شهدت العروض الثلاثة الأولى للملحمة الفنية التاريخية "عناقيد الضياء" على مسرح المجاز فى 30 و31 مارس الماضى، والأول من إبريل الجارى، إقبالاً جماهيرياً كبيراً، وحضوراً من العديد من الشخصيات الفنية والإعلامية والثقافية، لمشاهدة العمل الأضخم عالمياً حول الإسلام، والذى يجمع بين فن المسرح والموسيقى والمؤثرات السمعية والبصرية، وتنظمه الشارقة فى إطار احتفالاتها باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية.
وأكد الحضور على إعجابهم بالعرض الذى يروى تاريخ الإسلام، منذ ولادة النبى محمد صلى الله عليه وسلم حتى وفاته، وعبّروا عن دهشتهم بالإضاءة والموسيقى الفريدتين اللتين أضفيتا على العمل المزيد من الإبهار والتميز والفرادة، وأشادوا بأصوات الفنانين الأربعة الكبار، حسين الجسمى، ولطفى بوشناق، وعلى الحجار، ومحمد عساف، والانتقال عبر الزمن فى مشاهد متنوعة عديدة، وكل هذا فى ظل صمت وإنصات واستماع مدهش من قبل الجمهور الذى كان مصغياً ومتابعاً ومشدوداً إلى كل مشهد وكل لحظة، ومتفاعلاً مع الحدث بكل تفاصيله.
ومع بداية كل عرض يحلّق الجمهور مع "عناقيد الضياء" من الشارقة التى تحتفى بجوهر الإسلام فى احتفاليتها الكبيرة، إلى الأراضى المقدسة حيث تفتحت شجرة الإسلام المباركة، مروراً بزمن الجاهلية، وزمن الانتصارات والبطولات التى صنعت فجر الإسلام المجيد. فالملحمة تنطلق من الشارقة.. إمارة الخير التى بزغت عناقيد الضياء فى سمائها، ثم تستحضر روح التاريخ وهى ترصد أهم الأحداث التى تضمنتها سيرة خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام، من ولادة الهادى إلى نزول الوحي، ومن غار حراء، إلى رحاب الأرض كلها، ويشهد مسرح المجار عرضين آخرين للعمل يومى الخميس والجمعة، 3و4 إبريل الجاري، وتبدأ العروض فى الساعة 8:30 مساءً.
ووصف الفنان البحرينى الكبير خالد الشيخ رحلته فى إنجاز العمل، بأنها رحلة مفعمة بالجمال والمحبة والتعاون والتقدير، بدءاً من وضع التصورات الأولى للألحان، وحتى لحظات العمل على تركيب الأصوات وتسجيل الأوركسترا، وأشار إلى أن غاية العمل بالدرجة الأولى كانت صناعة الجمال الفنى، المسرحى والموسيقى، مشيراً إلى أنهم رغم تعاملهم مع نص شعرى بصرى وصور واضحة المفاهيم من حيث الفكر والمعنى، إلا أنهم كانوا يستحضرون مفردات وحكايات من التاريخ الجمعى الذى عاشه فريق العمل، لتقديم صيغة جمالية تعبّر عن هذا التاريخ، وتتماشى فى الوقت نفسه مع المساهمة البارزة لإمارة الشارقة فى إثراء الثقافة الإسلامية.
أشار الفنان التونسى لطفى بوشناق إلى أن التاريخ لن ينسى هذا العمل الملحمى الذى يجسد صورة الإسلام الحقيقية بكل ما ينطوى عليه من حب وتسامح وعدل وخير لجميع الخلق، وأعرب عن أمنيته أن يتم عرض هذا العمل خارج حدود الوطن العربى، كى يسهم فى التعريف برسالة الإسلام الحقيقية إزاء كل محاولات التشويه التى يتعرض لها، خصوصاً وأن العمل يتمتع بمواصفات فنية رفيعة المستوى، حيث كان متكاملاً من حيث الموسيقى والأداء والغناء واستخدام أحدث التقنيات، بالإضافة إلى أنه يحاكى سيرة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. وأشار إلى أن المستوى الفنى الذى وصل إليه العمل يؤكد مقدرة الفنان العربى وموهبته الكبيرة والتى وجدت طريقاً إلى تحققها عبر الدعم الكبير الذى توليه إمارة الشارقة للثقافة والإبداع.
أشاد الصحفى الفلسطينى عبد البارى عطوان بالعمل الذى اعتبره عالمياً واستثنائياً بكل ما للكلمة من معنى، وأكد أنه شاهد عروضاً فنية ومسرحية كثيرة فى دول مختلفة، إلا أن "عناقيد الضياء" كان العمل الأكثر إبهاراً بكافة تفاصيله، وخاصة بقدرته على الدمج بين المؤثرات الصوتية والبصرية الرفيعة المستوى، والأداء الرائع للممثلين وفريق العمل، وفى نفس الوقت تمكنه من إبراز الرسالة الأساسية التى هدف إليها العمل وهى تقديم عمل ملحمى عالمى يبرز الإسلام بصورته الحقيقية الناصعة البياض.
أعربت الإعلامية بروين حبيب عن سعادتها بأن يكون "عناقيد الضياء" هو العمل الذى تدشن من خلاله الشارقة احتفالاتها باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية، فعمل بهذا المستوى الرفيع وغير المسبوق عربياً وعالمياً يعكس ريادة المشروع الثقافى للشارقة، التى ظلت على الدوام موطن الكتاب والشعراء والفنانين والمثقفين، وقدمت لهم دعماً متواصلاً وفى كافة مجالات الإبداع الثقافى والفنى، وأشادت بقدرة العمل على جمع جمهور غفير تابع بإعجاب كبير ملحمة فنية مسرحية لم يشهد العالم نظيراً لها.
وأكدت الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة على القيمة الفنية الكبيرة التى يحملها "عناقيد الضياء"، باعتباره أضخم عمل فنى يشهده العالم العربى، والذى نجح فى الدمج ما بين الموسيقى والألحان وبين المسرح والتمثيل فى عمل شديد الأهمية، يتناول سيرة الرسول الكريم محمد عليه السلام، وفى نفس الوقت يدشن احتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، وكذلك هو العرض الأول الذى يقام على مسرح المجاز، مشيرة إلى أن خصوصية الشخصية التى يتناولها العمل وخصوصية الاحتفالية وخصوصية المكان شكلت تحدياً كبيراً تغلبت عليه الشارقة وأبهرت به العالم.
وأعرب الفنان اللبنانى وليد توفيق عن سعادته بإقامة هذا العمل فى إمارة الشارقة التى تضع نصب عينها الفن والثقافة، وتسعى من خلالهما إلى تقديم فعاليات ونشاطات مميزة ومؤثرة، وأشار إلى أن "عناقيد الضياء" يبرز قيماً إنسانياً عظيمة أهمها العدل والمحبة والتسامح والكرم، وهى قيم طالما ميزت الإسلام، وظلت على مدار التاريخ مصدراً لتقدير العالم لهذا الدين العظيم، وأشاد بالأداء الرائع للممثلين ولفريق العمل الذى قدم عملاً متكاملاً يستحق العرض فى مختلف دول العالم.
وقال الفنان السعودى عبد الرب إدريس، إن هذا العمل المبهر يقدم خدمة جليلة للإسلام، تبرز دوره فى إنقاذ الإنسانية من الجهل والظلم والجور، ونقلها إلى العدل والتسامح والضياء، وفى نفس الوقت يؤكد على قدرة الفنانين العرب على مواكبة التقنيات الحديثة فى مجال المؤثرات البصرية والسمعية وتوظيفها فى أعمال فنية مميزة تبرز التاريخ العربى والإسلامى فى محطاته الأنصع والأجمل، مشيداً باهتمام إمارة الشارقة ودعمها للفنانين والمثقفين ورعاية أعمالهم الإبداعية فى مختلف المجالات.
الفنانة الأردنية مكادى نحاس وجدت فى ملحمة "عناقيد الضياء" العمل الفنى الأكثر إبهاراً وجمالاً، فهو على حد تعبيرها متكامل فى جميع مكوناته، ابتداءً من المسرح الذى يحتضنه، مروراً بالتقنيات البصرية، وأصوات المغنين، وأداء الممثلين، وانتهاءً بلمسة خالد الشيخ التى كانت واضحة فى نسيج العمل الموسيقى بأكمله، وأكدت بأن هذه الاحتفالية تعكس هوية الشارقة ومشروعها الحضاري، وتعبّر فى الوقت نفسه عن رسالة الإسلام، باعتبارها رسالة سلام وتنوير ودعوة للعلم والثقافة المعرفة.
وأعربت الفنانة اللبنانية نادين الأسعد عن انبهارها بهذا العمل الفنى الذى يشهده العالم العربى لأول مرة، والذى يضم مجموعة من القامات الفنية والموسيقية الأكثر تميزاً على الساحة العربية، ويستعين بأحدث التقنيات الحديثة التى جعلت الجمهور يتابع العمل بإعجاب كبير وبالتأكيد سيتحدث عنه طويلاً بعد ذلك، ويتمنى مشاهدته مرات عديدة. وأبدت تقديرها للجهود التى تقدمها إمارة الشارقة لإثراء الساحة الفنية بهذه الأعمال المبهرة التى ستظل ماثلة فى الذاكرة الإنسانية إلى الأبد.
أكد الفنان السورى ماهر صليبى أن "عناقيد الضياء" عمل جبار وهائل ويتناغم أيضاً مع عظمة المكان وخصوصية الاحتفالية، وقال: "ليس من السهل أن نصنع عملاً فنياً يستمر لمدة ساعتين دون أن يصاب المتلقى بالملل، وليس سهلاً أن نصنع سيرة بصرية تحاكى ملحمة عناقيد الضياء فى مقاربتها الصورية لسيرة خاتم الأنبياء" وأضاف: "لقد تحقق ذلك على المستوى البصرى، وعلى المستوى الموسيقى والفنى والتقني".
قالت الإعلامية اللبنانية ميشال سرور إن عمل "عناقيد الضياء" يمثل ضرورة وحاجة ملحة، ليس فقط على المستوى الفنى والتقنى الذى تمت صياغته باقتدار كبير، إنما بوصفه ضرورة تؤكد على جوهر وماهية الدين الإسلامى العظيم، وأضافت: "لقد كان العمل مبهراً فى كافة جوانبه وبكل المقاييس، من استخدام التقنيات الحديثة، إلى استخدام الأضواء، إلى تواجد مجموعة من كبار المغنيين العرب الذين أثروا العمل بأصواتهم، إلى الموسيقى التى غمرت عذوبتها المكان كله".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة