إنه لأمر خطير جدًا ما تم إعلانه من خلال منظمة الأمم المتحده للطفولة (اليونيسف)، بأن عدد أطفال الشوارع فى مصر، وصل إلى 2 مليون طفل شارع، فرغم الأرقام التى نسمعها من قبل دور الرعاية المصرية، والتى لم تعط رقمًا حقيقيًا حتى الآن، وذلك لعدم عمل أى حصر لتلك الظاهرة حتى الآن والشاهد على الزيادة فى مصر هو تزايد الأعداد بدور الرعاية فى هذه الفترة. ورغم أنه تم عرض هذه الظاهرة المفزعة مرات عديدة فى وسائل الإعلام والتنبيه على خطورتها إلا أنه حتى الآن لم تتخذ الدولة أى دور إيجابى للحد من انتشار وتزايد أطفال الشوارع ومحاولة إنقاذ من هم فى الشوارع بالفعل من هؤلاء الأطفال.
فى البداية، وقبل أى حلول فلو وضعنا أيدينا على أسباب هذه الظاهرة المخيفة، سيكون فى حد ذاته حلا مبدئيًا. فلا شك أنها تؤثر تأثيرًا سلبيًا على المجتمع ككل وليس هناك طرف واحد مسئول مسئولية كاملة عن ذلك، بل يوجد عامل مشترك أكبر بين الحكومة ومؤسسات الدولة وبين المجتمع نفسه، وهو الذى يقدم لنا تلك الظاهرة ويبرزها.
فإذا بدأنا بالمجتمع وهو الأساس الذى يحوى الأسرة المصرية تلك الأسرة التى هى نواة أساسية لتكوين ذلك المجتمع، فالمشاكل الأسرية من عدم استقرار الأسرة بسبب زيادة نسبة الطلاق وسوء العلاقات الزوجية والخلافات العائلية بين الأزواج وزيادة على ذلك الجهل والفقر.
ثم تزايد أعداد الأسرة الواحدة دون النظر إلى مستوى دخل الفرد مع عدم الحصول على سكن مناسب، ليتكدس العدد كله فى مكان ضيق، وكل هذا يؤدى إلى شعور داخلى لدى الأطفال بأن الشارع هو أكثر أمانًا وملجأ واق، ليكون الفرار والهرب هما الوسيلة الوحيدة لحمايتهم من هذه المعاناة.
أما الدولة والمتمثلة فى الحكومة والمؤسسات وبعض أفراد المجتمع والذين لا يعترفون بهم. فهنا لابد أن تعترف الدولة أنها شريك أساسى فى انتشار هذه الظاهرة المرعبة، لكى تستطيع أن تتعامل مع هذا الوضع، فمشكلة الدولة هى أنها تفكر كيف تحمى الشوارع منهم بدلا من التفكير فى حمايتهم من الشوارع فهم ليسوا إلا ضحايا لا ذنب لهم فيما وصلوا إليه، فلو أحسنت الحكومة إداره البلاد وقامت بترشيد الاقتصاد وإيجاد حلولا جذرية وإنشاء كثير من دور الرعاية وتكوين حملات توعية لاستقطابهم من الشوارع بطريقة الترغيب لا الترهيب، فلا ريب أن لديهم طاقات خارقة ويحتاجون فقط لمن يستغلها بطريقة إيجابية، ليكونوا أداة عاملة منتجة بدلا من تركهم للشارع كى يفترسهم ليكونوا عرضة للاغتصاب والمرض، وهنا سيتحولون إلى أداة من أدوات هدم المجتمع، لا شك فقد يستغلهم أصحاب المصالح الفاسدة فى الشغب والبلطجة نتيجة ما نحن فيه من صراعات داخلية لا جدوى منها سوى أن هؤلاء الأطفال سيسلمون أنفسهم دون وعى لمن يستغلهم ويا ليتنا نساعدهم فى الحصول على ضالتهم المفقودة من خلال إصلاحهم.. والله الموفق.
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة