قضى الأمر.. هكذا ينطق لسان حال أنصار الجماعة الإرهابية بعد أن تأكد معظمهم من ثبات خطوات الدولة وإصرارها على تنفيذ خارطة الطريق، خاصة مع إعلان المشير السيسى استقالته واستعداده لمعركة الانتخابات، أيقن مؤيدو المعزول أن صفحة حكم الإخوان لمصر طويت دون رجعة، ورغم تفكك الإخوان فعليا فإنه مازال لـ«الإرهابية» القدرة على الحشد فى الشارع وتنظيم المسيرات وتحريك فعاليات، تلك التى بدأت تختفى تدريجيا، ولكن سرعان ما تظهر بشكل مفاجئ فى أحداث بعينها لتثبت أن أعضاء الجماعة مازال لديهم القدرة على التنظيم والدعوة للنزول.
«اليوم السابع» تكشف كيف يتواصل الإخوان رغم تضييق الخناق عليهم من الأمن، وكيف ينظمون المسيرات بعيدا عن عين الشرطة ومواقع التواصل الاجتماعى.
بداية يقول أحد قيادات شباب الإخوان - الذين تم تصعيدهم حديثا - إن التنظيم رغم اعتقال الغالبية العظمى من قياداته مازال يحافظ على تكوينه الأساسى الذى يصعب تفتيته، فرغم اعتقال القيادات فإن المكاتب الإدارية للمحافظات والتى تقسم المحافظة لمناطق، كل منطقة تقسم إلى «شعب»، والشعبة يكون لها مجلس لإدارتها ضمن أعضائه رئيس الشعبة ونائبه ووكيل وسكرتير وأمين صندوق، وللشعبة جمعية عمومية، وتضم الشعبة كل الإخوان المقيمين فى دائرة الشعبة، وينقسم الأعضاء العاملون فى الشعبة إلى أسر، ويختار نقيب لكل أسرة.
ويصبح كل أخ فى الأسرة الإخوانية مسؤولا عن مجموعة من العائلات التى تحتاج للمساعدة العينية أو المادية، ويستعين فى هذا بالأنشطة الإخوانية التى غالبا ما تكون خدمية «سوبر ماركت، مراكز طبية.. إلخ»، بل يعين من يعانى البطالة فى العائلات التى تقع تحت مسؤوليته فى مشاريع الجماعة.
وأضاف المصدر أن هذه هى الوسيلة المثلى لحشد المسيرات، فيجمع الأخ فى الأسرة الإخوانية «بطاقة الرقم القومى» من العائلات التابعة له ليثبت حضورهم المسيرة.
وعن طريقة تواصل القيادات الشابة قال المصدر إن الفعاليات يتم الاتفاق عليها بشكل أسبوعى فى اجتماع مسؤول الشعبة مع نقباء الأسر فى مقار سرية يتم تأجيرها بشكل مؤقت، يقوم أثناء الاجتماع مسؤول الشعبة بتوزيع «خطوط هواتف» بأرقام جديدة مرة أسبوعيا لنقباء الأسر أسبوعيا، ويعتمد على «الخط أبو 3 جنيهات» الذى يباع بدون بطاقة رقم قومى، ويكون التواصل بالرسائل القصيرة لصعوبة مراقبتها ومن هواتف «صينى» لعدم وجود «رقم مسلسل» لتلك الهواتف وصعوبة تعقبها، وبعد إرسال الرسائل يحطم شريحة الهاتف ويستبدل بها أخرى، وأضاف المصدر أن مسؤول الشعبة ونقباء الأسر لا يشاركون فى المسيرات والفعاليات، فدورهم التخطيط والحشد وتوفير الرواتب والمساعدات لأسر المعتقلين والشهداء.
وأكد المصدر أن جميع من يقود الآن هم الشباب بسبب سفر الصف الثالث والرابع من القيادات لكل من تركيا وقطر بعد اعتقال الصف الأول والثانى.
وأوضح المصدر أن القيادى الهارب ماجد الزمر، الذى وصفه بـ«وزير مالية» الإخوان، هو المسؤول الأول عن استقبال التبرعات من رجال الأعمال المؤيدين لـ«الإرهابية»، مشيرا إلى أن للجماعة مسؤولية نظامية جديدة تحت اسم «مسؤول ملف الشهداء» لكل منطقة، وهو من يحدد رواتب أسرة كل شهيد ومعتقل، وأضاف أن الزمر هو المسؤول عن توفير وطباعة البوسترات المناهضة للنظام الحالى وتأمين المسيرات، وأيضا هو من يدخل الأموال التى تأتى بواسطة التنظيم الدولى لداخل مصر بالتعاون مع بعض شركات الصرافة التابعة لرجال أعمال إخوان، وعن الهدف من تلك المسيرات أجاب المصدر بشكل مقتضب «الأوامر جاية كده».
