حلم الثراء السريع يراود عقول الملايين من شباب وفتيات مصر بل وشيوخها، مما يدفعهم إلى التفكير فى خوض غمار اللا معقول والذى قد يؤدى بهم إلى نهاية غير سعيدة.
وهذا بالفعل ما يحدث مع الشباب الذى تجاوز عمره الثلاثينات ولا يجد منزلا يسكن فيه ولا حتى مالا ينفق منه على نفسه، فيجد نفسه وحيدا غربيا فى هذه الدنيا لديه الاستعداد لتقبل أى أفكار من شأنها أن تسعده حتى على الأقل فى أحلامه فقط، ويظل يعيش فى تلك الأحلام حتى يصطدم بصخرة السجن ليقطن فيه عدة سنوات ويعود إلى عالم الحياة من جديد نظيف اليدين.
التنقيب عن الآثار والتجارة فيها رغم أنها قديمة جدا إلا أنها حديثة جدا بالنسبة للكثير من أصحاب المنازل الذين تحولوا إلى عمال حفر يحفرون داخل منازلهم أو فى الصحراء للعثور على الآثار، وكل حلمهم أن يلعب الحظ لعبته معهم ما يدفعهم إلى أن ينفقون كل ما لديهم من الأموال حتى مصوغات زوجاتهم وأحيانا يرهنون منازلهم للإنفاق على التنقيب.
وسط هذا تقف الأجهزة الأمنية حائط صد لتلك الأعمال المخالفة للقانون وتكاد تكون نسبة سقوط هؤلاء حوالى 55 % ممن يحاولون بيع تلك المقتنيات فى حالة العثور عليها، ودائما ما تكون الضربات الأمنية قاصمة.. فقد شهد الشهر الحالى سقوط عدد كبير من التجار فى المنيا الذين يحاولون بيع تلك الأشياء التى يشتبه أنها آثار، بدأت بعامل قرية صنيم التابعة لمركز ابوقرقاص والذى نجحت مباحث الآثار فى إسقاطه بعد عثوره على معبد كامل للملك بطليموس الرابع، والذى يحتوى على كثير من القطع الأثرية والمخطوطات.
وقبل مرور أسبوع على تلك الواقعة تمكنت الأجهزة الأمنية من مداهمة منزل عاطل مقيم بقرية بنى وركان التابعة لمركز العدوة شمال غربى المحافظة، وضبطت 60 تمثالا و100 ورقة بردى يشتبه فى أثريتها بحيازة "رضا.ع"، 48 سنة، عاطل.
كما كانت الضربة الثالثة خلال الأسبوع الثانى لشخص حاصل على دبلوم يدعى رضا 45 سنة من العدوة وبحوزته 299 قطعة من التماثيل والمعادن يشتبه فى أثريتهم عبارة عن 216 قطعة معدنية صفراء اللون، و50 قطعة من الحجر الأسود صغيرة الحجم، و5 تماثيل من الخشب، و5 تماثيل من المعدن الأصفر، و3 تماثيل من الحجر الأسود، و13 تمثالا حجريا و6 رؤوس آدمية من الحجر، وصندوق خشبى تتراوح أطوال تلك التماثيل ما بين 10 إلى 40 سم، وتحرر عن الواقعة 874 لسنة 2014 إدارى مركز العدوة.
ويؤكد رجال مباحث الآثار بالمنيا أنهم يتلقون كل يوم عشرات البلاغات ضد مواطنين يقومون بأعمال الحفر داخل منازلهم، ويتم تقنيين الإجراءات ومداهمة تلك المنازل غير أن منها السلبى ومنها الإيجابى وأن تلك العمليات وانتشار التنقيب عن الآثار تفاقم عقب أحداث ثورة 25 يناير تلك الفترة التى كان الأمن فيها غير موجود لكن اليوم هناك ضربات متتالية لتجار الآثار والمنقبين عنها، ونعتمد بشكل كبير على التحريات الموثقة والمصادر الجادة.
"الخوف من الموت نفسه لا يمكنه أن يمنع شخص عن تحقيق حلمه وطريقه الذى رسمه لنفسه وأمله فى حياة كريمة يقضى بها على الفقر الذى عاش فيه طوال عمره".. هكذا قال رجل يبلغ من العمر 40 سنة رفض ذكر اسمه، وأضاف أن تلك العمليات تجعل لك من العلاقات الكثير فى كل مكان موضحا أن معظم الأشياء التى يتم عرضها للبيع غير سليمة، وأكد أن هناك أعمال إجرامية تتم فى هذا الطريق بالإضافة إلى الموت الذى قد ينتج عن انهيار الحفر على العمال ويتم دفنهم أحياء ولا يستطيع أحد أن ينقذهم.
وقال رجل تجاوز عمره 50 عاما أن هناك طريقة أخرى اليوم للقتل عن طريق إثارة الشخص وتهيئته لامتلاك الكثير من الآثار حيث يقوم أحد الأشخاص بالاتصال بتليفون عشوائى ويذكر له اسما وهميا ويبلغه أن صديقه أبلغه أنه قادر على بيع مقتنيات أثرية وعندما يذهب ليتعرفوا يقومون بسرقته وربما قتله أيضاً وإلقائه فى الصحراء.
التنقيب عن الآثار حلم الشباب فى الثراء السريع.. ومواطنون بالمنيا: الحلم فى ضربة حظ.. والموت أو السجن المصير الغالب للباحثين عنه.. والأمن يسقط 3 عمليات كبيرة تجاوزت 700 قطعة أثرية خلال أسبوعين
السبت، 19 أبريل 2014 11:20 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة