فى كتاب غير مشهور لعميد الأدب العربى طه حسين يقول، إن الشعر العربى استخدم فى بعض فترات التاريخ الإسلامى سلاحا فى الدعاية والدعاية المضادة فتجاوز وظيفته الأدبية ليلعب دورا شبيها بما تقوم به حاليا الصحف ووسائل الإعلام الناطقة باسم أنظمة الحكم أو الأحزاب السياسية.
ويقول أيضا فى كتابه (تقليد وتجديد) الذى يضم دراسات ومحاضرات ألقاها عام 1955 إن "الشعر السياسى.. فن إسلامى خالص لم يعرفه الجاهليون، لأن الجاهليين لم تكن لهم سياسة" وإن الشعر السياسى وجد فى العراق مجالا للانتشار ثم تجاوزه إلى الأقطار الأخرى فى العصر الأموى.
ويضيف أن للخصومات فى العراق أسبابا سياسية وعصبية إذ لم تنس القبائل "جاهليتها الأولى ولم تنس ما كان بينها من الخصومات قبل الإسلام ولذلك ابتكر العراق فنونا جديدة من فنون الشعر والنثر السياسى" تشبه الكتابات التى تنشرها صحف الأحزاب والحكومات وتتناول جوانب من الصراع السياسى والحزبى.
والكتاب الذى يقع فى 147 صفحة متوسطة القطع أعادت الهيئة المصرية العامة للكتاب طباعته ضمن خطتها لنشر التراث غير المشهور لطه حسين، حيث أصدرت أيضا طبعات جديدة لسبعة كتب هى (من أدبنا المعاصر) و(قادة الفكر) و(جنة الشوك) و(بين بين) و(صوت باريس) و(خواطر) و(جنة الحيوان).