وتابع المصدر بأن التنظيم يتكفل حتى الآن بتسديد مساعدات ورواتب لكل أسرة شهيد، ويتم التكفل بأسرته بالكامل، ويتم دفع الرواتب أيضا لجميع أسر المعتقلين المنتمين للجماعة، مؤكدا أن رجال أعمال الصف الثانى مازالوا يدعمون الجماعة وأنشطتها بشكل مضاعف تعويضا لاعتقال كبار رجال أعمال الجماعة.
وأشار المصدر إلى أن تحالف دعم الشرعية يعتبر حلقة الوصل الآن بين شباب الإخوان وقادتهم فى التنظيم الدولى، وأن القيادة الآن يمثلها محمود عزت المرشد الحالى للجماعة بصفة مؤقتة من غزة، وفى الداخل يتولى الأمر كل من ماجد الزمر وحسين إبراهيم، أمين عام حزب الحرية والعدالة المحظور.
ومن جانبه يقول العميد حسين حمودة، المفكر الأمنى والخبير فى شؤون مكافحة الإرهاب الدولى، إن ما يقوم به الإخوان الآن هو تطوير لفكرة مندوب الاتصال المستخدمة منذ عشرات السنين، وهى أصعب الطرق فى المقاومة والرصد.
وأضاف حمودة أن الحشد الإخوانى حاليا ينقسم لشقين حشد سلمى ويعتمدون فيه على المتعاطفين، وحشد هدفه الاشتباكات والعنف ويكون مكونا من عناصر مرتزقة من أطفال الشوارع والموتورين من أهالى المعتقلين والشهداء الناقمين على الدولة، وينجحون فى استغلال غضبهم لصالح التنظيم الدولى ويطلقون عليهم «كتائب القصاص».
وطالب حمودة أجهزة الأمن بتغيير أسلوبها ومراقبة أسر المعتقلين والشهداء بدون التعرض لهم وبشكل قانونى، وفى حال مشاركة أحدهم بدافع الغضب يتم مراقبته أو تجنيده لمعرفة خلايا الإخوان المسؤولة عن العمليات التخريبية، مضيفا «كتائب القصاص» هى مدخل أجهزة الأمن لإفساد مخطط الإخوان.
ولفت أحد كوادر الإرهابية إلى أن الجميع لاحظ قلة عدد الإخوان فى الشارع وتوقف شبه كامل للمسيرات والفعاليات، موضحا أن السبب هو تحسين صورة الإخوان فى الشارع وشحن القوة والاستعداد لما بعد الانتخابات الرئاسية.
وتابع المصدر أن الجميع أصبح يعرف أن السيسى هو الرئيس القادم، وما يحدث من الإخوان الآن ليس إلا التقاطا للإنفاس، مؤكداً أن الحشود ستعود مرة أخرى بنفس القوة بعد فوز السيسى الذى ننتظره بفارغ الصبر لنسقطه فى أقل من عام، بعد أن نثبت فشله فى تأمين مصر، وستبدأ الإضرابات والتظاهرات والمسيرات التى ستصيب البلاد بالشلل لإثبات فشله ووضعه فى نفس المأزق الذى واجهه مرسى، حسبما قال.
وأضاف أن المسيرات الأسبوعية هدفها تشجيع الخائف على النزول والحرص على عدم فقدان المتعاطفين مع الجماعة، وأن الإخوان أصبح كل هدفها إسقاط السيسى بعد نجاحه وإثبات عدم قدرته على إدارة البلاد بما سيحدثونه من فوضى بعد توليه الحكم ووضعت خطة لاستعادة الحكم بعد مرور 10 سنوات على الأقل من الآن.
من جانبه قال الدكتور كمال الهلباوى، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان والقيادى المنشق عن الإخوان، إن ما يقوم به أنصار الجماعة الآن هو أقصى ما يمكنهم فعله، مؤكدا أنهم لو يستطيعون عمل شىء لفعلوه أثناء الاستفتاء.
وأكد الهلباوى أنهم لم ولن يشاركوا فى أى عملية سياسية خلال الفترة القادمة لعدم اعترافهم بثورة 30 يونيو، موضحا أن التنظيم يعانى من حاله تخبط شديد ولا يملك القدرة على التخطيط وأن إخوان مصر أصبحوا يمثلون عبئاً واضحاً على التنظيم الدولى مادياً ومعنوياً.
.jpg)
.jpg)
.jpg)