وقال الدكتور على جمعة، إن هذا المجلس المبارك "تحفه الملائكة"، لأنه مجلس يهتم بقوله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى"، وتحفه الملائكة لأنه ينطلق من العلم ويسعى لعمارة الأرض ونفع الناس، وعمارة الأرض أمرنا بها الله.
وأكد "جمعة" أن التعاون بين المجتمع المدنى والحكومة والمجتمع الأعمال والمراكز البحثية والجامعات يعود على الناس بالنفع ويعود على الأرض بالعمران، مضيفا أن ذلك أحسن ما نقدمه لأهلنا وبلدنا، وأن ذلك حجة على الذين يفجرون ويدمرون فى الأرض، مضيفا: اتخذنا التفكير سبيلا ولم نتخذ التكفير سبيلا، واتخذنا التعمير غاية ولم نتخذ التدمير وسيلة".
وأضاف أن المشروع خطوة فى طريق طويل، وأنه من الممكن أن نخطو خطوات أخرى ليس فى تعميم النموذج فقط ولكن بتحويل ناتج التحلية للاستفادة فى الصناعة، موضحا أن مهمة مصر الخير تنمية الإنسان وتعليم الناس كيف يسيرون، وأن نتعاون على البر والتقوى وهذا ليس منة على الناس وعلى البلد، مضيفا أن الطريق الطويل ليس مليئا بالوعود ولكن ملىء بالأشواك ولكن سوف نسير فيه ونصل إلى مبتغانا.
وأوضح أن اهتمام مؤسسة مصر الخير بهذا المشروع جاء فى إطار الاهتمام بدور البحث العلمى فى حل مشكلات المجتمع ودفع عجلة التنمية، وتوفير مياه شرب نظيفة فى المناطق الصحراوية النائية التى تعانى وبشدة من مشكلة نقص المياه مما قد يساهم فى توطين البدو وعمل تنمية مستدامة وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة.
وقال الدكتور أيمن فريد أبو حديد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، إن المحافظة تمتد على ساحل على مساحة 500 كيلو متر وتحتاج إلى تنمية مستدامة، كما أنها تحتوى 218 واديا يفقد كميات هائلة من مياه الأمطار لعدم تجميعها والاستفادة، موضحا أن هناك 65 واديا جارى تطويرها، مؤكدا أن تطوير كل الوديان سيودى إلى طفرة فى الزراعة فى مصر.
وأضاف أن هناك كميات كبيرة من المياه تسقط على المحافظة، وهى الأولى فى إنتاج التين التى تعتمد على المطر والندى والقليل من المياه الجوفية، نحتل بها المركز الثانى فى إنتاج التين على مستوى العالم، موضحا أنه بالاهتمام بالزراعة والثروة الحيوانية سيكون للمحافظة شأن كبير فى المستقبل.
وأضاف وزير الزراعة أن تجربة مؤسسة مصر الخير رائدة فى كافة المجالات، حيث تعمل فى المحافظات المختلفة، وفى كل محافظة أزورها أرى بصمة من المؤسسة، وأتمنى أن أرى تسارعا فى بصمات المؤسسة ومؤسسات المجتمع المدنى فى كل المحافظات، مشيرا إلى أنها تعاونت مع الوزارة ومع المحافظة ومع الهيئة العربية للتصنيع لإنجاح هذا المشروع.
وأكد أن هذا المشروع يعد باكورة لإنتاج الفكرة وستكون مكلفة ولكن بمجرد نجاحها وتعميمها ستقل التكلفة وستزيد الطاقة المنتجة، موضحا أن التوسع فى هذا المشروع سيحل مشكلة نقص المياه الشرب فى التجمعات البدوية، مؤكدا أن الوزارة لديها الكثير لحل مشاكل الزراعة والبدو، وزيادة المحاصيل الزراعية.
وأكد أبو حديد أن الوزارة سوف تبحث كل مطالب أهالى مرسى مطروح وستعمل على الاستجابة لها فى أسرع وقت، مشددا على ضرورة التوسع فى استخدام التكنولوجيا الحديثة فى الزراعة وعلى رأسها الرى بالتنقيط.
