فى منطقة الفسطاط، وبجوار مجمع الأديان أرض السلام، حيث تعانقت أصوات الأذان فى جامع عمرو بن العاص مع أجراس الكنائس فى الكنيسة المعلقة، وفى الهواء الطلق وجو الليل الساحر بمركز الخزف بالفسطاط، والذى يحمل على عاتقة إيقاظ وإنقاذ الحرف التراثية التى توشك أن تندثر، قدمت فرقة "رسالة سلام" احتفالية كبرى ضمن برنامج القوافل الثقافية بعنوان "احتفالية وطن بلا حدود"، بحضور الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة والدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة والمخرج خالد جلال رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية وعبد الحكيم مدير مركز الخزف،واللواء ياسين نائب محافظ القاهرة فى منطقة الجنوب.
وأكد صابر عرب على ضرورة تخصيص يوم ثابت فى نهاية الأسبوع الأخير من كل شهر لعرض رسالة سلام بمتحف الخزف بالفسطاط، بالتنسيق مع المخرج خالد جلال، مع ضرورة أن يجوب هذا العرض معظم محافظات مصر، كما وافق على إقامة ورشة عمل لمنتجات خان الخليلى بشارع المعز لجذب السائحين، وتشجيعا للحركة السياحية، واقترح عرب على نائب محافظ القاهرة لمنطقة الجنوب، والذى وافق على تشجير المنطقة الفاصلة بين شارع مجمع الأديان ومركز الحرف البيئية بالفسطاط، مشيرًا إلى أن فرقة رسالة سلام تعبر عن ضمير المصريين فكرا وضميرا وتسامحا، وأنها تقدم أعمالها منذ سنوات، ولكنها اليوم تقدم رسالتها من الفسطاط، وبجوارها جامع عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة، والفرقة تغنى وتنشد بروح المصريين، فالرسالة من هذا المكان تصل لكل مصرى فى أى مكان فى العالم، فالرسالة هنا فى مدينة الفسطاط فى وسط مجمع الأديان مؤثرة، وتجسد التاريخ المصرى والوعى لدى المصريين، وفكرة التسامح متأصلة فى جذور الفكر المصرى وتاريخه .
وأشار صابر عرب إلى أن قطاعات وزارة الثقافة تعمل فى تجانس كبير لعرض فرق الفنون الشعبية والمسرحية والأعمال الفنية فى كل محافظات مصر، وأكد "صابر" أن الشعب المصرى بطبيعته يحب الفن والثقافة، ونريد أن يستمتع الناس بالفن والثقافة باستهداف الناس وبث الوعى والمسئولية والقيمة التارخية بفنوننا وثقافتنا .
قدمت فرقة رسالة سلام عروضها من إعداد وإخراج المخرج انتصار عبد الفتاح بعد امتزاج الإنشاد الدينى الصوفى مع التراتيل والألحان القبطية، فى تابلوهات غنائية شديدة الروعة تعانقت فيها أصوات سوبرانو أكابيلا مع فرقة الأنبا موسى للترانيم، والتى تعرض مع الفرقة لأول مرة، والفرقة الأندونيسية للإنشاد، حيث شدت الفرقة وانصهرت فى معزوفة كونية واحدة بمجموعة من الأغانى منها "مولايا صلى، سبحوا الله، يا جمال النبى، الصلاة على النبى محمد وعيسى وموسى، العُليقة التى رآها موسى فى البرية، اسلمى يا مصر، مصر التى فى خاطرى، قوم يا مصرى" بأصوات المنشدين والمترنمين التى تموجت فى فضاء الفسطاط فى ليلة روحية أضفت على الحضور حالة نورانية .
وفى ختام الحفل طلب الفنان انتصار عبد الفتاح أن يردد الجمهور ويهتف مع الفرقة "صلاة الله سلام الله على الإنسان فى كل مكان"، ثم رفع علم مصر، وقام الجميع، وصفقوا تصفيقا حادا، معبريين عن مدى سعادتهم وتفاؤلهم بأن القادم سيكون أفضل.