زار الأردن الأحد الماضى ويستعد اليوم الأربعاء لزيارة السودان.. الهدف المعلن هو بحث العلاقات الثنائية، لكن فى الكواليس تكمن أسرار عدة يحاول من خلالها أمير قطر، تميم بن حمد آل ثانى أن يعيد الإمارة إلى الواجهة العربية مرة أخرى، بعد أن تلقى لطمة خليجية مصرية، حينما أقدمت السعودية والإمارات والبحرين الشهر الماضى على سحب سفرائها لدى الدوحة بسبب عدم «التزام» الدوحة بمقررات «تم التوافق عليها»، وتتعلق بالتوقف عن دعم الإرهاب والتحريض الإعلامى، وهو الموقف الذى سبق واتخذته مصر حينما سحبت سفيرها من قطر لذات الأسباب ومضاف إليها سبب آخر وهو رفض قطر تسليم الشخصيات المطلوبة أمنيا وقضائيا فى مصر.
زيارة تميم لعمان والخرطوم تهدف فى المقام الأول إلى البحث عن منافذ جانبية يمكن أن تخفف وطأة الحصار الذى فرضته المقاطعة الخليجية على الدوحة، إلى الدرجة التى تحولت معها قطر إلى ما يشبه الدولة «المنبوذة» داخل مجلس التعاون الخليجى، لكن وبخلاف البحث عن هذه المخارج فإن اختيار أمير قطر للدولتين يشير إلى نية مبيته لمحاولة تقوية علاقاته مع جيران مصر، معتمدا فى الأساس على علاقاته القوية بجماعة الإخوان المسلمين فى ليبيا التى تحكم قبضتها السياسية هناك، فضلا عن سيطرته المالية والسياسية على حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة، بالإضافة إلى العلاقات السرية التى تربط قطر بإسرائيل.
لذلك فإن تميم يحاول تطويق مصر عبر جيرانها.. هو نجح حتى الآن فى غزة وليبيا عبر أعضاء التنظيم الدولى للإخوان، لكن يبدو أن مسعاه لن يكتب له النجاح فى الأردن والسودان لعدة أسباب.
إذا ما تحدثنا عن الأردن فإنها ليس لديها رفاهية معاداة دول الخليج ومصر، بل أنها اصطفت مع مصر فى حربها ضد الإرهاب الإخوانى، ولن يؤثر عليه الضغوط التى مارستها قطر عبر دعمها المادى لإخوان الأردن، خاصة أن عمان تعلم أن أى عودة محتملة لإخوان مصر سيؤثر على وضعيه النظام الملكى هناك، فى ظل تحين إخوان الأردن الفرصة للانقضاض على الملك بدعم خارجى، لذلك فإن نسبة التوافق القطرى الأردنى حول الوضع المصرى لن تكون قريبة، بل إنها ستظل نقطة خلاف شديدة، حتى وأن استخدمت قطر ملف اللاجئين السوريين فى الأردن كورقة ضغط، فى ظل احتياج المملكة الهاشمية لموارد مالية تؤمن من خلالها احتياجات اللاجئين السوريين، لأن الملف برمته تحول إلى قضية إقليمية دولية، ولن تستطيع قطر أن تلعب به، خاصة فى ظل التعهدات الدولية بضخ أموال لمساعدة الدول المجاورة لسوريا ومن بينها الأردن.
أما السودان فرغم القوة التى تملكها قطر هناك بتأثيراتها المباشرة على قوى التمرد فى إقليم دارفور، الذى يمثل مصدر إزعاج مستمر لحكومة الخرطوم، إلا أن الوضع بالنسبة لها اختلف عما كان عليه قبل عدة شهور، فالسودان التى صُدمت من الإطاحة بحكم الإخوان ومحمد مرسى فى مصر، بدأت تستوعب الأمر جيدا، ونشطت خريطة الزيارات المتبادلة بين القاهرة والخرطوم، ولم يعق ذلك ما يثار بين الحين والآخر حول قضايا خلافية بين البلدين أو موقف كل منهما تجاه سد النهضة الإثيوبى، لذلك فإن مصر بطبيعة الحال ستكون حاضرة فى محادثات تميم بالسودان ولقائه مع الرئيس عمر حسن البشير، لكنه لن يلقى الود والترحاب الذى يأمله، حتى وإن كانت قطر قد استبقت الزيارة بتقديمها عرض لحكومة الخرطوم من أجل الحصول على حق إدارة الآثار السودانية مقابل منحة قدرها 135 مليون دولار لتطوير تلك المناطق، لأن السودان تعلم أن الأمر أكبر من مجرد منحة قطرية، لأنها ترتبط بالأساس بملفات إقليمية تشترك فيها القاهرة والخرطوم ولا يمكن أن تسير إحداهما بعيدة عن الأخر وإلا تضررت الثانية بكل تأكيد.
الحاصل أننا أمام محاولة فاشلة من سياسة مراهقة لأمير شاب، يحاول تطويع الأمور مستخدما سحر الدولار والريال القطرى، إلا أنه لم يدرك حتى الآن أن اللعبة لها أبعاد أخرى غير المنح والتدفقات المالية القطرية.
تميم فى الأردن والسودان.. مهمة فاشلة لإخراج قطر من العزلة الخليجية..الأردن ليس لديه رفاهية معاداة دول الخليج والسودان بدأ يستوعب الأمور
الأربعاء، 02 أبريل 2014 02:46 م
تميم بن حمد أمير قطر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عماد منصور
لماذا تحقدون على قطر
عدد الردود 0
بواسطة:
أشرف الشاعر
وأنتوا عرفتوا منين إن زيارة أمير قطر فشلت