إن من أهم مقومات نجاح أى نظام سياسى هو تطبيق مبدأ سيادة القانون، فمصداقية الدولة الناجحة وتقدمها لا يأتى إلا بانتصارها لسيادة القانون وتداول السلطة ومدنية الدولة، فالتاريخ الآن يدون الإرادة الشعبية لملايين من المصريات والمصريين بدأت منذ الإطاحة بنظام مبارك ثم الإطاحة بنظام الإخوان.
كنت أتمنى أن تصل الإرادة الشعبية لقيادات جماعة الإخوان وأن يقبلوا بتعديل القواعد القانونية والدستورية فى إطار من الإجراءات الديمقراطية، إلا أن عناد الإخوان واستعلائهم على الإرادة الشعبية وإصرارهم على الشرعية الانتخابية للدكتور محمد مرسى دون إدراك لسقوطها الشعبى فى 30 يونيو، أو سقوطها الأخلاقى بانتهاكات لحقوق الإنسان وحريات المواطنين بل ولجوئهم للإرهاب وقتل الأبرياء من رجال الجيش والشرطة والمواطنين، كل هذا حال دون ذلك.
فعلى جماعة الإخوان المسلمين أن تدرك بأن مصر الآن فى مفترق طرق وتحتاج إلى اصطفاف الجميع، والشعب المصرى لن يسمح أبدا لأى شخص أو جماعة أن تهدد أمنه وسلمه ومستقبل أبنائه، فمقولات الكراهية وخطابات الانتقام التى تروجون لها الآن، لا طائل من ورائها إلا تعميق الانقسامات فى المجتمع والسياسة، ولن تواجهكم الدولة إلا باستخدام أدوات القانون لأنه هو الرادع الوحيد لكل الجرائم الإرهابية التى تتورطون بها يوما بعد يوم. فأعمالكم الإرهابية تلك، تغتال حق الإنسان فى الحياة، وحق المجتمع فى الأمن والسلم الأهلى، وحق الدولة فى التماسك، وحق الوطن فى الوجود، فأنتم الآن تدفعون المجتمع إلى حنين متصاعد إلى الماضى الآمن، وتناس منظم لمظالمه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
فاستقيموا يرحمكم الله.
مظاهرة للإخوان - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة