رجح معهد واشنطن الأمريكى لدراسات الشرق الأدنى، أن يكون لإعفاء الأمير بندر بن سعود من منصبه كرئيس للمخابرات السعودية، آثار كبيرة على السياسة السعودية تجاه سوريا وإيران.
وقال المعهد فى تقرير كتبه سايمون هندرسون، المتخصص فى شئون الخليج بالمعهد، إن المملكة العربية السعودية أعلنت أمس، الثلاثاء، أن الأمير المثير للجدل بندر بن سلطان قد استقال من منصبه كرئيس جهاز المخابرات، ووفقاً لما أوردته وكالة الأنباء السعودية"، فقد ذكر المرسوم الملكى غير المتوقع أن بندر قد "أُعفى من منصبه بناء على طلبه" وتم تعيين الفريق أول ركن يوسف بن على الإدريسى، بدلا منه.
وكان الفريق الإدريسى نائباً للأمير بندر فى "رئاسة المخابرات العامة"، والتى يصفها التقرير بأنها الهيئة السعودية الموازية لـوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، إلا أن هندرسون يشير إلى أن المرسوم الملكى لم يذكر أى شىء عن المنصب الرسمى الآخر لبندر وهو الأمين العام لمجلس الأمن الوطنى السعودى.
ويتابع الخبير الأمريكى قائلا إن: "هذه الأنباء تأتى بعد مرور أقل من ثلاثة أسابيع على ما ذكرته التقارير بأن بندر فى طريقه للعودة من المغرب، حيث كان يقضى فترة نقاهة دامت عدة أسابيع بعد أن أُجريت له عملية جراحية فى الكتف"، وكانت القصة "المختلقة" حول غيابه، كما يصفها هندرسون، تدور إلى حد كبير حول استمراره فى إدارة المخابرات السعودية من سريره فى المستشفى، على الرغم من التقارير التى أفادت بأن القضية السورية قد انتقلت لابن عمه، وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف فى يناير الماضى، وكان الأمير بندر قد أزعج صناع القرار فى واشنطن فى أكتوبر الماضى عندما أطلع الصحفيين الأجانب عن سخط السعودية تجاه سياسات إدارة أوباما فى الشرق الأوسط.
وفى ظل غياب معلومات أوفى، وخاصة عن دوره فى "مجلس الأمن الوطنى"، يعكس التغيير تفسيراً مرجحاً عن صحة بندر، وفقا للكاتب، فبالإضافة إلى العملية الجراحية التى أُجريت له فى الكتف كما أفادت التقارير، فإن السفير السابق فى واشنطن البالغ من العمر خمسة وستين عاماً كان يستخدم عصا للتخفيف من مشكلة كان يعانى منها فى الساق عندما استقبل السناتور الجمهورى بوب كوركر فى منزله فى الرياض فى ديسمبر الماضى. ويذكر كُتّاب السيرة الذاتية للأمير أمراضاً أخرى له أيضاً، من بينها شعوره بآلام فى الظهر بسبب إصابة تعرض لها خلال مهنته كطيار مقاتل، إلى جانب ميله نحو الاكتئاب.
ويشير تقرير معهد واشنطن إلى أن تعيين بندر رئيساً للمخابرات عام 2012 اعتبر انعكاساً لسياسة العاهل السعودى الملك عبد الله تجاه قضيتين رئيسيتين فى ذلك الوقت وهما: موقفه المعارض لنظام الأسد فى دمشق، وعزمه على إحباط ظهور إيران كقوة إقليمية مسلحة نووياً ومنافسة للمملكة العربية السعودية.
ويذهب هندرسون إلى القول بأن تغيير قيادة المخابرات السعودية ربما يسمح باحتمال حدوث تغيير فى هذه السياسات، كما تمت الإشارة إلى ذلك من خلال القيود التى فرضتها السعودية مؤخراً على دعم الجهاديين فى سوريا، لكنه يرى أن هناك شكوكا حول ما إذا كان لدى الفريق أول ركن الإدريسى، الذى لا ينتمى إلى العائلة المالكة، الثقل السياسى لتنفيذ ذلك، مشيرا إلى أن جميع رؤساء المخابرات السعودية كانوا خلال الفترة الأخيرة من الأمراء، وقد تولى بندر نفسه المنصب من الأمير مقرن بن عبد العزيز، الذى اختير نائباً لولى العهد الشهر الماضى.
وخلص التقرير إلى القول بأنه إذا احتفظ بندر بمنصبه فى مجلس الأمن الوطنى، فسوف يستمر فى ممارسة بعض النفوذ فى الرياض، لكن نظراً لنفوره من واشنطن فى الأشهر الأخيرة، فقد يوحى التغيير بفرصة لمواصلة رأب الصدع بين الولايات المتحدة والمملكة فى أعقاب الاجتماع الذى عقد الشهر الماضى بين الرئيس أوباما والملك عبد الله خارج الرياض. ويعتمد هذا التقييم على المسئولين الذين ستتم ترقيتهم لملء الفجوات التى ستتركها استقالة بندر.
موضوعات متعلقة:
الصحف الغربية:الملف السورى وراء إقالة الأمير بندر من منصبه رئيساً للمخابرات السعودية..كاتب:الرياض قلقة من تعامله مع الحرب فى دمشق..وفاينانشيال تايمز: انضمام سعوديين للمتمردين هدد بعواقب سلبية بالمملكة
معهد واشنطن: الوضع الصحى وراء إعفاء بندر بن سلطان من رئاسة المخابرات السعودية.. وموقف السياسة الخارجية للمملكة فى الملفين السورى والإيرانى مرشحان للتغيير
الأربعاء، 16 أبريل 2014 12:51 م