يتعامل الفنان عبدالعزيز مخيون مع فنه، ليس من أجل الخبز ولكن من أجل الإبقاء على شرعية الإبداع، لهذا يمتلئ تاريخه الفنى بالعديد من الأعمال المهمة والمميزة، ومنها دوره فى فيلم «الجوع» مع سعاد حسنى ومحمود عبدالعزيز ويسرا، و«إسكندرية ليه» و«الهروب» وغيرها من الأعمال آخرها مسلسل بدون ذكر أسماء فى رمضان الماضى والفيلم المستقل «تفاحة آدم».
ويؤمن مخيون بأن الفن هو المحرك للشعوب والمعبر عن أحلامها، لذا التقت به «اليوم السابع» ليتحدث عن أسباب مشاركته فى السينما المستقلة من خلال تجربة فيلم «تفاحة آدم»، ورأيه فى الوضع السياسى الحالى ولماذا انسحب من اجتماع الرئيس المعزول مرسى بالفنانين.
فى البداية حدثنا عن تجربتك الجديدة فى السينما المستقلة؟
- السينما المستقلة هى الوجه المشرق للسينما فى الوقت الراهن، وهى أفلام قليلة التكلفة ومضمونها راق وجاد، وأنا سعيد جداً بمشاركتى بفيلم «تفاحة آدم» مع عمرو يوسف، وصبا مبارك والنجم الكبير صلاح عبدالله.
البعض يتهم الفن المستقل بأنه يخاطب فئة معينة؟
- غير صحيح، فجميع الأفلام المستقلة تخاطب الجمهور، وهى أعمال من واقع حياتنا اليومية، وتتناول الكثير من مشكلاتنا.
ما سبب ابتعادك عن السينما بعد فيلم «دكان شحاتة»؟
- مبتسما: لا توجد أعمال سينمائية جيدة، باستثناء السينما المستقلة، والسينما الحالية أصبحت تتناول البلطجة وتجارة الحشيش والأغنيات الشعبية والمهرجانات والرقص بدون محتوى أو مضمون فكرى، ولا تناقش قضايا جادة، وهذه الأعمال لا تمثل السينما المصرية، ويطلق عليها اسم «سينما الشباك»، والذى يمثل السينما المصرية حاليًا هى السينما المستقلة فقط، وبعض التجارب الشابة الصغيرة، وهى أفلام قصيرة تدعم من مكتبة الإسكندرية، واستشهد بتجربته مع فيلم «نصبة» وسوف يتم عرضه فى مهرجانات محلية ودولية.
ما المطلوب من وجهة نظرك لإنقاذ صناعة السينما فى مصر؟
- المطلوب لإنقاذ صناعة السينما ألا يُقتصر فقط على إنقاذ الصناعة ولكن المطلوب هو إنقاذ الثقافة فى مصر بشكل عام، لأننا فى أمس الحاجة لمشروع ثقافى ينهض بالشباب فى كل ربوع مصر، ولا يقتصر على القاهرة فقط، لكى نخلق جيلا جديدا من مؤلفين ومخرجين ومبدعين فى كل المجالات.
لماذا اختفى مشروع الفيلم السينمائى «أخناتون» مع المخرج على بدرخان؟
- توقف هذا المشروع منذ مدة طويلة، واشتغلنا على الفيلم كثيراً، ولكن توقف بسبب وجود مشاكل إنتاجية.
كيف ترى انتخابات الرئاسة المقبلة؟
- من وجهة نظرى أنه من الأفضل انتخاب مجلس رئاسى يضم كل أطياف المجتمع، ومكون من 5 أشخاص، لأن بلدا بحجم وأهمية مصر لديه مشاكل كثيرة لا يستطيع فرد واحد حلها، وتتطلب القيادة الجماعية فى ظل هذه الظروف الراهنة، على أن يمثل هؤلاء الخمسة: القضاء، وأرشح له المستشار عدلى منصور، والقوات المسلحة بقيادة المشير عبدالفتاح السيسى، والتيار الليبرالى، وهناك أسماء متعدده تمثلهم، والإسلام السياسى وأرشح له عبدالمنعم أبوالفتوح، وممثل عن العمال والفلاحين.
البعض يسيطر عليه التشاؤم ويرى أن ثورة الخامس والعشرين من يناير لم تحقق أهدافها.. فما تعليقك؟
- فى الحقيقة ثورة الخامس والعشرين من يناير لم تحقق أهدافها حتى الآن، ولكنها لم تفشل لأنها مازالت مستمرة، وسوف تكون هناك ثورة جديدة تحقق كل أهداف ومطالب الجماهير التى خرجت من أجلها، ولا يمكن أن تقوم ثورة وتحقق أهدافها ويتم تغيير المجتمع من دون السيطرة على جميع مفاصل الدولة، ولابد أن يكون هناك تنظيمات ثورية قوية لها وجود وقواعد تسير عليها كما حدث فى ثورات كثيرة فى العالم، والمجتمع المصرى قادر على إفراز الكوادر الثورية وهى تتمثل فى تنظيمات وأحزاب ثورية لها قواعد وجماهير عريضة تؤمن بها، والقوى الثورية الحالية عبارة عن هواة وليسوا محترفين.
لماذا تصف القوى الثورية بالهواة؟
- مع الأسف هم هواة، وليسوا محترفين، ولكنهم فى النهاية مخلصون ومثاليون وهذا لا يعيبهم فى شىء، ولابد أن يكون لدينا كوادر سياسية محترفة، وفى ظل هذه الظروف علينا أن نسعى لتفعيل دور المجتمع المدنى، وعلى المصريين أن يكون لديهم رغبة المشاركة فى العمل العام.
لكن لماذا وقع الشعب المصرى فريسة للإخوان فى انتخابات الرئاسة 2012 واستطاعوا الوصول إلى سدة الحكم؟
- فى الحقيقة الشعب كان غارقا فى الفقر وغيبة الوعى، وساعد فى ذلك الإعلام «المنافق»، لأنه سعى إلى طمس الحقيقة، لذلك استطاع الإخوان خداع الناس بشعاراتهم المزيفة وكانت «الإسلام هو الحل» وتوزيع «السكر والزيت والسمنة»، كما أن الجهل هو السبب فى وقوع الناس فى براثن الإخوان.
سبق أن دعمت جماعة الإخوان المسلمين أثناء ترشحهم فى الانتخابات النيابية 2005.. هل تشعر بالندم على ذلك؟
- فى الواقع كنت حسن الظن فى «جماعة الإخوان» مثل جميع القوى الثورية فى ذلك الوقت، وكنت أرى فيهم فصيلا سياسيا إصلاحيا، وكنت أثناء حكم «مبارك» أدعو لتكوين جبهة وطنية لإزاحة نظام «مبارك»، وكان هذا متمثلا فى حركة «كفاية» ودائما كان الإخوان يشعرون بالمظلومية وكانوا يستخدمون هذا الوتر الإنسانى الحساس فى جميع لقاءاتهم مع الجمهور، وأنا ضد القهر والقمع وكنت متعاطفا معهم من هذا الناحية فقط.
كيف كنت ترى «مرسى»؟
- كنت على معرفة بـ«مرسى» قبل أن يكون رئيس جمهورية، ودائما كان يدعونى إلى الانضمام إلى عضوية «حزب الحرية والعدالة» ولكنى دائما كنت أرفض وكنت أقول له أنا إنسان حر ومستقل. وكنت أحد المدعوين إلى اجتماع «مرسى» بالفنانين فى رئاسة الجمهورية، وشعرت أنه يرغب فى الحديث من أجل التصوير فقط، وكان فى مخيلتى أن اللقاء سيكون جديا وأخذت الموضوع بجدية، وحضرت لمناقشة موضوعات مثل تفعيل الفن كقوى ناعمة، وإنقاذ الدلتا ودور جهاز التنسيق الحضارى، واستشعرت أثناء الحديث أن «مرسى» لا يستمع جيدا لمطالب الفنانين ولكن كان دائما يريد أن يتحدث فقط لمجرد الحديث، وقررت الانسحاب من اللقاء وكان موقفا صعبا وقتها ولم يحدث من قبل أحد من الفنانين، لكننى اتخذت القرار وتركت الجلسة وغادرت قصر الرئاسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة