تنظم وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية ورشة عمل بعنوان (مستقبل السلم الأهلى فى مصر)، وذلك يومى 23 و24 أبريل الجارى فى بيت السنارى الأثرى بحى السيدة زينب بالقاهرة التابع لمكتبة الإسكندرية.
وتأتى الورشة لمناقشة مستقبل حالة السلم الأهلى فى مصر باعتباره أكبر الخاسرين حتى الآن من التصارع السياسى، وذلك من خلال طرح عدة محاور، حيث تتناول الورشة فى يومها الأول محور "تاريخ التوترات الأهلية فى مصر: لاختبار مقولات التجانس الوطنى بنظرة أكثر نقدية لتاريخ المجتمع المصرى"، ويتحدث فيه الدكتور شريف يونس، كما يناقش محمود كمال نجم "الاقتصاد السياسى للسلم الأهلى: كيف تدفع الحالة الاقتصادية وحالة التنمية إلى استيعاب صراعات المجتمع أو تفجيريها".
وفى اليوم الثانى، يتحدث عبد الرحمن يوسف، عن الإعلام ودوره الغائب فى دعم حالة السلم الأهلى، بينما تناقش رابحة سيف علام "مفهوم السلم الأهلى ونماذجه التاريخية: للتعريف بهذا المفهوم كوحدة تحليل لمستقبل تعايش المجتمع المصرى مع تناقضاته".
وقد انتشرت قبل الثورة مقولات تبين أن مصر تتمتع بمجتمع هو الأكثر تجانسا فى محيطها العربى، فهو مجتمع بلا طوائف ولا صراعات عرقية أو إثنية، ورغم وجود أقليات دينية ذات تاريخ ممتد وحضور فى المجتمع، ومن ثم هى حالة مثلى للتعايش والسلم الأهلى، وحالة نموذجية للمجتمعات التى تقوم عليها الدول القومية الحديثة، وكانت مثل هذه المقولات بمثابة بديهيات فى التعامل مع أى من شؤون المجتمع والسياسة فى مصر، وفيما قبل الثورة كان يتغاضى أصحابها من المدرسة الوطنية القومية عن وجود أقليات جغرافية وسكانية ومذهبية ودينية تخرج عن حالة التعايش الإسلامي- السنى/ القبطى، وعن الاحتقانات المجتمعية المتفشية فى جسد المجتمع المثقل بالاستبداد المقرون بإنعدام كفاءة الدولة وعنفها.
ولقد دخلت مصر للمرة الأولى منذ عهود فى حالة من الاحتراب الأهلى فى ظل نقل نظم ما بعد الثورة صراعاتها السياسية إلى المجتمع، بدل من أن تلعب دورها الطبيعى فى احتواء صراعات المجتمع وترشيدها، حيث تصاعد الصراع المجتمعى لينال من العلاقات الطبيعية بين أفراد المجتمع عندما أصبح الصراع السياسى سببا لإفساد العلاقات الأسرية، وحالة التعايش على مستوى الأفراد.