قال الدكتور على عبد الرازق، أستاذ علم الاجتماع، إن الرواد العرب الذين علمونا علم الاجتماع وأبدعوا وطوروا فى هذا المجال كانوا على علم ودراية واسعة بكل ما يحدث فى المجتمع الغربى، وكان مفهومهم عن العولمة يتخطى بكثير ما تعرفة الأجيال الحالية عن العولمة والتى تحصرها فى الجوانب السلبية.
وأضاف عبد الرازق، خلال الندوة التى عقدت بالأمس بالمجلس الأعلى للثقافة، تحت عنوان "علم الاجتماع فى المجتمع العربى وخصوصية مصر" إن المجتمع العربى الذى أنتج رواده علم الاجتماع من بداياته وطوروه وصدروه للغرب لا يعلمون شيئا عن علم الاجتماع الصناعى وعلم الاجتماع التنظيمى والتطور السريع المتواتر فى هذا العلم.
وأشار عبد الرازق، إلى أن الفجوة التى يعانى منها العالم العربى فى ملاحقة المعرفة والثورة المعلوماتية أحد أسبابها يتلخص فى توقف المجتمع العربى عن الدورة المعرفية التى تبدأ بالتحصيل ثم الاستيعاب وتنتهى بالإبداع فالوضع المعرفى والثقافى الحالى يؤكد أن مجرد التحصيل المعرفى فى مجتمعنا لم يرق بعد لمستوى الاستيعاب.
وأكد عبد الرازق، إلى ضرورة التكيف مع العولمة والتركيز على الفرص التى تتيحها فى مجال الاجتماع والعلوم بشكل عام وأن يكون لصانع القرار دور فى الانفتاح المعرفى والتواصل مع باحثى الاجتماع ممن لديهم أفكار.
وقال الدكتور أحمد مجدى حجازى، إن العقل العربى أصبح سجينا عن فكرة الإبداع تماما كالسجين الذى لا يقُدم له سوى وجبة واحدة يتعاطاها من يحددها هو صاحب القرار.
وأضاف حجازى، أن الدولة المصرية لا تعترف بعلم الاجتماع لأسباب سياسية وتتعمد إغفال أهميته وتطويره وتضيق الدائرة على الباحثين فى هذا المجال.
وأشار حجازى، إلى أن علم الاجتماع الذى شهد ازدهارا واضحا على يد العرب مؤسسى علم الاجتماع أصبح اليوم بفضل الدولة ومؤسساتها ناقصا ومشوها وأصبح الباحثون أنفسهم فى هذا المجال يعانون عشوائية فى الفكر تماما كالعشوائية التى يعانى منها المجتمع المصرى بشكل عام.
وأوضح حجازى، أن التعليم العالى يتعامل مع قسم الاجتماع كقسم لا أهمية له يدخله كل من لم يحصل درجة علمية بالثانوية العامة ويتخرج منه أعداد طائلة لا يعرفون شيئا عن العمل البحثى وأهمية الأبحاث الاجتماعية فى تغيير المجتمعات وتطويرها، مشيرا إلى مستوى الأبحاث التى يقدمها هؤلاء الدارسين التى تنحصر بين الاستشهادات والاستعراضات من مقولات وكتب الغرب دول تقديم تحليلات وتفسيرات للظواهر الاجتماعية والاعتماد على الاحصاءات والأرقام فى تفسير الظواهر دون محاولة لتقديم حلول ومقترحات تنمية اجتماعية مؤثرة.