بعث الأنبا إبراهيم إسحاق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، "رسالة المحبة والتقدير، إلى الرئيس عدلى منصور وإلى قواتنا المسلحة ورجال الشرطة وإلى كل شرفاء هذا الوطن الذين ضحوا بحياتهم لأجل مصر، فدماؤهم هى بذور الرجاء والثقة وجسر العبور إلى مستقبل أفضل لوطننا الغالى مصر."
وأضاف البطريرك، فى كلمته التى حصل عليه اليوم السابع والتى سوف يلقيها مساء السبت فى قداس عيد القيامة المجيد، "من البطريرك إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك، إلى إخوتنا المطارنة والأساقفة، وإلى أبنائنا الأعزاء القمامصة والقساوسة، الرهبان والراهبات والشمامسة، وإلى جميع أبناء الكنيسة القبطية الكاثوليكية فى مصر وبلاد المهجر".
وتابع إسحق، "نحتفل اليوم بعيد قيامة السيد المسيح من بين الأموات، التى هى مركز الإيمان المسيحى وقلب الإنجيل وخلاصته، قام المسيح لننال نحن ثمار إخلاصه وفدائه أى غفران خطايانا والحياة الجديدة فى الروح القدس، ومحبة المسيح القائم تعطى معنى للحياة، وهناك كلمات مضيئة لا يخلو منها أى قاموس بشرى: مثل السعادة الحرية العدل الجمال الخلود وغيرها، إلا أنها جميعها تبدو بالنسبة إلى “المحبة”، كما تبدو الكواكب بالنسبة إلى الشمس".
وأضاف، " فالمحبة هى الشمس التى بدونها كان العالم ظلامًا فى ظلام. وحده الرب يسوع لم تكن شمس محبته تغيب، والمحبة عند يسوع ليست فعلاً شكليًا يقتصر على الكلام اللطيف والمجاملة تجاه الإنسان، بل هى محبة واعية باذلة منزهة عن الأغراض والمصلحة الشخصية، وهذه المحبة ركن أساس فى حياة يسوع وتعاليمه. فها هو يقول لتلاميذه : “وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا”. (يو13/34).
وأردف البطريرك، أن الله قريب من الإنسان منذ أن خلقه، وقد التزم محبة الإنسان منذ أن أوجده، وقد أظهر يسوع بنوع فائق رحمة الله ومحبته، فكان يجول يصنع خيرًا ولاسيما للفقراء والضعفاء والمنبوذين. وكان يجلس مع الخطاة والعشارين ويتناول الطعام معهم، ولم يكن هذا تعبيرًا عن سعة أفكاره الاجتماعية، وعن تفهمه البشرى لضحايا المجتمع بقدر ما هو تعبير عن بدء تحقيق ملكوت الله، الذى هو ملكوت المحبة والمسامحة والخلاص، وحتى خطيئة الإنسان لا توقف محبة الله ورجاءه فيه.لأنه يعرف أن الموقف السلبى عند الإنسان سوف يتحول إلى موقف إيجابي، وأن الظلمة التى فيه ستتحول إلى نور، حكم الجميع على المرأة الخاطئة وزكا العشار والمرأة السامرية، بأنه لا رجاء فيهم، ولكن يسوع أحب كل شخص منهم كما هو، لا كما يتصوره الآخرون.
واستطرد البطريرك، نحن نحب فقط ما هو ظاهر فى الإنسان، قدرات ومواهب وجمال وما قد يوفره لنا من رضى، لذا فإن محبتنا مشروطة وتنتهى سريعًا. أما محبة الله المجانية غير المشروطة للإنسان، فتمنحه الثقة وتساعده كى يُولد من جديد، لأن المحبة الحقيقية هى التى تساعدنا أن نتصالح مع أنفسنا، فنخرج من الظلمة إلى النور، وننتقل من الموت إلى الحياة، وأتاح لنا يسوع أن نكتشف المحبة الحقة التى لا تقوم إلا على العطاء، ويسوع لم يعط فقط أشياء، إنما أعطى ذاته طيلة حياته لخدمة البشر. ولكن بقى أن يُزال الحاجز الذى أقامته الخطيئة فى صميم الإنسان بينه وبين خالقه. هذا الحاجز هو انغلاق الإنسان على ذاته دون الله، هو عبادة الأنا التى حكمت على الإنسان بعزلة مميتة.
بطريرك الكاثوليك: نبعث للرئيس وقواتنا المسلحة برسالة المحبة والتقدير
الخميس، 17 أبريل 2014 01:26 م