وقال الدكتور محمد عيسى رئيس مركز بحوث الصحراء، إن المشروع هو باكورة التعاون مع مركز بحوث الصحراء ومؤسسة الخير، مضيفا أن محطة تحلية مياه متنقلة تعمل بالطاقة الشمسية من ابتكار مجموعة من الباحثين المصريين، وبتمويل من مؤسسة مصر الخير لحل مشكلة نقص مياه الشرب بالمحافظة.
وأضاف أن افتتاح المشروع جاء فى إطار الاهتمام بمحافظة مرسى مطروح وبتوجيهات من وزير الزراعة تم افتتاح أول محطة تحلية مياه متنقلة تعمل بالطاقة الشمسية فى تلك المحافظة .
وقال الدكتور علاء إدريس الرئيس التنفيذى لقطاع المعرفة بمؤسسة مصر الخير، إن حفل اليوم له أكثر من معنى، حيث إنها من المرات القليلة التى نحتفل فيها بعمل بحثى جاد يصل إلى فائدة مجتمعية، موضحا أننا دائما نعانى من وجود فجوة بين العمل البحثى والفائدة للمواطن منه، واليوم نصل ونحتفل ببحث علمى يصل إلى نفع مجتمعى أو اقتصادى، ولهذا هو يوم فرح.
وأضاف "إدريس": نحن لا نبحث من أجل البحث فى حد ذاته، وإنما من أجل إفادة المجتمع فى كافة المجالات، واليوم نحن فى مرحلة تقنية متكاملة لتشغيل محطة تحلية مياه متنقلة بالطاقة الشمسية، موضحا أنه بمجرد نقل الجهاز إلى مكان آخر يعمل الجهاز بمفرده، وعلى درجات ملوحة مياه مختلفة، مؤكدا أننا أمام مشوار آخر لتعظيم المكون المحلى فى الجهاز، وما نحن أمامه اليوم شىء رائع.
وأكد أن هناك اتفاقية مع محافظة مرسى مطروح لزيادة عدد الوحدات إلى 10 وحدات بالمحافظة لخدمة التجمعات السكانية التى ليس بها خطوط مياه شرب.
وقال الدكتور حسام شوقى رئيس الفريق البحثى، إن الهدف من المشروع هو التنمية المستدامة، وحتى نصل التنمية فلابد من توفير مياه، والهدف الثانى من المشروع هو ربط البحث العلمى بالصناعة، مضيفا أن المحطة تعطى من 5 إلى 12 متر مياه فى اليوم، ومن خلالها يتم تعظيم الاستفادة من الطاقة البديلة، مشيرا إلى أن المشروع يتميز بوجود تتبع شمسى.
وأضاف "شوقى" أن محافظة مرسى مطروح من أكثر المحافظات حاجة إلى المياه، لبعدها عن نهر النيل، موضحا أن أهمية محطة تحلية المياه المتنقلة، تنطلق من أزمة قلة الموارد المائية فى المناطق النائية، والتى تعد أحد أهم المشاكل التى تواجه سكان هذه المناطق والتى تؤدى فى بعض الأحيان إلى نزوح أهالى هذه المدن منها، لعدم إمكانية العيش بها.
وعرض أهالى محافظة مطروح خلال حفل الافتتاح مشاكل الإقليم وعلى رأسها نقص المياه وحل مشكلة الاستزراع السمكى وتملك الأراضى الزراعية ونقص الأسمدة والتوسع فى تلقيح الثروة الحيوانية صناعيا لزيادة الإنتاج، مطالبين بتوفير قروض حسنة بقيمة 40 مليون جنيه لعمل مشروعات صغيرة فى مجال الثروة الحيوانية والزراعة، ووعد المحافظ بالاستجابة ببحث مطالبهم، موضحا أن هناك لجنة من الوزارة سوف تقوم بزيارة المحافظة عقب انتهاء أعياد شم النسيم لبحث الاستجابة لهم وحل مشاكلهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة