بعد تأثرها اليوم بتفجيرات جامعة القاهرة.. خبراء: مؤشرات البورصة تمر بمرحلة تصحيح عنيفة تتطلب وقتا للتعافى.. الحادث قلل من فرص صعود السوق.. وشراء قوى من المستثمرين العرب أعاد توازنها

بعد تذبذب مؤشراتها اليوم، بين الصعود صباحا ثم التراجع والخسارة بنهاية اليوم، توقع خبراء ومحللون أن تواصل البورصة المصرية، خلال الأيام القادمة، تباينها وسط أجواء الغموض السياسى والتوتر الأمنى.

من جانبه توقع عادل عبد الفتاح، رئيس مجلس إدارة شركة ثمار القابضة لتداول الأوراق المالية، أن تكون جلسات تعاملات البورصة متشابهة خلال الأيام القادمة، بحيث لا تشهد صعودا قويا أو تراجعا شديدا.

وأوضح عبد الفتاح، أن جلسة اليوم بدأت على صعود، إلى أن حدثت تفجيرات النهضة، مما أثر على المتعاملين من المؤسسات والأفراد المصريين واتجهوا للبيع، بينما قابل هذه المبيعات شراء قوى من قبل المستثمرين الأجانب والعرب، ساعدوا على اتزان السوق وعدم تعرضه للانهيار، وهذه المشتريات كانت إيجابية للسوق.

وأكد عبد الفتاح أن تعاملات الجلسات القادمة خلال إبريل ستشهد كرا وفرا بين البائع والمشترى، مع عمليات تجميع لحين إجراء الانتخابات الرئاسية، وتولى الرئيس الجديد مهامه.

وفى السياق ذاته، قال أحمد أبو السعد، العضو المنتدب لشركة دلتا رسملة لإدارة الأصول، إن التوتر الأمنى والخوف من الحالة الأمنية يسيطر على السوق منذ حوالى 9 أشهر، حتى يتم السيطرة عليها.

وأضاف "أبو السعد" أن السوق يمر بمرحلة تصحيح عنيفة تمت على مدار 3 جلسات، وكانت مفاجئة للسوق، ولكن مناسبة مع حجم الصعود وسرعته خلال الفترة الماضية.

وأشار إلى أن صعود أمس وبداية جلسة اليوم ليس معناه أن عمليات التصحيح انتهت، ولكن كان لابد أن يتعافى السوق ويلتقط أنفاسه، لافتا إلى أنه لا توجد عمليات تصحيحية تنتهى بين يوم وليلة، لأن السوق فقد خلالها ثقة المتعاملين وسيطر الخوف على أدائهم.

وأكد رئيس مجلس إدارة شركة ثمار القابضة أن تفجيرات النهضة ستؤدى إلى تعزيز الموجة التصحيحية، وتقلل فرص سرعة صعود السوق، حتى لا يستطيع السوق أن يسترد عافيته.

أما أحمد العطيفى، المحلل المالى، فأكد أن السوق بدأ تعاملاته على صعود، وحاول الوصول إلى منطقة الــ 8000 نقطة، ولكن فشل أن يستقر عندها وتراجع بسبب تفجيرات النهضة، حيث مؤشر البورصة الرئيسى معظم مكاسبه الصباحية وأغلق على صعود طفيف للغاية، محققا مكاسب 10 نقاط فقط، أما مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة ففقد كل مكاسبه الصباحية وأغلق على تراجع.

وأشار "العطيفى" إلى أن جلسة اليوم أعطت مؤشراً للمتعاملين بمدى ضعف السوق، وأكد أن فكرة أى صعود للبورصة فرصة للخروج منه، وهذا يعطى مؤشراً سلبياً للبورصة.
وأضاف أن الحادث الإرهابى ليس السبب الرئيسى فى حالة السوق اليوم، مؤكدا أنه بسبب عمليات جنى الأرباح العنيفة والتصحيح القوى الذى شهدته البورصة خلال الأيام الماضية، مما أدى إلى فقدان ثقة المتعاملين.

وأوضح أن إحساس عدم الثقة والخوف من الوضع الأمنى والترقب للانتخابات الرئاسية سيكون مسيطرا على تعاملات السوق خلال الفترة القادمة، وأن حادث تفجير اليوم أعطى دلالة إلى أن العمليات الإرهابية قامت باتخاذ منهج جديد فى التفجيرات.

وينصح المتعاملين بالبعد عن الكريديت، خاصة أنه سبب تراجع السوق، حيث إن كل شركات السمسرة تمنح كريديت لعملائها وعند القلق، وتتجه للبيع مما يضغط على السوق.

واختتمت البورصة تعاملاتها اليوم على خسائر قدرها 45 مليون جنيه، تأثرا بالتفجيرات الإرهابية التى شهدها محيط جامعة القاهرة ظهر اليوم، بسبب مبيعات المؤسسات المستثمرين المصريين، ليغلق رأس المال السوقى للأسهم المقيدة على 471,203 مليار جنيه.

وأغلق المؤشر الرئيسى عند 7930,07 نقطة بنسبة صعود طفيفة بلغت 0,14%، بينما انخفض مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة، بنسبة 0,64% ليغلق على 590,43 نقطة، وانخفض مؤشر egx100 بنسبة 0,54% ليغلق على 1036,23 نقطة .

وسجلت السوق قيمة تداول قدرها 765,106 مليون جنيه، بكمية تداول بلغت 226,827 مليون سهم عبر تنفيذ 32,2 ألف عملية

تم التداول على 180 ورقة مالية، ارتفع منها 47 سهما، وتراجعت أسعار 109 أسهم، فى حين لم تتغير أسعار24 سهما.

وأدى الانخفاض إلى الاتجاه البيعى للمستثمرين المصريين بفارق 87.273 مليون جنيه عن مشترياتهم, لتصل بذلك نسبة استحواذهم إلى 81,84% من إجمالى التداولات بجلسة اليوم.

بينما اتجهت تعاملات المستثمرين الأجانب والعرب للشراء وبفارق 38,666 مليون جنيه و 48,607 مليون جنيه عن مبيعاتهم.