عصام كرم الطوخى يكتب: معركتك مع ذاتك

الأربعاء، 16 أبريل 2014 08:09 ص
عصام كرم الطوخى يكتب: معركتك مع ذاتك صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك عالم خاص بك قد لا يتدخل فيه أحد، ولا يقتحمه بسهولة كونك أنت الوحيد الذى تمتلك مفاتيحه، وكلمات السر الخاص به، ومصادر القوة فيه وما ينتابك من مشاعر وأفكار، إنه عالم الباطن بداخلك قد يكون غير مرئى لمن حولك، ولكن أنت الوحيد الذى تدركه جيداً وتدرك أدق تفاصيله، هذا العالم الخفى به طاقة هائلة لو تم اكتشفها وترتيبها وتوظيفها والالتزام بها بما يخدم الواقع الفعلى لتغير حال الكثيرين.

هذا العالم يقودك ويرشدك إلى أنه قد لا تستطيع فعل أى شىء إلا إذا كنت تؤمن به وتدرك قيمته بداخلك، بمعنى لابد أن تتكون بداخلك رؤية واضحة وصريحة لذاتك وكينونتها، لابد أن تتشكل وتتكون أنت من الداخل قبل أن تقوم بفعل معين كى تدرك ماهية العمل، ومدى خطورته، ومدى استطاعتك وقدرتك بالقيام به أم لا، بمعنى أدق لابد أن تدرك هويتك الحقيقية من خوف وأمل وتردد ويقين من قراءة الواقع بصورة سليمة، على إثرها تبدو خطواتك قوية وواعية تدرك وجهتها المحددة لك بدون هواجس واضطرابات.

لذلك تبدو تصرفاتنا وأفعالنا إلى حد ما انعكاساً لما نفكر فيه، فأنت تحاول بقدر ما تستطيع أن تعبر عما بداخلك إلى الواقع الفعلى الذى نعيشه، ولن تستطيع أن تعبر عن ذاتك بقوة ويدرك من حولك ما تفكر فيه، إلا إذا كنت أنت على قدر المسئولية من تحمل عبء خوض معركتك مع ذاتك أولاً، قبل خوض المعركة الشرسة فى إثبات ما تفكر فيه وإظهاره للعالم الخارجى.

لذلك حاول دائماً أن تصل إلى حالة من التناغم والانسجام الداخلى ما بين ما تفكر فيه من أهداف وأحلام وأمنيات، أو حتى اتخاذ قرارات مصيرية، وما بين الواقع المر وتحدياته وانكساراته بثبات وثقة.

ولأن يتأتى ذلك إلا بإدراك الكفاءة العقلية والهبات والإمكانات والقدرات الهائلة والكامنة بداخلنا بتطويرها، بحيث تحاكى الواقع، مما تحدث بداخلك التوازن الذى يؤهلك لما تسعى إليه ويبعدك عن فوضى التفكير الذى يسبب لك الكثير من الارتباك والتشتت الذهنى، وبيقينك بما تؤمن به سوف تجده خير معين لك.

محاولة التحكم فى أفكارنا والسيطرة عليها يتيح لنا ثبات نفسى، وحياتى رائع من أمل متجدد يأخذ بالمعطيات والأسباب والنتائج، ويفرض الاحتمالات، مما يجعلك شجاعا فى اتخاذ أى قرار وكل ما نجده من عثرات تعترضنا، وتعوق حركتنا يكون نتيجة التشتت وعدم الوعى بما نريده .

أنت تعيد اكتشاف ذاتك وما تدركه ينعكس على العالم الخارجى انعكاسا لما تفكر فيه، اجعل فكرك طاقة نشطة وليست ساكنة، اجعلها تتجسد فى الواقع المرئى حتى تسعد ذاتك وتفيد به من حولك.

استيعابك لأفكارك وقدرتك على التعامل معها داخل العقل الباطن وتحويلها إلى شىء ملموس شىء رائع، يحسب لك ولقدرتك على الابتكار والتطور، ويمكنك من جذب ما تريده فى الحياة، لأنك مصدر توليد الطاقة من أفكار تنير الكون.

فكرة واحدة بداخلك قد تغير حياتك بالكامل إذا أدركت احتواءها وتغذيتها وتطويرها إذا وضعت فى الإطار العقلى الصحيح والبيئة المناسبة لها، بشرط أن تجعل ذاتك ويقينك بما تؤمن به يكون مصدر الذبذبات والإشعاعات الصادرة من داخلك، بحيث يكون ضوءا متجددا بقوة متجددة تجعلك تزداد ثقة لتجعل الحياة، ومعناها بداخلك، تزداد أكثر عمقاً وفهماً بصدر رحب وتجعل الأشياء بداخلك أكثر وضوحاً.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة