نرصد ردود أفعال الباعة الجائلين بوسط البلد بعد قرار نقلهم لـ"وابور الثلج"..بائع:نطالب باستخراج التراخيص أولا..وآخر: الحكومات السابقة وعدتنا بالحل وأخلفت و لا نريد أن نورث لأبنائنا مهنة تعرضنا للإهانة

انتشرت ظاهرة الباعة الجائلين فى البلاد مؤخرا فى ظل تفاقم أزمة البطالة حتى أصبحنا نراهم فى كل ميادين مصر وفى الشارع ووسائل المواصلات، حتى على أبواب الشقق، ولا يمكن لأحد أن ينكر حقهم فى البحث عن وسيلة رزق بطريقة مشروعة، خاصة أن عددا كبيرا منهم يحمل مؤهلات عليا ومتوسطة واصطدموا بمعاناة البطالة، حتى وصلوا إلى أعداد كبيرة يصعب حصرها.

وعلى الرغم من ذلك تحاصرهم مطاردات رجال شرطة المرافق والبلدية وفشلت الحكومات المتعاقبة على مدى السنوات الماضية فى التعامل مع مشكلتهم، ويأتى قرار محافظة القاهرة بتخصيص أرضاً فضاء تابعة لحى الأزبكية لنقل الباعة الجائلين فى منطقة وسط البلد إليها، ليكون بمثابة إشراقة الأمل، حيث تم اختيار أرض "إسكندرية للتبريد"، التى تقع بشارع الجلاء والمعروفة باسم "وابور الثلج"، لبناء سوق حضارية لهم عوضا عن أماكنهم بشوارع (٢٦ يوليو، والجلاء، والإسعاف وطلعت حرب، وعابدين، والأزبكية وبولاق أبو العلا)، والسوق المزمع إقامته يتسع لنحو ٩٠٠ إلى ١٠٠٠ بائع جائل، حيث يبحث المسئولون الحصر الأخير للباعة الجائلين، وإعطاءهم أرقاماً لعمل باكيات مساحتها من متر ونصف المتر إلى مترين كل حسب ما يحتاجه وفقا للمنتج الذى يبيعونه، وصرحت المحافظة بأن تكلفة الأرض تبلغ نحو نصف مليار جنيه، وسيدفع الباعة قيمة إيجارية حق انتفاع نحو ١٠٠ جنيه.

وبعد إعلان المحافظة لهذا القرار تجول "اليوم السابع" فى محيط منطقة وسط القاهرة، حيث أعرب الباعة الجائلون عن ارتياحهم لعزم محافظة القاهرة نقلهم إلى هذه الأرض، لحل أزمة الإشغالات بشوارع العاصمة.

وقال محمد محسن ويعمل "بائع متجول": "قضيت نحو 15 سنة فى الشارع أحلم بأن يكون لى سوق، حتى يكون طوق نجاة من المشاكل التى نواجهها فى البيع بالشوارع والميادين، وأنا سعيد بتوفير قطعة أرض بمنطقة وسط البلد بدلاً من افتراش الشوارع والطرقات، لكنه لابد من توفير جميع الخدمات والمرافق".

وأشار إلى أن المكان الجديد قريب من ميدان الإسعاف الذى يعمل فيه منذ سنوات طويلة لكنه غير مؤهل حتى الآن، ليكون سوقاً تجارياً لذلك طالب المسئولين ببناء المحال التجارية والأكشاك والأماكن المخصصة للبائعين و"عمل التراخيص لنا حتى لا نفاجئ بطردنا بعد فترة" .

أما عادل جرجس الذى يفترش شارع رمسيس بمنطقة الإسعاف وأحد أقدم الباعة الجائلين بوسط البلد فقال: "الحكومات السابقة وعدتنا وأخلفت.. ولم نكن نريد أن نقوم بإشغال منطقة وسط البلد وتعطيلها، إلا أننا كنا مضطرين لذلك لعدم وجود بديل مناسب، ونظرة التعالى التى كانت ترى الحكومة البائعين الجائلين بها".

فيما قال أحمد عبد الهادى: نحن لا نحب أن نورث أبناءنا هذه المهنة، أو أن نحتل الشارع ولكن ظروفنا هى التى قادتنا لهذا، وعندما وجدنا حلاً مناسباً وليس وهمياً وحقيقيا رحبنا به وليس لدينا أى اعتراض فى الانتقال لأى مكان، بشرط أن يكون فى شكل قانونى".

وقالت سيدة محسن وتعمل بائعة متجولة بمحيط شارع 26 يوليو: "نريد وضعاً مستقراً وليس مهدداً فنحن كثيرون وهذه هى الوسيلة الوحيدة التى نقوم من خلالها بالإنفاق على ذوينا ولدينا بيوت مفتوحة وأبناء يعيشون من وراء أكل عيشنا بالشارع، ونتمنى أن يكون السوق الجديد بأرض "وابور الثلج" الحل الذى ننتظره من فترة طويلة.