حاولت «إسرائيل» فى السنوات الماضية أن تسرق اعترافًا دوليًا وإقليميًا باسم «الدولة اليهودية» ولكن الأمر لم يكن سهلاً ولن يكون إلا إذا قامت «الدولة الفلسطينية المستقلة» فى إطار حل الدولتين، ولقد استثمرت «إسرائيل» ثورات «الربيع العربى» فى ظل مفاوضات غير متكافئة تحت رعاية وزير الخارجية الأمريكى «جون كيرى» لأن الإسرائيليين يحاولون أن يحققوا فى ظل الظروف الاستثنائية التى يمر بها العالم العربى خصوصًا دول ما يسمى «الربيع العربى» ما لم يحققوه فى الظروف الطبيعية.
إن «إسرائيل» راصدٌ لئيم تسعى فى خبث إلى استبعاد كل عوامل القوى العربية للتركيز على عاملٍ واحد هو عامل الظروف التى جدت على الساحة العربية على النحو الذى شهدناه فى السنوات الأخيرة، كما تحاول «إسرائيل» - الاستيطانية العدوانية - أن تدس أنفها فى شؤون دول الجوار من خلال موضوعات ذات حساسية كبيرة بالنسبة لها، ويكفى أن نتذكر محاولتها طرح وساطة إسرائيلية بين «مصر» و«إثيوبيا» فى موضوع «سد النهضة» فهى تريد أن يكون لها موقع ما فى ملف «مياه النيل» لأن ذلك حلم إسرائيلى قديم لن تتراجع عنه أبدًا، كما أنها تريد أن تربط بين مشكلة أفريقية فى جانب وبين «الصراع العربى الإسرائيلى» فى جانب آخر، وكأنما تسعى لإيجاد مقايضة غير عادلة مع «مصر» أكبر دولة عربية فى ظل ظروفها غير الطبيعية، إننا نتحدث دائمًا عن خلافات عربية عربية وأخطار إقليمية وننسى التناقض الأساس بين «العرب» و«إسرائيل» باعتبارها كيانًا غريبًا لا يستطيع الاندماج فى المنطقة فهى لا تسعى إلى التعايش المشترك ولكن تسعى إلى تثبيت الأوضاع بمنطق القوة.
د. مصطفى الفقى يكتب: الدولة العبرية.. إسرائيل تحاول أن تسرق اعترافا دوليا بها بوصفها دولة يهودية.. تل أبيب استثمرت ثورات الربيع العربى فى تدعيم وضعها فى المنطقة
الأربعاء، 02 أبريل 2014 08:16 ص