أنا طالب بالصف الأول الثانوى، ولأن المدرسة بعيدة عن البيت بأربعة شوارع رئيسية، فهى محتاجة تاكسى رايح جاى، لكن ماما أقنعتنى أن أصحى مبكراً، وأخذها مشى، فالمشى صحة للجسم، وصحة للجيب كمان أهه أهه " ضحكة صعيدى "، ولأن ماما دائماً تقول لى كن مؤثراً فيمن حولك ولا تكن خروف فى قطيع، كن أنت القائد ولا تكن تابعا ؛ وفعلاً الأول كانوا أصحابى يقولون لى، يا عم محمد المشوار بعيد، لكن عملت بنصيحة ماما وأقنعتهم بمزايا المشى، وبدأت أرى أشياء فى طريقى لم أكن أرها وأنا راكب تاكسى، أخذت أراقب عمل عُمال النظافة بالشارع، وهم يكنسون الشارع منذ الساعة الخامسة صباحاً فى الشتاء البارد وفى الصيف تحت لهيب الشمس، أتأمل ملامح وجهه الذى يكسوه الغبار والبؤس، ضعيف الجسم يزج بعربة حديدية ثقيلة، تلك العربة التى يضع فيها ما يجمع من القمامة، فكرت كيف نسعد عامل النظافة فى عيد العمال، وعرضت الفكرة على أصدقائى وهى أننا كل واحد يجمع من أغنياء عمارته أو أصحاب المحلات الكبيرة الشغالة تبرع صغير ثلاثة جنيهات فقط، ونشترى هدايا لعمال النظافة، هدايا مش ورد ولا برفان، نشترى له شىء يستفيد منه هو أسرته، مثال طقم أوانى ملايات أكواب حلوى، وحاجة تكون خامة كويسة مش أى شىء والسلامة، عاوز يكون يوم عيد العمال يوم سعيد على عمال النظافة فى أرجاء مصر، ولذلك أنا أكتب الفكرة للنشر، عشان كل الشباب يحاول تطبيق الفكرة، فى إسعاد هذا العامل البسيط، نعلى الهمة لديه، ونشعره أننا نشعر به، وإلى جانب الفكرة ليتنا نتحلى بالذوق ولا نلقى بالقمامة فى الشارع ونضعها فى اماكنها مخصصة ولو كنت مسئولا بالدولة لجعلت أعلى راتب لعامل النظافة.
محمد على أحمد عمار يكتب: عيد العمال وعمال النظافة
الأربعاء، 16 أبريل 2014 07:01 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة