هيا بنا عزيزى القارئ نبتعد قليلا عن طبقة (مدعى) الثقافة ومن على شاكلتهم، ثم أهل الإفتاء فى كل شىء، ومن شابههم، لنبحث ونغوص سويا فى عقل هذا الإنسان المصرى البسيط، وما يشغل تفكيره فى تلك المرحلة الحرجة من عمر مصر الغالية.
وهو يتساءل عن كيفية اختيار الرئيس القادم لمصر، وكيفية المفاضلة بين المتقدمين لهذا المنصب المهم، والذى يمثل رأس الدولة المصرية العريقة فى كل شىء.
لقد واجهت عزيزى القارئ المحترم الكثير من التساؤلات من طبقة البسطاء مثلى ومثلك، وأردت أن أفكر معهم ومعك، ولكن بصوت مسموع أو مقروء، لعل أفكارنا وأحلامنا تكوَن جملة مفيدة لربما يستفيد منها الرئيس القادم أو يضعها فى حسبانه.
ولكن أيها الإنسان البسيط عليك شىء مهم قبل أن تفكر فى معايير اختيار الرئيس القادم. عليك ألا تطلق العنان لأحلامك وطموحاتك الزائدة عن الحد العقلانى فى الرئيس القادم، فهو لن يأتى من كوكب آخر، وهو أيضا ليس بساحر يضع عصاه السحرية على جميع مشكلاتك المتراكمة عبر السنون ليمحوها فى طرفة عين، فإن أنت فكرت كذلك زدت عناءك عناء آخر.
إذن عليك أن تهيئ نفسك من الآن أن الانتخابات القادمة سوف تأتى برئيس من تراب هذا الأرض إنسان مثلك مثله، والفارق الوحيد بينك وبينه هو أنك تتحمل مسئوليتك فقط، وهو يتحمل مسئوليتنا جميعا، فعليه من الحمول والمسئوليات ما تنوء به الجبال، فسوف يرث تركة ثقيلة بكل المقاييس.
ونعود للمعايير المطلوبة التى نبحث عنها فى الرئيس القادم، والمواصفات التى نضعها، والتى بناءً عليها يتم التفضيل بين المرشحين، وقبل أن نبحث عن تلك المعايير والمواصفات يجب أن نحدد نحن احتياجاتنا ومتطلباتنا أولا حتى نخضع المرشح لمعايير سليمة، وهل يستطيع من خلال فكره وبرنامجه أن يحقق تلك الاحتياجات، أو حتى النسبة الأكبر منها.
أولا: نحن نحتاج رئيس قوى فى غير غلظة وليَن فى غير ضعف، فلا ييأس المظلوم من عدله ولا يطمع المسيئ فى تهاونه وإهماله وضعف شخصيته، وبالتأكيد لا أقصد بالقوى هنا ذاك المستبد، أو أننى أبحث عن فرعون جديد.
ثانيا: نحتاج لرئيس مدرك خطورة المرحلة الحرجة التى تمر بها مصر من تحديات داخلية وخارجية.
ثالثا: نحتاج رئيس (مصرى خالص) يقدم مصلحة مصر العليا فوق كل اعتبارات حزبية وأيدلوجية وسياسية بمعنى آخر نحتاج رئيس لكل المصريين يحتوى الجميع، ويشعرهم أنه مسؤول أمام الله ثم هذا الشعب عن الجميع.
رابعا: نحتاج رئيسا مقدرا لدور مصر الخارجى عربيا وإسلاميا ودوليا، بعدما كدنا نفقد تلك المكانة، فلابد أن يعلم الرئيس القادم أن مصر هى قاطرة العالم العربى والإسلامى، وعندما أهملنا هذا الأمر ظهرت كيانات هلامية تبحث أن تسد هذا الفراغ الذى تركته مصر لكن هيهات.
خامسا: وهو الأهم نحن نحتاج فى الرئيس القادم أن يكون صاحب رؤية مستقبلة، وأن يضع برامج عاجلة للأهم ثم المهم، أى أنه يبدأ بملفات فى غاية الأهمية، مثل الملف الأمنى والملف الاقتصادى وملف التعليم وملف الصحة، فتلك الملفات لابد أن تكون صاحبة سبق وعلى أولوية فكر الرئيس القادم.
عزيزى القارئ عفوا على الإطالة، ولكنى أردت أن أفكر معك بصوت مسموع، لنبحث سويا عن هذا الشخص الذى يستحق أن يكون رئيس جمهورية مصر العربية.
صالح المسعودى يكتب: الرئيس القادم والرؤية المستقبلية المطلوبة
الجمعة، 18 أبريل 2014 10:05 ص
قصر الاتحادية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة