنها تنوى الانتحار، ولكنها لم تتحرك، ودققت النظر فوجدتها على شكل راهبة وفجأة طار فوقها حمام أبيض، وقال مأمون عفيفى ويعمل مدربا لسائقى النقل العام: "سمعت خفير الجراج يصيح بصوت عال "نور فوق القبة"، فخرجت بسرعة وشاهدت بعينى سيدة تتحرك فوق القبة، ويشع منها نور غير عادى، فأضاء ظلمة المكان المحيط بالقبة، ودققت النظر إليها، وظل بصرى متعلقا بها، فتبينت أنها العذراء ورأيتها تمشى فوق القبة الملساء، جسمها شعلة من النور وكانت تسير فى هدوء".
توافقت شهادات رؤساء الطوائف المسيحية فى مصر مع شهادات المواطنين، كما زادت الصحف بالحديث عن معجزات الشفاء لمواطنين مسلمين ومسيحيين من أمراض مستعصية، وأخذت القضية اهتماما بالغا على المستوى الرسمى للدولة، وفى كتاب البابا كيرلس وعبد الناصر "للكاتب الصحفى محمود فوزى"، قال إن الرئيس جمال عبد الناصر رآها بنفسه، ومعه حسين الشافعى سكرتير المجلس الإسلامى الأعلى، وذلك من شرفة فيلا أحمد زيدان، كبير تجار الفاكهة المواجهة للكنيسة.
وقالت وزارة السياحة إنها أرسلت تقريرا عن ظهور "العذراء" إلى سفارات مصر والمكاتب السياحية بالخارج.
استمر الحدث طوال شهر ونصف، وبلغ زواره مئات الآلاف، لكن الحديث عن السياق السياسى الذى وقع فيه كان ينقل الموضوع إلى رؤية أخرى، فهو جاء بعد نكسة 5 يونيو 1967، والتى أدت إلى بدء تدريجى فى ظهور التيارات الدينية المتطرفة، ردا على هزيمة "المشروع القومى"، وتزامن معه ميل اجتماعى إلى تصديق حديث الخوارق التى كانت فى وجهة نظر البعض "خرافات".
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 2 أبريل 1968.. البابا كيرلس يؤكد ظهور العذراء فى كنيسة الزيتون والآلاف يحتشدون لمشاهدتها
الأربعاء، 02 أبريل 2014 08:46 ص
سعيد الشحات
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة