نقلا عن اليوى..
كشف مصدر مصرى لـ«اليوم السابع» أن القاهرة تعكف حاليا على بلورة مبادرة متكاملة لحل الأزمة الأمنية التى تعانى منها ليبيا وتنعكس سلبا على دول الجوار، بالتوازى مع عمل عربى ودولى لحل الأزمة السياسية من خلال حوار شامل بين الأطياف الليبية، لافتا إلى أن مصر مهتمة بشكل خاص بالأزمة الليبية لما لها من أهمية خاصة بالنسبة لها، موضحا أن قضية الانفلات الأمنى تنعكس بشكل مباشر على مصر، وهو الأمر الذى دعاها إلى العمل الجاد وأخذ روح المبادرة لحل الأزمة.
وأشار المصدر إلى أن مصر تجرى استعدادها حاليا لاستضافة مؤتمر دولى لضبط الحدود الليبية، وستدعو له دول الجوار، وهو أحد بنود المبادرة المصرية، موضحا أن موعد عقد المؤتمر سيتم تحديده بشكل سريع عقب الانتهاء من إجراء الانتخابات الرئاسية واستقرار الأوضاع فى مصر، لافتا إلى أن القاهرة تسعى لمساعدة ليبيا على مواجهة التحدى الكبير لضبط حدودها، التى تمتد على مساحة كبيرة، فتستغلها بعض الجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة.
وستقوم مصر وفقا لما علمته «اليوم السابع» من مصادر دبلوماسية بدعوة دول الجوار، التى تشمل من المغرب العربى تونس والجزائر والمغرب ومن الجنوب تشاد ونيجيريا والسودان، بالإضافة إلى بعض الدول العربية والإقليمية والدولية المؤثرة التى تهتم بالقضية الليبية، وسيسعى المؤتمر إلى دعم ليبيا لوجستيا، ومن خلال تدريب كوادر بشرية على قضية ضبط الحدود مع ليبيا فيما يخص عمليات التهريب للسلاح والمال والمخدرات والإرهابيين.
كما تسعى القاهرة إلى تفعيل المبادرة التى طرحها وزير الخارجية نبيل فهمى الشهر الماضى فيما يخص الدعوة لإنشاء صندوق دولى يُعنى بجمع وتخزين الأسلحة فى ليبيا، على أن يتم ذلك بالتنسيق بين منظمة الأمم المتحدة والدولة الليبية، وقال المصدر إن الهدف من المبادرة هو منع الحوادث التى تهدد أمن ليبيا وتؤدى إلى مقتل مدنيين، وهو الأمر الذى عانت منه مصر مؤخراً، حيث تعرض العديد من المواطنين المصريين فى ليبيا إلى الخطف والقتل على يد مسلحين.
وقال المصدر إن هذه القضايا تم طرحها خلال زيارة طارق مترى، المبعوث الخاص للأمم المتحدة للأزمة الليبية، الذى زار القاهرة الأسبوع الماضى وأجرى مباحثات ماراثونية بين الجانب المصرى والجامعة العربية فى محاولة منه لاحتواء الأزمة التى تجتاح الأراضى الليبية، سواء على الجانب السياسى أو الجانب الأمنى، وكانت زيارة مترى تهدف بشكل أساسى إلى الحصول على دعم لمحاولاته إجراء حوار بين الأطراف الليبية حتى تسير الحلول الأمنية والسياسية بشكل متواز.
ولفت المصدر إلى أن مترى وفهمى بحثا فى الاجتماع المغلق محاولات الأمم المتحدة إجراء حوار بين القوى السياسية الليبية، لمنع التصعيد والتوافق حول أولوية بناء الدولة وتفضيلها على المنافسة السياسية التى تهدد أحيانا الاستقرار فى ليبيا، لافتا إلى أنه تلقى وعدا مصريا بالعمل المشترك لإنجاح أى جهد دولى أو عربى فى الوصول إلى هذا الحوار، مما يساعد على استقرار الأوضاع فى ليبيا.
وقالت مصادر فى الجامعة العربية لـ«اليوم السابع» أن الأمين العام الدكتور نبيل العربى وفريق العمل المعاون له يبحثون بشكل جدى الطلب الرسمى الذى تقدمت به ليبيا من خلال وزير خارجيتها محمد عبدالعزيز منذ أسبوع برعاية حوار بين الفصائل الليبية بالتعاون مع الأمم المتحدة، موضحا أن هناك أفكارا ومقترحات، ولكن لم يتم بلورتها حتى الآن فى صورة مبادرة واضحة المعالم.
وتوقع المصدر العربى أن تشهد المرحلة القادمة حلحلة فى هذا الملف وتقديم مقترح كامل عن تصور الجامعة العربية بخصوص الحوار الليبى الليبى، وحول الدولة التى ستستضيف الحوار على أراضيها، وقال إنه لم يتم تحديده حتى الآن وأن هذا الأمر سيتم الحوار حوله فى مرحلة مقبلة، لافتا إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون فى مصر باعتبارها مقر الجامعة العربية، مشيرا إلى أن مصر لا ترغب فى الزج بها فى آتون الصراع الدائر فى ليبيا على الرغم من عملها الدؤوب لدعم الاستقرار هناك.
مبادرة مصرية لإنقاذ ليبيا من الفوضى الأمنية وضبط الحدود.. القاهرة تحضر لمؤتمر دولى يضم دول الجوار لوقف عمليات التهريب
السبت، 19 أبريل 2014 09:45 ص