هشام يحيى يكتب: حوار مع مواطن سويسرى

الأربعاء، 16 أبريل 2014 12:07 ص
هشام يحيى يكتب: حوار مع مواطن سويسرى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما سألت مواطن سويسرى عن أحلامه فأجابنى بكل تواضع: يا بيه أنا نفسى فى لقمة عيش نضيفة بدل العيش اللى كله زلط .. ويضيف بالسويسرى: نفسى أفتح الحنفية السويسرية يطلع منها ميه نضيفة مش مية مجارى، ونفسى ألاقى مكان فى أتوبيس هيئة النقل العام السويسرية، ويا سلام لو سرير محترم فى مستشفى حكومى والدواء يبقى متوفر والأسعار تبقى حنينة ومرتبى ما يخلصش يوم 3 فى الشهر. حكم أنا بقبض سبعمية وخمسين فرانك بيوصلوا بعد الضرايب لستومية اتنين وتمانين فرانك وخمسة وسبعين قرش سويسرى.

ويضيف المواطن ماسحا دموعه: يا بيه هو أنا طالب كتير ؟ أو مال تقول إيه بقى فى الناس اللى عايشة حياتها ومش دريانين بحاجه تلاقى الواحد من دول حاطط ملايين فى البنوك المصرية وعايش فى الدويقة عيشة ملوك! وما حدش حاسس بينا، وإحنا كل ما نفتح القناة الفضائية السويسرية يطلع لنا الرئيس (أولى ماورر) يتكلم عن الإنجازات والخطط والمشاريع المستقبلية أصل عقبال أمالتك الانتخابات عـالأبواب وعايز يشترينا بكلمتين، ولما حد يعترض على كلامه يقوم مشغل الأسطوانة بتاعت الديون الخارجية والقروض، بس كلام فى سرك أنا سمعت من مصدر موثوق إن الريس ها ياخد قرض كبير من مصر! وبارك الله فيما رزق.

سألت المواطن: بس أنا اسمع إن عندكوا معالم سياحية كتير فى سويسرا وأنت عارف السياحة بتكسب دهب، ده غير الأنهار الكتير، ومصانع الساعات والشيكولاتة؟
رد المواطن السويسرى: طول عمر خير بلدنا مش لينا يابيه .. الناس الكبار بقالهم سنين ناهبين البلد، هو الشباب بيطفش من شويه؟
نظرت إليه نظرة شفقة واقتربت منه وكرمشت ورقه بـ خمسين جنيه وحطيتها فى جيبه، فانهمرت دموع ( البرتو ) بالبكاء .. واقترب منى وشارف على تقبيل يدى وقمت بشدّها بسرعه وقولتله أستغفر الله يا البرتو .. ما تعملش فى نفسك كدة، فقال البرتو: من يد ما نعدمها أنا مش عارف اودى جمايلك دى كلها فين ! سألته قبل أن ارحل: نفسك فى إيه يا عم البرتو ؟
رد وهو يمسح دموعه: نفسى يتصلح حال البلد .. مش عشانى عشان الأجيال الجاية .. إحنا خلاص راحت علينا ومش عايز ولادنا يشوفوا اللى إحنا شوفناه، صدقنى لو اتوحدنا ونسينا خلافتنا وصراعتنا على الكرسى وبطلنا أنانية شويه .. سويسرا دى هاتبقى أحسن بلد فى العالم .. وابتسم عم البرتو ابتسامة أمل وتركنى ورحل بعيدا .. وظللت انظر إليه حتى اختفى فى الأفق.

كان هذا حوارا بينى وبين احد المواطنين السويسريين، أنا نقلت الحوار زى ما هو بدون تعديلات حتى ترى عزيزى المواطن حال أشقائك فى الدول الفقيرة وتحمد ربنا ع اللى أنت فيه.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة