قالت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية أنه على ما بدا للجميع يوم الخميس الماضى على أن الأطراف الأربعة قد أوشكت على التوصل لحل لانهاء أزمة أوكرانيا وأن خطر المزيد من التدخل العسكرى الروسى فى أوكرانيا قد أوشك على الزوال، إلا أنه سرعان ما أوشكت هذه الانفراجة على الزوال.
ونقلت الصحيفة ـ فى تقرير على موقعها الالكترونى اليوم السبت ـ عن محللين قولهم أن التوقعات بأن يسفر الاجتماع بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى ووزيرى خارجية روسيا وأوكرانيا للاتفاق على إطلاق وثيقة ايجابية كانت منخفضة، وأشارت إلى أن الأطراف الأربعة اتفقت على ضرورة تسليم الجماعات المسلحة غير المشروعة أسلحتهم وأنه ينبغى إجراء إصلاحات فى أوكرانيا وإعطاء المزيد من الصلاحيات لها فى مناطقها.
وقالت أنه لا يمكن بأى حال من الأحوال التنبؤ بعدم تصعيد الموقف فى شرق أوكرانيا، ونقلت عن أوليكسى هاران ـ وهو عالم سياسى مقيم فى كييف وزار منطقة دونيستك المضطربة الجمعة الماضية ـ قوله " إن صياغة اتفاق هو على ما يرام ولكن عندما رأيت ذلك فكرت على الفور، وكيف يمكن أن يحدث هذا فعلا ؟".
وأضافت " الاهم من ذلك أن روسيا لم تقدم أية التزامات بسحب الآلاف من جنودها الذين تم حشدهم على الحدود مع أوكرانيا والذين يجدر بهم أن يقوموا بتسليم أسلحتهم، وعلاوة على ذلك، لم تكن روسيا ممثلة بطريقة مباشرة فى محادثات جنيف".
وتابعت أن الحكومة الأوكرانية ناضلت كثيرا لمدة اسابيع من أجل تحقيق الوصول إلى الجماعات المتطرفة البارزة أثناء المراحل النهائية من الإطاحة بالرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش مثل مجموعة قطاع الحق (رايت سكتورز) وإجبارهم على ترك المبانى ونزع أسلحتهم وسط العاصمة كييف".
وقالت لصحيفة " إن موسكو تدعى أن ليس لها تأثير على الجماعات الانفصالية المسلحة فى شرق أوكرانيا، وأن العواصم الغربية ترفض ذلك تماما".
من جانبه، قال الكسندر كليمنت ـ وهو من مجموعة أوراسيا للاستشارات والمخاطر السياسية ـ " من غير المرجح أن تقوم الجماعات المسلحة الموالية لروسيا فى شرق أوكرانيا بتسريح جنودها ما دامت الجماعات شبه العسكرية موجودة فى أوكرانيا وأن الكرملين سوف يعارض ـ علاوة على ذلك ـ أى محاولة من جانب السلطات الأوكرانية لنزع سلاح الجماعات الموالية لروسيا".
وأضاف " وبالنظر الى دور منظمة الأمن والتعاون على المدى المتوسط، فهو يمكن أن يعمل على تسهيل الامر على الرغم من أن وجود مراقبين من المنظمة فى أوسيتيا الجنوبية فى عام 2008 إلا أنه لم يمنع من الغزو الروسى، أما على المدى الطويل فقد حذر محللون سياسيون من أن لامركزية السلطة فى مناطق أوكرانيا ستكون محفوفة بالصعوبات والمخاطر".
ورأت الصحيفة " أن الخطر قد انحسر بالفعل فى أن بعض الحوادث التى يقتل فيها أوكرانيون ناطقون بالروسية يمكن أن تستخدم كذريعة للتدخل العسكرى الروسى فى أوكرانيا، وبات واضحا فى الأسابيع الأخيرة انحسار دور وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، وتقدم دور الرئيس فلاديمير بوتين فى الأحداث الخارجية عقب إدلائه بتصريحات فى حوار مباشر مع الشعب عبر التليفزيون قبل ساعات من انتهاء محادثات جنيف والتى قال فيها : إننا لا نأمل أن يكون من الضرورى استخدام الصلاحيات الممنوحة له فى الشهر الماضى من قبل مجلس الاتحاد الروسى لاستخدام الجيش فى أوكرانيا، ولكن ذلك الخيار لايزال مفتوحا.. مكررا التأكيد بأن مسؤولية روسيا هى حماية المواطنين الروس فى أوكرانيا".
فاينانشيال تايمز : محادثات جنيف لم تحد من خطر تدخل روسيا بأوكرانيا
السبت، 19 أبريل 2014 04:27 م
مظاهرات أوكرانيا ـ صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة