"ذكرى عاهراتى الحزينات".. حينما دافع ماركيز عن حرية الإنسان

الجمعة، 18 أبريل 2014 07:00 م
"ذكرى عاهراتى الحزينات".. حينما دافع ماركيز عن حرية الإنسان غلاف الرواية
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاء ماركيز فى رواية "ذكرى عاهراتى الحزينات"، فارضاً على العالم كله الموافقة على تقبل عاهراته وصديقاته الحزينات، بغض النظر عن العادات الاجتماعية التى تتجاهل وجود هذه الفئة من النساء العاملات، مثلهن مثل بقية زميلاتهن اللواتى يعملن فى وظائف أخرى.


إن الرواية تحكى قصة رجل عجوز يحتفل فى عيد ميلاده التسعين، ويقع فى حب صبية عمرها 14 عاماً، تعيده إلى عواصف سن المراهقة، إلا أنها رواية شاملة ومركزة، وعلى مدى صفحات الرواية القليلة المقسمة إلى خمسة فصول، يروى فيها عبر ضمير الأنا المتكلم، حياة رجل بلا اسم، لا شىء يدل فى حديثه وحماسته وطريقته فى النظر إلى محيطه والعالم على أنه عجوز فى التسعين.

يتحدث ماركيز فى هذه الرواية عن الموسيقى والكتب، وعن الشيخوخة والشهرة بحماسة شبابية، وسيخيب ظن من يعتقد للوهلة الأولى بأن الرواية تمجد هذا الحب، بصفته ميلاً جسدياً لا أكثر ولا أقل، وتمنحه صفة الشرعية، من هذه الناحية فقط، لتبرير علاقة جنسية من هذا النمط، كما هو شائع فى مجتمعاتنا أيضاً.

وتذهب الرواية إلى ما هو أبعد من ذلك، تذهب إلى العمق، حتى أنها تتحول قصيدة هجاء ضد المجتمع الذكورى، بكل ما تحويه من سخرية لاذعة وكوميديا سوداء، ابتداء من البورتريه الذى يرسمه ماركيز لشخصية الراوى وحتى وصفه شخصية القوادة والصبية، اللتين تحتلان، مع النساء الأخريات، ومع أكثر من خمسمائة عاهرة يتذكرهن الراوى. وأن الرواية تعبر عن قيمة الحلم الذى لم تنجح الشيخوخة بإتلافه عنده، ويكتشف جمال أو قيمة النساء اللواتى عرفهن فى حياته، بل يكتشف للمرة الأولى عندما يقع فى الحب، القيمة الإنسانية للنساء، ليس بصفتهن وعاء لتفريغ رغباته فقط، فهو حتى وقوعه فى حب هذه الصغيرة، لم يحب امرأة من قبل، إنما اعتاد أن يحصل على الحب من طريق العاهرات، لم يحبهن، إنما كان يقضى وقتاً معهن فى مقابل مبلغ من المال، ولكن هذه الصغيرة أيضاً، تجعله يتذكر كل تلك العاهرات اللواتى ضاجعهن فى الليالى البعيدة.

لا تستيقظ العاهرات وحدهن فى ذاكرته، إنما يبدأ أيضاً فى تذكر النساء اللواتى عرفهن تدريجياً، وكأنه يستعيد عن طريق هذه الصبية الصغيرة بصيرته الإنسانية، الجمالية، بعد أن أصابته الذكورة بالعمى قبل ذلك ولعقود طويلة، مثلما تصيب عادة مجتمع الرجال فى البلدان الذكورية، وتدريجاً نتعرف فى الرواية إلى النساء اللواتى أثَّرن فى حياته مثل أمه، فلوريندا، امرأة جميلة تتمتع بحبها للموسيقى والموهبة التى أورثتها إياها، داميانا الخادمة التى رفضت أخذ الأجرة منه فى مقابل فضائلها، كسيمينا المرأة التى كان على شفا الزواج منها، والتى خذلها وهجرها ساعات قليلة قبل العرس، كاسيلدا، العاهرة العجوز التى تحملته بصفته زبوناً مخلصاً ومواظباً وغيرهم الكثير.

والرواية لم تقل أن كل العاهرات حزينات، وليست هى رواية حزينة فى النهاية، على رغم ما بها من الذكريات، وهو يحصى سنوات عمره، وإنما هى رواية تمجد الحياة.



ننشر آخر رسائل ماركيز لزوجته ومحبيه: نخسر 60 ثانية من النور فى كل لحظة نغلق فيها أعيننا.. ولو شاء ربى أن يهبنى حياة أخرى سأرتدى ملابس بسيطة وأستلقى عارى الروح.. والموت يأتى بفعل النسيان وليس بالشيخوخة

سلوى بكر: ماركيز علامة فارقة فى تاريخ الرواية العالمية

شاكيرا تنشر آخر صورها مع ماركيز..وتنعيه:صعب أن نقول لك وداعاً

بالصور.. أرملة غبريال جارسيا ماركيز مصرية من أصل لبنانى

وفاة الأديب العالمى جابريل ماركيز مؤلف "مائة عام من العزلة"
رحيل محفوظ أمريكا اللاتينية بعد "60عاماً من الإبداع".. جابريل ماركيز الرجل الذى تضامن مع الفلسطينيين وأدان الصهيونية.. ونُفى إلى باريس بسبب ميوله اليسارية.. وآخر رسائله: لو منحت حياة أخرى سأحلم كثيرا





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة