نشرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية تقريراً عن أسباب دعم قطر لجماعة الإخوان، قالت فيه إن أحد أسباب هذا الدعم هو رهان الدوحة على استمرارية الحركات السياسية التى يتم تمكينها شعبياً، على حد قولها.
وأشارت الصحيفة، فى البداية، إلى أن جماعة الإخوان قد أدت إلى خلاف عميق بين اثنين من أقوى الدول الخليجية، فقد وصل التوتر بين قطر وجيرانها إلى ذروته الشهر الماضى، عندما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من الدوحة.
وعلى الرغم من أن مجلس التعاون الخليجى أعلن أمس أن الأطراف حلت خلافاتها، فإن هذا سيظل على الأرجح مجرد إصلاح سطحى للأمور، ما لم تتخل قطر عن دعمها للإخوان المسلمين، وهو الأمر الذى لم تبد الدوحة مصلحة فى فعله.
وتتابع الصحيفة قائلة، إن الانقسامات بين السعودية وجارتها الصغيرة قطر حول الإخوان تتركز على نموذج الإسلام السياسى الذى تقدمه الجماعة، والذى يجمع بين عاطفة الدين مع سلطة صندوق الاقتراع.
وصنفت السعودية، التى ترى هذا النموذج تهديداً لشرعيتها وأمنها، الإخوان كجماعة إرهابية، لافتة إلى أنه رغم أن السعودية منافس قوى، إلا أن أمير قطر الذى تولى الحكم العام الماضى يكره أن يفسد أول عام له فى الحكم بالخنوع للرياض، وجزء من السبب هو أهمية حفظ ماء الوجه.
لكن هناك سببا آخر لتعنت قطر، وهو أنها راهنت على شكل من أشكال الحكم المختلف جذرياً عن نموذج الحكم الملكى التقليدى فى السعودية، فقد اختارت بدلاً من ذلك أن تدعم النظام الذى قلب العام العربى فى عام 2011، والذى يمنح مزيداً من السلطة للشعب، على حد قولها.
ويقول رول جريد نومان، عميد كلية الخدمة الخارجية بجامعة جورج تاون، إن تصوير دعم الإخوان على أنه الأمر الصحيح، ثم التحول 180 درجة عنه قد يقوض ما كانت قطر تحاول بناء على مدار العشرين عاماً الماضية.
ويوضح أن قطر لم ترفض فقط الانضمام لمصر والسعودية فى تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، بل من المستبعد أيضاً أن تغلق أو تعيق شبكتها الجزيرة التى تعتبر على نطاق واسع منحازة للإخوان، لتصبح تابعة للسعودية، أو أن تتخلى الدوحة عن اسقلالية سياستها الخارجية التى يصفها نومان بأنها جزء مهما جدا من استراتيجية قطر للحفاظ على اسمها.
وتمضى الصحيفة قائلة، إن هناك اعتبارات داخلية، فالتزام قطر بالإخوان فى الخارج كان أشبع ببوليصة التأمين ضد المعارضة السياسية المستوحاة دينياً فى الداخل، حيث حلت جماعة الإخوانية طواعية عام 1999.
بينما قدمت قطر ملجأ لكثير من أعضاء الإخوان الذين جاءوا من مصر ودول أخرى، وأبرزهم الشيخ يوسف الرضاوى، فإن هذه الشخصيات امتنعت عن انتقاد قيادة قطر.
ويقول مهران كمرفا، مدير مركز الدراسات الدولية والدينية جامعة جورج تاون، إنه فى قطر لا يلعب الدين دوراً فى تشكيل المشاعر المعارضة، خلافاً لما يحدث فى السعودية، والسبب هو أن الدولة قد رعت الإخوان وقدمت نفسها كراعى لهم داخلياً وإقليمياً ودولياً، لافتاً إلى أنه لو كان ثمن الهدوء الداخلى فى منطقة مضطربة هو غضب السعودية، فإنه ليس بالثمن الباهظ.
بينما ينبع غضب السعودية ليس فقط من انزعاجها من طموحات قطر المغرورة، ولكن أيضا عدم الأمن المتعلق بشرعيتها، ويقول عبد الله باعبود، مدير برنامج الدرسات الخليجية فى جامعة قطر بالدوحة، إنه يعتقد أن هناك صراع شرعية، فالسعودية ترى أنها مهددة ليس فقط داخلياً بل إقليمياً، ويمكن أن يفقدوا حليفتهم أمريكا.
وعن الاتفاق الأخير بين الرياض والدوحة، تقول الصحيفة، إنه يمكن أن يمهد الطريق لمزيد من اتحاد المصالح المشتركة بما فى ذلك احتواء العنف فى سوريا ومنع إيران من الحصول على سلاح نووى.
"ساينس مونيتور": دعم قطر للإخوان سببه رهانها على الحركات السياسية الممكنة شعبياً.. مخاوف الدوحة من المعارضة السياسية المستوحاة دينياً جعلها ترعى الجماعة داخلياً وإقليمياً ودولياً
السبت، 19 أبريل 2014 12:45 م
أمير قطر تميم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة