جاء حادث قُتل فيه 9 أشخاص وإصابة 6 آخرين، الثلاثاء، فى الهجوم الذى شنه مسلحون مجهولون على حافلة ركاب بإقليم "بنى شنقول جمز" غربى إثيوبيا، قرب أرض مشروع سد النهضة، ليطرح متغيرًا جديدًا على الشأن السياسى الإثيوبى, الذى قد يؤثر هو الآخر بشكل بارز على قضية سد النهضة لصالح مصر.
وقال التليفزيون الإثيوبى، نقلا عن مكتب الاتصال الحكومى: "إن مسلحين مجهولين هاجموا حافلة ركاب فى منطقة «شركولي» تبعد 100 كلم عن سد النهضة".
الأمر قد يراه البعض غريبًا، أو يدخل فى إطار "الأمنيات" البعيدة المنال فى حادث عارض فوق الأراضى الإثيوبية, لكن الذى لا يعرفه الكثيرون أن تاريخ الصراع بين أبناء إقليم بنى شنقول والنظام الإثيوبى الحالى، الذى يقوم الآن على تحالف من أقليتين هما الأمهرا والتجراى طويل وممتد, وتختلف رؤية الطرفين لإدارة شئون البلاد, والتعامل مع القوى الإقليمية والعالمية, ومن بينها مصر وأزمة سد النهضة بشكل جذرى.
فى تفسير ذلك يقول د. هانى رسلان، الخبير بشئون المياه وأفريقيا، إن الهجوم المسلح الذى وقع فى إقليم بنى شنقول، سوف يؤدى بلا شك إلى إحداث تغير نوعى كبير فى طبيعة واتجاهات الأزمة المتعلقة بسد النهضة، وأن ما لا يعرفه الكثيرون أن أبناء إقليم بنى شنقول يعتبرون إقليمهم محتلا من قبل إثيوبيا التى يحكمها الآن تحالف من أقليتين هما "الأمهرا" و"التجراى" , ومن المعروف تاريخيًا أن هذا الإقليم كان قد تم فتحه بواسطة الإدارة المصرية فى عهد محمد على باشا وأبنائه، وكان جزءًا لا يتجزأ مما كان يعرف بالسودان المصرى فى القرن التاسع عشر.
ويمتاز هذا الإقليم بأنه غنى بالذهب والثروات المعدنية، ودخل محمد على باشا إلى السودان بحثًا عن الذهب فى هذا الإقليم، غير إن إثيوبيا استولت على أراضى الإقليم بطريقة متدرجة عبر اتفاق مع بريطانيا إثر عودة الحكم الثنائى إلى السودان بدءًا من عام 1899.
ومن الطريف، أن هناك منزلا يقع على أحد تلال بنى شنقول، وما زال قائمًا حتى الآن، كان يقطنه شاعر النيل حافظ إبراهيم حين كان يعمل ضابطًا فى الحملة المصرية فى تلك الأنحاء .
وأضاف الخبير بشئون المياه وأفريقيا، سبق لحركة تحرير بنى شنقول، أن أعلنت فى عدة بيانات صادرة عنها أنها تعارض بناء سد النهضة فى موقعه ومواصفاته الحالية، لأنه سيلحق ضررًا كبيرًا بسكان الإقليم، بل سوف يدمر ثرواته ومقدراته تمامًا، دون أن يكون لهم أدنى استفادة من المشروع، كما أنه من وجهة نظرهم سوف يثبت قواعد الاحتلال الإثيوبى لأرض وثروات الإقليم، ويوظفها لصالح الأهداف الإمبراطورية للأمهرا والتجراى على حساب أبناء الشعوب والأقاليم الأخرى التى تم ضمها إلى إثيوبيا فى عهد منليك الثانى .
وهنا تكمن الأزمة الكبيرة التى بات يواجهها النظام الإثيوبى الحالى, خاصة أن إثيوبيا كانت قد أعلنت فى (أغسطس 2012) عن توقيع اتفاق مع بعض عناصر حركة تحرير بنى شنقول، يقضى بإيقاف أعمال الحركة فى مقابل الحصول على بعض المزايا، إلا أن قيادة الحركة أعلنت فى بيانات متوالية رفضها لهذا الاتفاق، ووصفت العناصر الموقعة بأنها تحون قضية شعبها من أجل تحقيق مكاسب شخصية لبعض الأفراد .
ويصف رسلان, أن ما يجرى حاليًا هو ظهور ما يمكن وصفه بالطرف الرابع فى أزمة سد النهضة، حيث تقع منطقة "شركولى" قرب موقع سد النهضة الإثيوبى، الذى يبعد عن مدينة أسوسا 235 كيلو مترًا.
واستطرد رسلان: "علينا ألا نستهين بالحادث، الذى إن تكرر سوف يؤدى إلى تداعيات ننتظر حدوثها فى أزمة سد النهضة، وهذا ما سوف تثبته الأيام المقبلة" .
بعد مقتل 9 قرب مشروع سد النهضة فى "بنى شنقول" بإثيوبيا.. خبير بشئون أفريقيا: الإقليم يعارض إنشاء السد ويعتبر نفسه محتلا من "أديس أبابا".. والحادث يفرض تغيرا نوعيا فى طبيعة وأطراف الأزمة لصالح مصر
الخميس، 17 أبريل 2014 07:16 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
sel9
أخونا الأثيوبى