إن الدين الإسلامى الذى نعرفه والذى تعلمناه على يد العلماء المخلصين هو دين السماحة واليسر، لا عسر فيه ولا تعسير، ولا عنت فيه ولا مشقه قال تعالى ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة : 128].
وتأملوا رعاكم الله _ نبى الرحمة، وإمام الأمة - صلوات الله وسلامه عليه - وهو يبين للأمة يُسْرَ الدين وسماحته، فقال: "إن الدين يسرٌ، ولن يُشاد الدِّين أحدٌ إلا غلبه؛ فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغَدْوة والرَّوَحَة، وشيء من الدلجة".
فهو دين قويم وصراط مستقيم وهدى قاصد، لا وكس فيه ولا شطط
ديننا الذى نعرفه ينهى عن التشدد والمغالاة والرعونة، لذلك يقول النبى صلى الله عليه وسلم "لن يشاد الدين أحد إلا غلبه" فلن يعود عليه من شدته ورعونته إلا الخسارة والحِرمان.
ديننا الذى نعرفه يدعوا إلى السداد إن أمكن، وإلا فالمقاربة ويبشر - عليه الصلاة والسلام - من كان على هذا النهج بأعظم بشارة يقول "وسددوا وقاربوا وأبشروا".
هذا ديننا الذى نعرفه لا ما يمليه علينا بعض المتشددين أو المنحرفين.
إننا مع الأسف الشديد نحترم التخصص فى جميع المجالات إلا فى الدين، فالكل يتكلم فى دين الله بعلم وبغير علم، وهذا أخطر ما يهدد كيان أمتنا فى هذا الوقت، وصدق من قال لو سكت من لا يعرف لسقط الخلاف، والسبب فى أننا نعيش فى مجتمع أبرز سماته إنكار البعض على البعض هو الجهل، لأن من كثر علمه قل إنكاره على غيره.
ليت هؤلاء الرويبضة الذين يهرفون بما لا يعرفون يمسكون ألسنتهم عن دين الله، وليتكم يا سادة تنظرون عن من تأخذون دينكم، فإن هذا العلم دين. اللهم يا مغير الحال والأحوال حول حالنا إلى خير حالى.
الجامع الأزهر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة