يستعد اليوم الخميس نحو 23 مليون جزائرى للتصويت فى الانتخابات الرئاسية الخامسة فى ظل "التعددية" الحزبية فى تاريخ الجزائر، التى يتنافس فيها ستة مرشحين، وسط تشديدات أمنية غير مسبوقة، وفى ظل توقعات كبيرة بفوز بوتفليقة بولاية رابعة على حساب منافسه الأقرب على بن فليس.
ويتنافس فى الانتخابات ستة مرشحين هم: لويزة حنون، وعبد العزيز بلعيد، وعلى بن فليس، وموسى تواتى، وعبد العزيز بوتفليقة، وعلى فوزى رباعين، فيما تجرى الانتخابات فى ظل استنفار أمنى غير مسبوق فى تاريخ الجزائر، حيث رفعت قيادة الجيش الوطن الشعبى لأول مرة من حالة الطوارئ إلى درجة "1"، وأقحمت قيادة الجيش ووزارة الداخلية كل تشكيلاتها ووحداتها الأمنية لضمان السير الحسن وتأمين المواطن، ومن جهتها فإن المديرية العامة للأمن الوطنى سخرت 186.000 رجل شرطة يمثلون ضباطا وأفرادا من مصالح الأمن الولائى ووحدات الأمن الجمهورى وغرف القيادة والسيطرة لتأمين السير الحسن للانتخابات، حتى وصل عدد قوات الأمن المشاركة فى تأمين الانتخابات إلى 260 ألف شرطى ودركى.
ويتجه أغلب الناخبين إلى الاستقرار بانتخاب بوتفليقة رغم حالته الصحية، وحسبما رأى محللون جزائريون، فإن هناك قوى دولية تتربص الجمهورية الجزائرية الغنية بالنفط لضرب استقرار الجزائر وتصويرها على أساس الدولة الفاشلة أمنيا، وبالتالى فرض تدخل القوى الغربية تحت مبرر حماية مصالحها الاقتصادية وحماية رعاياها، كما أن ثمة تربص بالجزائر التى تخلصت من قبضة المؤسسات المالية الدولية بقيادة نادى باريس ونادى لندن، بعد دفعها لمديونيتها الخارجية نهائيا عام 2007 بفضل الرئيس بوتفليقة.
بينما يرى فريق آخر من الجزائريين هذه الانتخابات بوصفها فرصة للتغيير، ويرون فى على بن فليس "69 عامًا" مصلحًا من الفساد الذى انتشر فى عهد بوتفليقة حد رأيهم، على الرغم من عمل بن فليس ثلاث سنوات رئيس حكومة مع بوتفليقة، إلا أن بن فليس دأب خلال الفترة الأخيرة إلى اتهام الرئيس بالفساد وتزوير الانتخابات السابقة.
ومن جهتها، أوضحت وكالة الأنباء الفرنسية أن الرئيس الحالى بوتفليقة لا يواجه تحديًا يُذكر من قبل المرشحين المنافسين بفضل الدعم الذى يلقاه من قبل أطراف مؤسسية وشعبية، فى المقابل تتمثل القضية الأساس فى هذه الانتخابات فى حجم المشاركة، حيث دعا تحالف من أربعة أحزاب ذات وجهة إسلامية وحزب علمانى ومعهم المرشح المنسحب من الانتخابات أحمد بن بيتور إلى مقاطعة الانتخابات، واقترحوا "مرحلة انتقالية ديمقراطية بعد 17 أبريل".
وبالنسبة لموقف القوى الدولية الكبرى، فبحسب موقع "راديو سوا"، فإن الولايات المتحدة لا ترغب فى استقرار الجزائر، وربما تخطط فى تصدير الأوضاع القلقة التى مرت بها دول الربيع العربى إلى الجزائر، وبحجة صحة الرئيس بوتفليقة تفضل الإدارة الحاكمة فى واشنطن رئيسًا جديدًا، الأمر الذى صرح به ديفيد أوتاواى، خبير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى مركز ويلسون فى واشنطن، مؤكدًا أنه حان الوقت لرئيس جديد للجزائر، يكون فى صحة جيدة وأكثر نشاطا، مشيرًا إلى أنه فى حال إعادة بوتفليقة لولاية رابعة، فإن الإدارة الأمريكية مضطرة للعمل معه، فى إطار العلاقات المشتركة بين البلدين.
من جهة أخرى، رأى المحلل والإعلامى سامى كليب أن "صراعات الخلافة هى التى دفعت بوتفليقة إلى الترشح، فهو الوحيد حالياً الذى يتمتع بتأييد كل القوى المؤثرة فى النظام من جيش وأمن داخلى ومخابرات، ويتمتع أيضاً بدعم القوى المالية والاقتصادية التى نمت بفضل جوّ الاستقرار والحماية من دون الانجرار وراء الليبرالية المتوحشة، كان المثال واضحاً فى خلال الأزمة المالية التى عصفت بالعالم عام 1988، مؤكدًا أن غدًا بوتفليقة رئيساً للجزائر، ولكن بأى نسبة تصويت؟ هذا هو الرهان الوحيد.
الجزائريون ينتخبون الرئيس.. 23 مليون ناخب يحسمون الجدل وسط استنفار أمنى.. وبوتفليقة على أبواب ولاية رابعة و"بن فليس" أبرز المنافسين.. ومراقبون: النتيجة محسومة للاستقرار ونسبة المشاركة هى الرهان
الخميس، 17 أبريل 2014 07:06 ص
الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حسنى الريس
كارثة